ما كان وعودا صار فعلا، وما كان مزايدات بات اليوم فعلا وواقعا.. وتأكدت حقيقة جلية وهو كون الرجل يملك فعلا مفاتيح صناديق عجيبة وسحرية، وقادر على جعل الصنبور ينهمر بالماء وهو ما عجز عنه رجل «الما» السابق الفهري.
مع لقجع التلفزيون سيدفع ولن يتأخر ويماطل كما كان يجرجر السي علي «الله يذكرو بألف خير»، وأوزين الذين عذب الرئيس السابق على منحة سنوية قدرها 800 مليون سيدفع هذه المرة 30 مليار، وحتى الداخلية والمالية ستضع يدها في العصيدة وتفرك جيبها لتصب في «ماعون» الكرة وكل ذلك ببمبدأ المناصفة.
شهران فقط بعد تنصيبه، يستحق فعلا ابن بركان رفع القبعة له وهو يقنع قطاعات حكومية لا تتكلم نفس اللغة ولا تلبس نفس اللون، على أن تعزف معه على وتر واحد، وتردد كورالا جماعيا هدفه إعادة الإعتبار لكرة مغربية قتلها «الكاوتشو» ووأد موهبة لاعبيها المطاط والليسطيروم وباقي المدلهمات والكوارث التي حملها بعض العباقرة ذات يوم لملاعبه دون حسيب ولا رقيب.
الذين صوبوا أعيرتهم صوب لقجع ووصفوا وعوده قبل جمع الصخيرات، بالمزايدة الإنتخابية وباللغو المباح والمتاح أمام كل مرشح راغب في غلة الكرسي، عليهم الإعتذار للرجل أو الإعتراف له بقدرته على تليين العجين وتطويعه بين يديه ليرسم به كيف يشاء وكل ذلك باسم المقاربة التشاركية.
لو ينجح رئيس الجامعة فعلا في إعادة عشب الملاعب التي فقدت بريقها بفعل أكثر من فاعل، فإنه بعدها سيكون عليه إعادة تأهيل عقول بعض من مرافقيه لترقى للمستوى العالي الذي ينشده رئيس يعزف بأسلوبه وخطابه على وتر مختلف عن الأوتار التي تحركها أنامل بعض من مقربيه.
أن يعيد لقجع الروح للملاعب الوطنية فيجتث دابر العشب الإصطناعي المعضلة الذي جعل الفرجة تعرض بالتقسيط غير المريح نهاية كل أسبوع أمام أنظار من جايلوا لاعبين مهرة من ذلك الزمن الذين كانت أقدامهم تغازل فيه عشبا أخضر طبيعيا يطاوع أفكارهم وسحر حركاتهم، فإنه بكل تأكيد سيساهم في عودة الهوية التي افتقدتها الكرة المغربية بسبب من تسلطوا عليها في فترة من الفترات وأفتوا بجواز طرح وتثبيت عشب إصطناعي في بلد مناخه وطبيعته حملت له لازمة «أجمل بلد في العالم».
الخطوة التي أقدمت عليها الجامعة بإعادة العشب الطبيعي لأربعة ملاعب بالبطولة بداية من تطوان قبل تعميم المبادرة لاحقا لتصل لسلا وبركان، يجب أن تسبقها عملية تقييم ومحاسبة لمن حملوا هذا الغطاء البلاستيكي العجيب للملاعب، وكل ذلك في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة وإحصاء عدد اللاعبين الذين تقطعت أربطتهم الصليبية  فوقه وحجم الإخفاقات التي تكبدنها الفرق الوطنية في مختلف الإستحقاقات القارية بسبب تعودها على ممارسة إصطناعية بالداخل وصدمتها بواقع الممارسة الطبيعية بالخارج.
حسن فعل لقجع وستحسب له في ميزان حسنات الولاية التي تفرض له أجر المجتهد، وهو يقرر باستعجال أن ينهي الزمن الإصطناعي الذي تسبب في ولادات قيصرية ومشوهة لأكثر من جنين ولاعب، ولم تجن من ورائه الكرة المغربية شيئا يذكر.
هاجم الكثيرون لقجع واندفاع وانفعالات رئيس لا يبالي بعلامات المنع والتشوير الطرقي، وبالغ البعض في وصف أسلوبه بالمصطنع، قبل أن يرد على الجميع عبر بوابة هذه الإتفاقية التي وضع يده في مدادها مع قطاعات حكومية شريكة، ويؤكد أنه طبيعي وليس إصطناعيا كما روجوا لذلك..
من مفارقات حرق الملاعب الإصطناعية بملاعب الصفوة التي دشنتها الجامعة هو كون لقجع سيعيد للملاعب رونقها الطبيعي في وقت سيستقبل هو في بركان ولأول مرة خصومه ومنافسيه بالبطولة، على عشب إصطناعي وتلك واحدة من خصال إيثار رئيس سيترك تدبير 90 ملعبا للمكلف بالبنية التحتية كي لا يغضب ويثور على الرفاق.