وأخيرا قرر أصحاب الحل والعقد والمالكون لمفاتيح وأختام الفريق الوطني، أن يطلقوا  سراح أقدام لاعبيه ليكسروا جمودا دام شهورا، حولت الأسد الأطلسي لأسد كسول متقاعس فقد كل خصال الجسارة والشدة التي ميزته فيما مضى، وأجهزت على ما بقي له من زئير وهيبة..

أقسم عبد الله غلام بأغلظ إيمانه أن لا يعلن إسم مروض الأسود وأن يرمي بالكرة بمعترك مساعديه، بعد أن أقنعهم أن يد الله مع الجماعة ومذكرا إياهم ببدعة سلفه الفهري الذي شكل لجنة صورية امتحنت أربعة مدربين واختارت الطوسي بتوجيه من عراب الجامعة الذي كان يراقب خلف الستارة.

اليوم يخرج المنتخب المغربي من فقه المظلم ويستفيق من سباته الشتوي، ليواجه بعد شهر من الآن منتخب الغابون في سياق التحضير والإعداد لكان سيجرى بقلب الدار والمفروض أن لا يغادرها.

سكتوا دهرا إذن لينطقوا غريبة من المغربات وهي تعيين مدرب «بريكولور» حتما لن تقبل به الجامعة القادمة، لأن إسم الجامعة الحالية هو تصريف الأعمال يعني «جامعة قضي باش ما كان»، والخلف سيشتت تركة السلف وهذه قاعدة تعودنا عليها كلما هبت نسمات تركيبة جامعية لتعوض أختها.

الفهري نفسه كان وفيا لنفس المبدأ بعدما سدد مؤخر الطلاق ومنح لومير نفقة الخلع بعد تعادله مع الطوغو بحجة أنه جمع نقطتين من ثلاث مباريات، ليخرج ببدعة لم يعرفها قبله قوم الكرة وهي تعيين أربعة مدربين تحصلوا في المباريات الثلاثة المتبقية على 1 نقطة واحدة من نفس المباريات الثلاثة وكانت أمام الطوغو بعد طريحة الغابون والكامرون بفاس.

وحتى ولو كانت جامعة تصريف الأعمال هاته متعاقدة مع مورينيو فإن الجامعة التي ستقذف بها رياح مارس القادم، ستعين ناخبا آخر فما بالك إن كان المرشح لمهمة «البريكولاج» هاته إسمه بيم فيربيك.

قراءة خبيثة قدمها لي أحد الأعضاء الجامعيين وهو يؤكد أن من كان يعارض تواجد فيربيك على رأس المنتخب الأولمبي سابقا، دافع عن فيربيك خلال اجتماع المكتب الجامعي مؤخرا كما لن يدافع عنه محامون من هولندا ومن أبناء جلدته بمحكمة لاهاي.

سر هذه المرافعة ليس بريئا بالمرة وهو تتويج لرغبة الفهري الذي قال لهم بالدارجة «عطيوه الفريق الوطني راه كيتخلص وهو عاطل»؟ وتتويج لسر من الأسرار التي جعلت هذه الجامعة تصبر على فيربيك ونزاوت فيربيك طوال الفترة السابقة، وهو ما يعيد للأذهان شعار «المدرب العالمي» الذي بشر به الجامعيون شعب الكرة قبل أربع سنوات من الآن، قبل أن يحل غيرتس الذي لا هو عالميا ولا هم يحزنون، وهمس يومها المقربون من كواليس رجال القرار داخل هذه الجامعة بأن المقصود بالعالمي هو بيم فيربيك الذي كان يحضر يومها كأس العالم رفقة منتخب أستراليا.

السؤال الخبيث والجدير بالطرح اليوم هو، هل طرح إسم فيربيك في مزاد التعيين لقيادة الفريق فيه تطييب لخاطر هذا المدرب وتحقيق آخر نزوة له بالإشراف على الأسود قبل أن يغادر وينتهي عقده؟

أيا كانت الإجابة، فإن الطريقة والقرار يحملان من الغرابة ما يدعو حقيقة للأسف على واقع مقاربة تدبير ورش المنتخب الوطني، وفيه مزيد من تمييع وضعه وهو المقبل على حمل آمال وأحلام شعب بأكمله بعد سنة من الآن في تجمع كروي قاري كبير إسمه «الكان».

لو نحن قارنا هذا البريكولاج وجدوى خوض مباراة ودية واحدة مع مدرب لا يتوفر على ضمانات كي يكون هو مدرب المنتخب القادم، وبين خوض منافسي الأسود لثلاث مباريات رسمية بمونديال البرازيل وهي مباريات من عيار ثقيل وكلها ذات طابع رسمي، وقبلها ستخوض 4 مباريات ودية من نفس المستوى وبعد المونديال ستخوض التصفيات المؤهلة للكان في وقت سيكون الأسود في عطلة وعطالة.. لو نحن قارنا بين كل هذا لوصلنا لحقيقة مؤلمة وهو أن هذا الترقيع لن يقودنا لنتيجة تسر أحباب ومريدي المنتخب الوطني في نهاية المطاف.

على الجامعة الحالية أو التي تليها أن تمنح ورش المنتخب الوطني الإستقلالية التي يستحقها، حتى ولو اقتضى الأمر تشكيل خلية مشتركة بين الجامعة والوزارة الوصية وخبراء من آهل الإختصاص ممن دحرجوا الكرة في زمن ماض، ليعلنوا ومن الآن من يكون مروض الأسود الرسمي ويعفونا من بدعة بريكولاج بلا عنوان؟