أخطأت الجامعة حين جمعت الزاكي الذي يضرب الهجهوج وبودربالة عازف العود ضمن فرقة موسيقية واحدة، فجاء اللحن نشازا وفيه أكثر من «فوص – نوط».
أخطأت أيضا حين أصرت على ضم واحد يجيد المراوغة والثاني يكتفي بالصد ورد الكرات في غار واحد، فكان لا بد أن تنتهي الحفلة حتى قبل أن تقام مأدبة الكان.
لحن الخلود لن يعزف إذن داخل الفريق الوطني بحسب نميمة الكواليس وما تقدمه التسريبات بخصوص مشاهد «الشو» الثاني بين الزاكي وعزيز، والذي هو امتداد لخلاف سابق انتهى نهاية سيئة للغاية، فدخل كل واحد جحره وتكتموا عن عمق الخلاف بين الإثنين.
من يتحمل كامل المسؤولية في الهوة الشاسعة والبون الكبير المرسوم بين مدرب يشرق ومنسق يغرب، هي الجامعة التي أصرت على حشر نفسها بإسم المقاربة التشاركية لتفرض على الزاكي طاقما لم يكن من اختياره..
الذين حضروا مراسيم تعيين الزاكي والضحكات الصفراء المتبادلة بينه وبين عزيز، كانوا على علم كبير بأن ما يجثم على القلب مختلف تماما عما يظهر في الصورة.
الزاكي لم ينس ولو للحظة أن بودربالة كان من أشد داعمي الطوسي، بل قال في تصريح شهير «الزاكي نال فرصته وعليه ترك الأمور لإطار وطني آخر يجرب حظه وأنا ضد عودته».
رائحة الحريق و«الشياط» المنبعثة من خيمة المنتخب الوطني وبالخصوص على مستوى تناغم طاقمه التقني لا تبشر بالخير، وتفرض تدخلا حاسما من لقجع، إما لردم الهوة وتليين الطرفين أو لفرض الأمر الواقع بترك واحد من الإثنين يقود السفينة كي لا تغرق في عرض الشاطئ.
في البرتغال لم يكن كل شيء على ما يرام كما روج له، ولم يكن معسكرا على درجة عالية من الكمال كما تم تصويره.
صحيح حضرت إشارات طيبة بخصوص تضحيات اللاعبين وانخراطهم في مشروع رهان شعب وجمهور يلهث خلف ثاني كأس منذ 38 سنة، لكن بالمقابل حضرت أشياء مريبة لا تدعو للإطمئنان.
قيل والعهدة على أكثر من راوي ممن أثق فيهم وما اجتمعوا قط على ضلالة، على أن هناك من همس بأذن بعض اللاعبين وجنح بهم صوب التمرد وإعلان العصيان في وجه الزاكي.
وقيل أيضا أن همسات شيطانية امتدت لعناصر تخلى عنها الزاكي بداعي شرعية المنصب الذي يخوله حق اختيار من يرافقه في مغامرته، وأوحي لها بأن ترفض تلبية الدعوة مستقبلا وأن تشهر لاءاتها إزاء الدعوات القادمة.
وقيل ختاما أن الزاكي إصطدم مع البوشحاتي بحضور أحياء يرزقون حاليا، وبلغ الخلاف مبلغا حادا قبل أن يتصالحا لاحقا على مأدبة من هندسة ذوي النيات الحسنة.
قلت سابقا وأنا أستعرض جوانب ديكتاتورية الزاكي الإيجابية، وقلت أنها ديكتاتورية مرحب بها علها تعيد بعضا من التوهج لعرين منتخب عاش الخراب والفوضى وعلى إيقاعات السيبة على امتداد 10 سنوات كاملة.
صرامة الزاكي، إنضباطه وفرضه للإحترام الواجب لألوان القميص الوطني لم ترق بعضا ممن تعودوا على ترك الحابل على الغارب، وممن استطابوا الفوضى والإنتفاع، فكان لا بد من إثارة هذه الفتنة علها تسهم في تقليم أظافر حارس المعبد.
لم يتقبل الزاكي خرجة عزيز الأخيرة وهو يحلل جوانب النقص والخصاص داخل صفوف المنتخب الوطني، الزاكي ينظر لبودربالة على أنه منسق مكلف بجوانب الإقامة وتهييئ سبل راحة الوفد، لا أن يكون شريكا على مستوى معادلة التوظيف والإختيار.
الزاكي يرفض أيضا القسمة على اثنين، كما يرفض الخيط الأبيض لما لمسه من خيوط سوداء في نوايا المحيطين به، فقرر منذ اليوم الأول قطع ذيل القط عادل.
وختاما كان على الجامعة أن تختار الرقص إما على إيقاعات هجهوج بوهيمي أو لحن عود يخضع لأكثر من «نوطة».