وأنا جالس بمكتبي في مقر الجريدة تلقيت نداءا من المدير المسؤول  مصطفى بدري ورئيس التحرير بدر الدين الإدريسي لتكليفي بتغطية مسعكر الـمنتخب الوطني المغربي بفارو البرتغالية، وكأي صحفي بادرت بالسؤال عن موعد السفر لتجهيز نفسي قبل تحديد الوقت الذي سأغادر فيه المغرب الحبيب من أجل الحضور بالقلب والعمل المهني مع المنتخب الوطني المغربي.
قبل أن أشد الرحال صوب البرتغال عرفت مسبقا بأن أجواء العاصمة لشبونة لن تكون عادية والحركة ستكون داخلها إسثنائية، كيف لا والعاصمة تتهيأ لإحتضان نهائي عصبة الأبطال الأوروبية بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد.
صراحة وكأي مهووس بالكرة كنت أحلم بحضور النهائي لمتابعة عباقرة المرينغي يبحثون خلف النجمة العاشرة، لكن ضيق الوقت ونفاد التذاكر جعلني أترجل صوب أحد أشهر المقاهي في فارو البرتغالية والتي تعود لملكية الدولي البرتغالي السابق لويس فيغو الذي يعد من أساطير النادي الملكي لمتابعة النهائي الحلم.
بمجرد الجلوس لمحت صورا للنجم فيغو في كل أنحاء المقهى التي تمتد على مساحة 400 متر تقريبا، وكل المتتبعين الذين حضروا لمتابعة النهائي من البرتغاليين لا يشجعون إلا ملوك الريال الذين يلعب في صفوفهم الزعيم رونالدو، كوينتراو وبيبي.
إنطلقت المباراة والكل يتفاعل مع أجوائها والحاضرون يرتدون قمصان المنتخب البرتغالي وما إن يلمس رونالدو الكرة حتى ترى الإبتسامات العريضة على المحيا، كيف لا وإبن ماديرا هو الذي عرف أكثر بمنتخب بلاده وجعل البرتغال واحدة من القبلات السياحية في أوروبا، فالإشهارات التي يقوم بها «الدون» لصالح مكتب السياحة البرتغالي جعلت الإنجليز يتوافدون بكثرة على فارو وهكذا ساهمت كرة القدم في خدمة بلد شعبه طيب يحترم المغاربة كثيرا ويحتضن الأجانب دون عنصرية أو تمييز.
أتلتيكو مدريد سبق للتسجيل وصفق له الحاضرون، علامات الأسى والأسف واضحة والإنجليز من الحاضرين في المقهى لا ناقة ولا جمل لهم في المباراة لكنهم يتابعونها بإهتمام كبير، لتستمر دقائق النزال ويأتي راموس من بعيد لتنطلق الإحتفالات في «مارينا فيلامورا» وكأن المنتخب البرتغالي سجل الهدف وليس ريال مدريد.
سألت أحد البرتغاليين بجانبي عن سر فرحة هؤلاء الناس والمباراة تهم الجار الإسباني، فقال لي بالحرف بأن تواجد اللاعبين «البرتقيز» في النادي الملكي هو الذي يخلق الفارق، مؤكدا بأن الريال من دون رونالدو ولا بيبي لا تساوي شيئا في الظرف الحالي وأبناء البرتغال يصنعون فرحة الإسبان.
توالت أهداف الريال ورفعت أعلام الريال وإنطلقت الإحتفالات ليس في فارو، بل في لشبونة التي لم تنم مع مدريد في ليلة إعجاز النادي الملكي الذي يجر من خلفه الملايين من العشاق ليس في إسبانيا فحسب، بل في كافة بقاع العالم.