على كل الذين يحملون الخميس صفة الأسود أن يتقدموا له بالإعتذار الخالص لأن هذا الخميس بريئ مما ينسب إليه، ومصادفة هذا الخميس أن يكون أسود بالدار البيضاء وحده ولقطبي العاصمة الإقتصادية.

خميس كلاسيكو الدم بين الرجاء والجيش والذي ما تزال صوره البئيسة عالقة بالذاكرة أصبح من الماضي بعد أن استنسخه ملثمون ومقنعون أو هكذا ساقت لنا روايات من حضر بمركب بنجلون.

لا إثنان من دون ثلاثة، لذلك يتوجس كل فريق اسمه الوداد من مصير مجهول بانتظاره بعد أن عاش الوداد الفاسي غارة يوم الأربعاء وتبعه وداد الدار البيضاء يوم الخميس، لذلك استنفر وداد تمارة الأمن الخاص والعام خوفا من تمتد له عدوى الملثمين لأنه يحمل اسم الوداد.

كلنا نتوحد على أن ما شهده المركب من ترهيب وترويع سلوك مرفوض في الجملة والتفصيل، ولا أحد يسره أن تتعرض سلامة لاعبين مؤطرين أو حتى مشتغلين بالمركز للخطر.

لكن من حق كل من حرك فيه ما حدث شيئا ما أن يبادر للتوجس مما حدث ويتساءل عمن كان فيه «حيلة وسباب»، بعد أن اجتمعت معطيات مثيرة للريبة والشك.

ولئن كانت التحريات الأمنية على درجة كبيرة من الفعالية والدهاء لاصطياد زوار الظهيرة المشؤومة، فإن المفتش «أكرم ـ بو» وضع خبرته رهن إشارة الوداد وقاده التحري لما يلي:

ـــ لماذا غاب صقور الوداد عن الحصة المعلومة فلم يحضر المخضرمون وأصحاب القيدومية على شاكلة ما وقع بتوين سانتر الأمريكية عشية المداهمة بالطائرات؟

ـــ غاب كلاب الحراسة فتعطلت الكاميرات ويا سبحان الله ويا للمصادفة أن هذا تزامن مع غزوة المدججين؟

ـــ تواجد المنخرط شاقور بعين المكان وغياب الرئيس وحوارييه من دأبوا على ملازمة المركز ومغادرته إلا لحاجة قصوى؟

ـــ وما سر الغارة بعد تصريحات لمعارضين أشدت للرئيس وقول أحدهم بصريح العبارة باليوم الذي سبق المداهمة «يا أنا يا الشريف بالوداد».

وهنا نصل لبيت القصيد وهو المدرب الشريف الذي بدا في فيديو حقق نسب متابعة قياسية شأنه شأن فتاح والخاليقي بلا حول ولا قوة، فجاءت تصريحات الشريف مرتبكة وغير مفهومة وهو يقول عن نفسه أنه يهودي.

بعض الخبثاء قالوا أن التصريحات القوية التي صبت كلها في خانة إقالة الشريف بعد الخسارة بتطوان، قالوا أن الحل الوحيد المتبقي كي يضيف أكرم الشريف لقائمة 20 مدربا الذين منحهم مؤخر الصداق ورحلوا بعيدا، كان هو مشاهدة فاصل مثل الذي وقع عشية الخميس دون معرفة الجهة التي حاكت وصاغت هذا المونطاج.

نفس القراءة قالت أن الشريف يشبه في وضعه هذا الغراب فلا هو قلد الحمامة في مشيتها ولا حافظ على هويته، حيث لن يجد بعد الآن من يصغي لقفشاته ولن يجد من يصدق من الآن فصاعدا رواياته بعد أن تخبى عن مبدأ المعارضة ليتحول في 24 ساعة لأجير عند أكرم.

لذلك لا أحد سيلوم أكرم هذه المرة إن هو أقال الشريف لأنه سيكتفي باللازمة الشهيرة «مكره لا بطل»، وسيقدم رأس الشريف قربانا للأزمة وتنتهي الحكاية فيبقى أكرم صامدا دون أن ينتبه إلى أن من مارسوا الغارة لونوا حافلة الفريق بــ «أكرم ديكاج».

لا أحد يسره أن تتحول ملاعبنا لبورسعيد على الطريقة المغربية، ولا أحد يروق له ما يحدث حاليا داخل بيت الوداد، فالداودي لا يجد حرجا في القول والتصريح ولو بحدة أن «أكرم خاصو الحبس» والشرايبي وبقية فلول المعارضة حذرت بميساجات مشفرة وقوية من أن يكون ما حدث يوم الخميس بداية لشرارة يعلم الله كيف ستنتهي، وللوداد الله حتى يقضي الأمر المفعول ويفهم الحر بالدبزة بعد أن استنفذت كل الغمزات.