حين كشفنا قبل شهر الطبخة السرية التي وضع توابلها  ثعلب إيكسليبان الفرنسي هيرفي رونار مع ثعلب آخر مجهول الهوية جار البحث عنه لغاية اليوم، قيل أنه فاوضه سرا وجس نبضه للقدوم بعد كذبة أبريل، إبتلع الكثيرون لسانهم وأصيبوا بالخرس واكتفى غلام  بالسلام فلم ينف أو يؤكد ما تدوول وفضحته «فرانس فوتبول»، بل خرج يومها رونار و

قال لنا حصريا أنه مركز على سوشو وانتهت الحكاية.

ولأن إسمه من فصيلة الثعالب، فإن رونار وبعد أن أدرك أنه ورط ناديه سوشو ويسير به للهلاك والهبوط للقسم الثاني، فقد اختار التايمينك المناسب ليصرح لقناة فرنسية أنه فعلا تفاوض ذات يوم مع مسؤولين عن جامعة الكرة ويقصد بطبيعة الحال مسؤولا مرشحا ولا يجد حرجا في القدوم.

مرة قال أنه على استعداد للمجيء على قدميه، وقد يطالعنا غدا بكونه سيأتي حافيا أو حتى على بطنه، لأنه باختصار لم يعد لديه ما يخسره بالبطولة الفرنسية بعدما فشل فشلا ذريعا في تقديم أوراقه بالليغ 1.

ما أقدم عليه رونار سبق وأن جربناه مع مدربين بهوية فاشلة كلما داهمتهم العطالة إلا واستعاروا أبواقهم الفرنسية ليروجوا لأنفسهم كما فعلها قبله لويس فيرنانديز وكوربيس وآخرون ممن راقتهم شهرة وعطلة غيرتس.

رونار الذي وجد ذات يوم منتخبا زامبيا مسعورا وبلاعبين انتحاريين خاضوا أمم أفريقيا التي احتضنتها مناصفة الغابون وغينيا الإستوائية بروح ثأرية، ليس بسبب تواجد مدرب كارزيماتي كما روج لرونار وإنما لما تمثله المنطقة من نوسطالجيا ومن استعادة لشريط الألم الذي راح ضحيته منتخبهم عبر حادث الطائرة الشهير قبل 20 سنة، فكان التواعد مع القدر لصناعة المعجزة التي وضعت منتخب الرصاصات النحاسية على قمة البوديوم القاري.

اليوم يلعب الموسيو رونار بالبيضة والحجر كما يلعب فيربيك وباقي الأرانب الذين يفتحون مزاد المنتخب الوطني للعرض قبيل الكشف عن الرقم 1 في معادلة تسيير الجامعة، حيث كشف مشكورا إستعداده لتوزيع تركة المناصب على حوارييه.

لا يسعنا إلا أن نتوجس من «تمسمير» رونار الذي لا يبدو لا اليوم ولا غدا رجل المرحلة القادر على تغيير المنكر الذي يعيشه الأسود، لأننا لن ننتظره لغاية نهاية شهور عسله مع سوشو خلال الصيف كي يشربنا نحن الحدج بـ«الكان» بعد أن يرسل لنا سائقه وكلبه كما فعل غيرتس وكوبيرلي ذات يوم معنا لغاية قدومه.

ــ إنتهت قضية كامارا وعاشت جماهير الرجاء المرارة، وقيل أن المعركة حسمتها الشكارة والشطارة.

حسم قلم الكاف نزاعا آخر من النزاعات التي لم نشهد كما لم يشهد من سبقنا أننا ربحناها يوما لا داخل قبة عيسى بقاهرة المعز، ولا داخل «طاس» بلاتير.

خسر الرجاء قضية كامارا كما خسر الفهري سابقا قضية الطوغولي عبد الغفار ماماه وخسرت جامعة العسكر إعتراضها على بطاقتي التونسي البرازيلي كلايتون، فقامت القيامة وتوسعت دائرة الشك لنسب كل هذه الإخفاقات تارة لثعالب كافاويون يزورون المغرب خماصا ويعودون بطانا، وتارة لغياب «خالنا» عن دار العرس.

تفاعلنا مع قضية اعتراض الرجاء قادنا في فترة من الفترة للتعصب وارتداء نظارات سوداء حجبت كبد الحقيقة، نصرتنا لبودريقة وبوزرواطة وعماري وكل الكومندو الذي رحل  للقاهرة بحثا عن العودة بورقة التأهل، حكم على كثير منا بالسقوط في فخ الظن الآثم بصقور كاف، قال بعضهم أنهم يأكلون الغلة ويسبون الملة وفي أدائنا لفاتورة غيابنا عن مشهد تنفيذية بقلب قارة يحضر بها رجال من السيشل وموريس والسودان ويغيب صوت المغرب عنها.

لا تربطني بالكاف قرابة ولم يسبق لي وأن إلتقيت على انفراد برجل القطن الكامروني الذي حكوا لنا مرارا أنه عاشق للمغرب وهو فعلا كذلك لأنه من المغرب إنطلق ليصبح أشهر من نار على علم، لكن أمانة الشهادة تفرض التأكيد على أن إقصاء الرجاء أمام حوريا لا دخل فيه لا للكاف ولا لرجال الكاف ولا للوبيات الكاف.

زميلنا مصطفى بدري بروحه المنتصرة لكل ما هو مغربي خالص وبتوغله في معمعة وفرن الكاف، بذل أقصى ما يستطيع بإمكانياته الذاتية لصنع شيء ما في القضية لصالح ملف الرجاء، غاص عميقا بحثا عن ثغرة، إتصل وناور باقتصاد وحكمة، دون أن يستهلك اجتهاده هذا كما ركب عليه كثر، لكنه في نهاية المطاف ما كان أفضل مما كان.

على الرجاء أن تستفيق من حلمها المونديالي، على لاعبيها أن ينفضوا عنهم غبار الريع وحكاية «الواليدة صيفطي اللعاقة» عليهم ان يعودوا لأرض الواقع وأن يدركوا أن العيش في جلباب الماضي لا يصنع مستقبلا ولو فعلوا ذلك لجنبوا فريقهم وجمهورهم الكبير مرارة وحسرة خسارتين واحدة بالقدم والثانية بالقلم.