ADVERTISEMENTS

كلمات/أشياء

بدرالدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
ADVERTISEMENTS

الزاكي ناخبا.. إحترام للمعايير

الخميس 08 مايو 2014 - 18:00

برغم ما شابها من جدل ومن تسفيه أيضا لوجود فكر متنطع، وبرغم كل الذي تداعى من ردات فعل مستنكرة ومستفهمة أيضا، والمكتب المديري للجامعة يطلق مبادرة الإنفتاح على مكونات الفعل الكروي للوقوف على المعايير الفكرية والتقنية التي يمكن إعتمادها في تحديد ملامح الناخب الوطني الجديد، إلا أن في تعيين الزاكي بادو ناخبا وطنيا ما يقول بنجاح هذا الإنفتاح، أيا كانت النوايا والتي يجزم السيد فوزي لقجع بكثير من التحير أحيانا على أنها كانت سليمة في مبناها ولا تتوخى أبدا توريط أي من الأطراف التي استشيرت.
جاء تعيين الزاكي محترما بالكامل للمعايير الخمسة التي حصل التوافق حولها، فهو بالتأكيد صاحب تجربة رائعة مع الفريق الوطني قبل عشر سنوات أثمرت وصولا لنهائي كأس إفريقيا للأمم بتونس وإن كان الظن خاب بعدها بضياع حلم الوصول لمونديال 2006 بألمانيا، وهو عارف معرفة يقينية بكرة القدم المغربية وأكثر من هذا وذاك فهو ملتصق إلتصاقا كاملا بالفريق الوطني يعرف كل ما يدور بفلكه وكل ما يتفاعل داخل العرين، وهو صاحب شخصية قوية لا يقبل بالإملاءات وأحيانا يعاب عليه أنه لا يميل، حيث الرياح تميل فتنكسر فيه الضلوع أحيانا، وهو أيضا صاحب مشروع يحترم إحتراما كاملا البيئة والخصوصيات والأمزجة ويفهم فهما عميقا كل تشكلات المحيط الذي يحتضن هذا الفريق الوطني وكان للأسف مصدر ذبح له وهو صاحب طموح في علو الجبال، طموح يتأسس على إيمان عميق بالقدرات وبالممكنات أيضا، طموح لا يبيع الوهم ولكنه يعرض صورة رائعة للتحدي وكسب الرهان.
ليس بهذه المعايير وحدها ربح الزاكي فرصة ثانية لتدريب الفريق الوطني لطالما سعى إليها بل وقاتل من أجلها طوحين الهواء، فما أكثر ما سمع من تراهات ومن أحجيات بليدة ومن تنسيبات ثبت اليوم أنها كانت فقاعات صابون، كأن يقال له كل مرة قدمه المغاربة مرشحا لقيادة الفريق الوطني أنك مرفوض من السلطات العليا لزلة لسان لم يعرف لها سببا أو ليقين بأنه لا يمكن أن يكون العطار الذي يستطيع إصلاح ما أفسده الدهر، لم يصبح الزاكي من جديد ناخبا وطنيا لأنه تطابق بالكامل مع المعايير الخمسة التي رسمت ملمح الناخب الذي تقتضيه بل وتفرضه المرحلة فقط، ولكن لأنه تجاوز كل من نافسه على المنصب في تحديد سقف الطموح وفي إبراز جموح الرغبة وفي جعل المطلب المالي في مرتبة ثانوية.
وإذا كانت عودة الزاكي لمركز القيادة الذي لم يفلح كل من جاؤوا بعده في فهم أسراره، يمليها التجاوب المطلق مع المعايير وتؤكد وجود إجماع غير معلن وتنتصر لرغبة الجماهير المغربية التي ما تركت وسيلة للتعبير عن رأيها في الزاكي، إذا كانت هذه العودة مصدر تفاؤل لنا جميعا برؤية غد أفضل لأسود الأطلس، فإنها بالتأكيد تحرض على طرح مجموعة من الأسئلة المغيبة والتي على أجوبتها يتوقف مستقبل الفريق الوطني القريب، وعلى ضوئها يمكن أن نقيس نسب نجاح الزاكي في كسب الرهان الصعب.
أول وأقوى هذه الأسئلة.. كيف يعود الزاكي اليوم للفريق الوطني، فكرا وأسلوبا وشخصية؟
بالقطع لا نستطيع أن نقفز على الزمن ونلغي العشر سنوات التي مرت على رحيل الزاكي عن عرين الأسود وعن نزعه لجلباب الناخب الوطني، هو الذي تقلب بين مشاريع عدة مع أندية وطنية لم تحقق له النجاح المرجو، فهناك حاجة لأن نعود ونقلب الدفاتر القديمة، لنعرف ما الذي إستفاده الزاكي فكريا وتكتيكيا ونفسيا من تجربته الأولى مع الفريق الوطني، ليكون اليوم متمتعا بأكبر قدر من الجرأة ومن الحصانة ومن القدرة على تجحيم الصعاب وما أكثرها.
على الزاكي أن يبدأ من حيث إنتهى في ذلك اليوم من شهر أكتوبر من سنة 2005 وهو يصوغ حزينا ومحبطا رسالة الإستقالة من تدريب الفريق الوطني ساعات فقط بعد تعادلنا بملعب رادس أمام منتخب تونس ليحجب عنا مونديال ألمانيا 2006، العودة التي لا يقصد بها تقليب المواجع ولكن يراد منها الوقوف على ما أرتكب من أخطاء في التقدير وفي تدبير النجاح وحتى في تدبير الإخفاق، فإن كانت قد تحققت نجاحات كبيرة هي ما يذكر بها المغاربة الزاكي بكثير من التقدير وليس التقديس، فإن تلك النجاحات هي من أصل العمل ومن أصل الشخصية القوية للناخب الوطني، وما هو أصل في الزاكي لا يمكن أن يتغير، ولكن ما لا يجب إغفاله هو الأخطاء التي أرتكبت بعمد أو بغير عمد لوجود إكراهات لا يهم إن كانت اليوم موجودة أم لا، أخطاء ساهمت للأسف في تعطيل سمفونية كروية كان جيل مروان الشماخ ويوسف حجي ونورالدين نيبت يستعد لترسيخها في تاريخ كرة القدم الوطنية.
يقبل الزاكي بكثير من الهمة وبطموح يقهر كل الصعاب على تحديد قواعد اللعب مع كل الذين سيختارهم باحترام للمعايير الفنية والتكتيكية والسيكولوجية ليكونوا رجال الرحلة الطويلة في فيافي إفريقيا بحثا عن اللقب المرصود، وسيكون محددا لطبيعة العمل الخطاب الذي سينفتح به الزاكي على اللاعبين، خطاب لا أشك في أنه يملك المهارة والكاريزما والقدرة على الإقناع ليوصله واضحا وشفافا ومغريا بالعمل لكل اللاعبين المستوفين لشروط الإنتساب للفريق الوطني، ولكنه خطاب لا بد وأن يتحصن بعد ذلك بالصدقية والنزاهة، فالزاكي مسئول أول عن إختياراته وعن منظومته التكتيكية التي سيضعها لتكون معبرة عن هوية الفريق، ويكون رائعا ودالا على تحقق النجاح أن يقترن الخطاب بكل ما يقول بأن الزاكي الوصي عن الفريق الوطني عادل في إختيارته البشرية وحريص على حماية لاعبيه من كل نوائب النقد وإعصارت النتائج المعاكسة للطموحات والتي يكون كثير منها من قبيل الضار النافع.
لنا الثقة الكاملة في أن الزاكي هو مطلب الجماهير ومطلب المرحلة، ومتى إجتمع فيه الأمران متى كان واجبا علينا أن ندعم هذا الميلاد الجميل لعله يكون ضوء ونيزكا يخرجنا من عتمة النفق الطويل. 

بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
كلمات/أشياء
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
كلمات/أشياء
بدرالدين الإدريسي
المنتخب: بدر الدين الإدريسي
تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.