خروج الـمنتخب الوطني المائل من الخيمة في سابق المناسبات والذي كان سببا في سقوطه المتكرر وعثراته العديدة، ما يزال عنوانا للمرحلة وسيبقى كذلك إلى أن تنقشع غمامة المصلحة والتهافث وسباق التموقع وارتداء البعض لجلباب أكبر من حجمهم الطبيعي.
الطريقة السيئة التي تم من خلالها تدبير ورش الـمنتخب الوطني والتي جنت على جامعة الفهري وقبلها جامعة بنسليمان، يبدو أنها لم تشكل درسا للقادمين للرياض ولم تردعهم بالشكل الكافي، في ظل الصورة التي تشبه مزاد العرض والبحث عن مدرب للمنتخب الوطني فــ «الصولد» الأوروبي دون أن تتأسس عملية الإختيار على مقاربة صحيحة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتشرك من يحملون مواصفات الجودة والكفاءة والأهلية في العملية الإنتقائية.
نسمع كثيرا هذه الأيام وتتهادى أمامنا الكثير من الأخبار، تارة عن تحرك البوشحاتي ذراع لقجع القوي في القائمة التي لم يكشف بعد عن وجوهها ولا خطابها ولا حتى مشروعها وإن كان هو نفسه المشروع الذي تم تقديمه لرأي العام قبل زلزال الصخيرات شهر نونبر المنصرم.
يتم تصوير الرجل على أنه صاحب يد طويلة في عملية اختيار مروض الأسود القادم وأحيانا أخرى نطالع تسريبات عن تكليف وكيل أعمال لاعبين أو مدربين بعملية التنقيب السرية في عرض القارة العجوز مع تمتيعه بــ «كارط بلانش» في العملية وفي ثالث السيناريوهات هناك من يقدم معطيات عن قدوم وكلاء أعمال مدربين للمغرب قصد التفاوض مع مرشحين مفترضين للمنصب المفترض الذي هو خلافة الفهري في منصبه، وذلك لعرض صحيفة سوابق مدربيهم أمام المعنيين بالأمر.
غياب إدارة تقنية مبنية على اختيارات عقلانية لوجوه الخبرة والتجربة وتغييب هذه المؤسسة منذ زمن طويل في خارطة الكرة المغربية هو من فتح المجال أمام السمسرة وأمام الإرتجال في الإنتقائية وأمام كل هذا التخبط العشوائي الذي نعيشه حاليا ويعيشه المنتخب المغربي منذ نهاية عقد الطوسي.
لا يوجد منتخب واحد في العام عاش تجربة الفراغ في طولها وعرضها كما عاشه المنتخب المغربي في سنواته الأخيرة، وما يجنيه اليوم من كوارث وإخفاقات هو امتداد ونتيجة طبيعية لسوء التدبير ولتداعيات هذا الفراغ الذي يساءل عنه من مر ومن سيخلفهم بلا شك.
أن يمضي الـمنتخب الوطني سنة كاملة على عهد جامعة الفهري في الفترة التي سبقت التوقيع مع غيرتس وجاءت بعد نهاية شهور العدة مع التركيبة الرباعية، وأن تختم نفس الجامعة وضع الأسود لــ 6 أشهر كاملة من دون سائق لحافلتها يعني أن المنتخب المغربي قضى سنة ونصف من أصل 4 سنوات ولاية الفهري في الفراغ والهدر الكروي البشع وهو ما سيذكره التاريخ بكثير من الألم والحسرة للأجيال القادمة.
تحدثوا سابقا عن قطب تقني هو خليط من فعاليات كروية بقامات طويلة وتاريخ كبير ووجوه بصيت وحضور قوي في الإعلام ودوليين سابقين، ستكون لهم كلمتهم المسموعة ولو كخلية إستشارية ضن مقاربة اختيار المدرب القادم للمنتخب المغربي، فإذا بنا نسمع اليوم ونتلقى إشارات غير مطمئنة بخصوص الطريقة التي يتم من خلالها جس نبض عدد من المدربين العالميين والذين وعلى الرغم من عالميتهم قد لا يصلحون كبروفايل للفترة القادمة، في ظل الخروج المائل وغياب مقاربة الإختصاص في الشق التفاوضي معهم.
إختيار مدرب للأسود لم يكن في يوم من الأيام على مقاس المحترفين كما بلغنا من أكثر من مصدر، حيث تمت الإستشارة مع عدد كبير منهم عن "اللوك" والشكل الذي يفضلونه.
إختيار مدرب للأسود يجب أن يعود لشكله الكلاسيكي القديم الذي يعرفه جل المغاربة وأن لا يبقى أسيرا لنزوات وصالح إنتفاعيين خربوا بيت الـمنتخب الوطني وعاثوا فيه فسادا وحولوه لــ «محلبة»..