كان العيد الرابع للصحفيين الرياضيين المغاربة في ذاك اليوم الذي أكرمنا فيه الله بغيثه ومطره، عيدا للقيم، عيدا لثقافة الإعتراف والتحفيز على الإبداع وعيدا للجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي تحترم عمقها التاريخي ولا تتنازل عن أدوارها المحجوزة لها سلفا في مرافقة الحركة الرياضية الوطنية بمختلف تفاعلاتها نقدا وتحليلا واحتفاء.

وبصرف النظر عن بنية العيد التي ما فتئت تتطور في الأربع سنوات التي هي عمر هذا العيد الذي يزين صدر الصحافة الرياضية الوطنية، فإن ما يرتسم على الوجوه وعلى الشفاه من فرح وما يقفز من القلوب من تعابير عن البهجة والإمتنان، هو ما يجب أن يغذي المبادرة الخلاقة ويعطيها القدرة على أن تعيش في وسط لا تعتمه النتائج السلبية للرياضات الوطنية ولكن تسوده نفوس مريضة مختصة في معاداة النجاحات وفي ضرب المبادرات وتثبيط العزائم، وأعتقد أن ما يتداعى على هامش عيد الصحفيين الرياضيين المغاربة وهو يصل إلى النسخة الرابعة من إشادات موثقة ومن إكبار للمبادرة وحث على ديمومتها، يستطيع أن يكون للجمعية المغربية للصحافة الرياضية وقودا يشحن الإرادات لصيانة مكتسب كبير هو ما تعبر عنه فلسفة العيد.

ولأن الجمعية المغربية للصحافة الرياضية صاغت على الدوام للعيد في مختلف أبعاده فلسفة بها يتحصن، فقد جاءت الكلمة التي إفتتحت بها النسخة الرابعة للعيد مختصرا لأضلاع هذه الفلسفة باعتبارها حالة فريدة من نوعها في مشهدنا الإعلامي والرياضي، فاسمحوا لي أن أعيدها عليكم حفظا لأمانة القول والفعل. 

«ثباتا على المبدأ وترسيخا للقيم النبيلة، قيم التكريم والعرفان وقيم التحفيز على الإبداع نقيم اليوم العيد الرابع للصحفيين الرياضيين المغاربة متمثلين كل الأبعاد الإنسانية والأخلاقية والفكرية التي ترمي إليها أهداف وثوابت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية والتي منها أن نثبت يوما نأتي فيه كإعلاميين وكفاعلين لنسمو بالقيم النبيلة التي بها عاشت الرياضة لقرون في عمر الإنسانية الطويل وبها ستعيش أبد الدهر.

نأتي اليوم إلى هذا العيد ممثنين ومحتفين بجيل الرواد ممن أعطوا للصحافة الرياضية طابع النبل ونذروا سنوات من عمرهم لخدمة الحركة الرياضية الوطنية، لذلك نسعد بوضع وشاح العرفان والتقدير على صدر خمسة من رموز وقادة الصحافة الرياضية مؤملين وراجين أن تنكب العائلة الرياضية المغربية بوحي من قيمنا المتوارثة وبإلهام من مضامين دستورنا الجديد على إنجاز إطار يكفل لكل من خدم الرياضة المغربية من ممارسين ومؤطرين ومسيرين وإعلاميين وحكام وداعمين الحق الإعتباري، لكي لا نجعل من كل هذه الشموع التي إحترقت وتحترق لتضيء بنورها الوطن، غرباء في الوطن.

وتنزيلا لقيم التحفيز والتشجيع على الإبداع نكافئ هذه السنة في نسخة ثانية منقحة ومعدلة أعمالا صحفية أبدعت في مجال إختصاصها، وسنسعد في إحدى لحظات الذروة لهذا العيد بتسليم جوائز «القلم الذهبي» و«الميكرفون الذهبي التلفزي» و«الميكروفون الذهبي الإذاعي» و«أفضل صورة رياضية» للسنة، وهي جوائز مدعومة بالكامل من مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير ومهداة بشراكة مع الجمعية المغربية لمصوري الصحافة الرياضية التي تتفاعل معنا بشكل رائع خدمة للمشهد الإعلامي الرياضي الوطني، واسمحوا لي من باب الإعتراف بالفضل لأصحاب الفضل، أن أشكر باسمكم جميعا وباسم الإبداع الصحفي كلا من السيدين محمد كرين الرئيس المدير العام لمؤسسة الرعاية لصندوق الإبداع والتدبير ومحمد الكيماخ المدير التنفيذي والسيدة الفاضلة دينا الناصري على دعمهم الأدبي والمادي واللوجستيكي وأيضا على إنفتاحهم على كل مبادرة ترمي لتطوير هذا الفعل الإبداعي الخالص.

إن مواثيق الشراكة التي تربطنا بالحركة الرياضية الوطنية تستوجب أن نكون عنصر نقد وتحليل وأن نكون أصحاب قيم مضافة وأن نكون أيضا عنصر دعم وتحفيز، لذلك سيكون هذا العيد مناسبة للإحتفاء بالبطلة مها الحديوي نجمة الغولف المغربي والإفريقي والدولي وبعميد الـمنتخب الوطني لكرة القدم المهدي بنعطية وقد أجمعت المنابر الإعلامية الوطنية من خلال إستفتاء سهر عليه القسم الرياضي لوكالة المغرب العربي للأنباء على إختيارهما كأفضل رياضية وأفضل رياضي لسنة 2013.

وصيانة للإرث الرياضي وإلتفاتا منا لأساطير صنعت مجد الرياضة الوطنية خلال العقود الماضية، فإن زملائي داخل المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية أجمعوا على أن يضعوا قلادة التكريم على صدر الإطار الودود والمربي الخلوق وصانع الأجيال، السيد عبد الله السطاتي الذي ساهم في تأهيل الـمنتخب الوطني لأول مرة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم 1970 بمكسيكو وساهم أيضا في بزوغ نجمه في هذا المحفل الرياضي الكوني وأسهم لسنوات في تخصيب كرة القدم الوطنية في سنوات الخصاص متمتعا بخلق الإباء وبالشمم والكبرياء مؤثرا أداء الرسالة الرياضية على أكمل وجه بكل إخلاص وتفان.

وهي مناسبة نترحم فيها على من قضى من رموز مجدنا الرياضي ونسأل لهم الجنة والنعيم ونسأل الصحة والعافية لمن يمد الله في عمرهم، مجددين الدعوة إلى تبني مقاربة جديدة لإغاثة الذاكرة الرياضية المغربية وإنقاذها من الضياع، فكلما غادرنا رمز من رموز الحركة الرياضية إلى دار البقاء إلا واشتعلت النار في الخزانة وفي الذاكرة.

ومع إقرارنا ويقيننا بأن حركتنا الرياضية تعيش فورة غير مسبوقة لحاجتها إلى هيكلة جديدة تدخلها العصر الرياضي الحديث المعلمن والمحكوم بالإحترافية وبالعولمة ولحاجتها إلى حكامة جيدة وإلى دمقرطة المؤسسات، فإننا نتوجه إلى صناع القرار مبدين كما كان الحال دائما الإستعداد الكامل للإنخراط فعليا في عملية البناء الجديد، هاجسنا الأوحد أن نمنح المغرب الرياضة التي يستحقها شبابه وشيبه وأن نحفظ إرثنا الرياضي الذي يعطينا قصب السبق جهويا وعربيا وإفريقيا من الضياع وأن نتوجه بكامل قوانا لنبني مستقبلها الرياضي على قاعدة سليمة».