سيستمر مسلسل «ضاحوكي» وسيتكوم الصامت الرسمي للجامعة السابقة ورئيسها المفوض حاليا عبد الله غلام مع مرافقيه، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا بأن يفرج على كرتنا المغلوب على أمرها، لتخرج من حالة المسخ الذي شوه الكثير من ملامحها وفرض عليها أن تعيش سن اليأس في عز سطوة المال الذي تغرفه بالملايير.

سكت صقور الفهري  دهرا ودخلوا كهوفهم المنسية في صقيع خريفي جمد حركتهم بعد مطرقة بلاتير ولجنة طوارئه، قبل أن ينطق بعضهم اليوم كفرا وقهرا ويظهر له لسان وأظافر.

الجامعة التي أطلقت على نفسها وصف «تصريف الأعمال» تكرس اليوم تصريفا للإهمال لكثير من الملفات القوية، بعيدا عن ملفات ذر الرماد على العيون (التعويضات والنزاعات وغيرها من الملفات الخفيفة في الميزان)، لتهمل ملفات أكثر أهمية وأكثر جذبا للإهتمام من متابع الجلد المدور والمواطن المغربي الشغوف باللعبة وواقع منتخبه الوطني.

كان من الممكن أن تشكل الفترة الحالية محطة لمن عادوا للرياض للمصالحة والإنصاف، قبل أن يغادروا شهر مارس القادم، لأن واقعهم الحالي يشبه واقع الرجل المريض الذي يحتضر ومد الله في عمره دون أن يستغل هذا «البونيص» الإضافي للإستغفار وتكفير الكبائر.

اليوم حول أعضاء جامعة الفهري اجتماعاتهم لتصفية حسابات قديمة وجديدة، فسمعنا عن زيارة خفيفة لكريم عالم في غفلة من الجميع لمقر الجامعة لجمع أغراضه وإفراغ محتوى حاسوب من علبة أسرار وخزان الذاكرة، دون أن يفسر لنا أحد دواعي الزيارة ولا الخطوة، التي أعقبت الفيطو الذي أشهر في وجه مستشار الرئيس السابق الذي يدفع فاتورة علاقته برجل قوي في معرض تسويق المباريات؟

واليوم أيضا يسرب بعض الأعضاء معطيات عن رفض أكرم تسليمهم تقرير الفيفا الخاص بمونديال أندية حلب من المغرب أكثر من 40 مليون دولار، وكأن التقرير مسجل ومحفظ باسم أكرم وليس ملكا للرأي العام والصحافة ودون أن تجرؤ جامعة تصريف الأشغال عن إذاعة بلاغ للناس يخبرهم بحقيقة النقاط السوداء وملاحظات بلاتير وحوارييه التي رافقت تنظيم أول نسخة موندياليتو، رغم أن رفاق أكرم يعرفون أكثر من غيرهم أن رئيس الوداد لم يقرأ حتى تقارير جمع فريقه ليقرأ أمام الفيفا تقرير المونديال؟

وفي الوقت الذي جمد فيه رشيد علمي عضويته منذ فبراير 2012 ليعود في فبراير آخر بعد سنتين، فلا أحد أطلعنا عن حقيقة غيابه طوال هذه الفترة ومآرب العودة قبل 20 فبراير الحالي، حيث يركب البعض على حبال التاريخ والحركة، في وقت كان الرجل آخر من يعلم في دائرة الفهري وظل يؤكد أنه يرفض أن يعامل معاملة موظفي الرئيس.

تتحدث الإخباريات عن كون الفهري غائب حاضر، غائب عن أشغال الإجتماعات لكنه حاضر بأشخاص ثقته والمفوضة الثانية التي منحها حق التوقيع نيابة عنه في كل المعاملات المالية لجامعة «قضي وعدي» وهي نوال الخليفة، التي اشتهرت بوصف المرأة القوية على عهده.

الفهري المغلوب على أمره أمام واقع عجز ميزان أداء مكتبي الماء والكهرباء والملايير المعلقة، يعيش الوضع نفسه بجامعة الكرة التي تنتظر 37 مليار سنتيم من شركاء نكثوا الوعد والعهد وأقسموا أن لا يفتحوا الصنبور ما لم يرحل الفهري رسميا ويترك الشاهد لمن يخلفه.

لكل هذا وذاك ما يحدث حاليا داخل أسوار الجامعة هو أشبه بسيتكوم نهايته معروفة؟

جامعة تعجز عن المصادقة على نتائج مباريات البطولة بما يعرض هذه البطولة التي تحمل وصف الإحترافية لهزة عنيفة، وقد يكفي طعن رئيس في النتائج الحالية لتصبح لاغية، وجامعة تعجز عن الحكم في واقع مباريات خاضتها أندية بأربعة لاعبين أجانب وجامعة تتفرج على منتخب مغربي اشترت له «الهراوة» قبل «الغنم» في إشارة لاختيار الغابون قبل المدرب..

وجامعة يحمل بعض أعضائها تقاريرهم في سرية مطلقة لمرشحين مفترضين لتعويضهم شهر مارس القادم، في انتظار المباركة والتزكية.. هي فعلا جامعة لا تصرف الأعمال وإنما تصرف الإهمال الذي سيبقي دار لقمان على حالها.

لذلك على من يناورون اليوم في الكواليس والظلام أن يخرجوا من مغاراتهم ليخبرونا عن حقيقة تدبير جمع شهر مارس الإنتخابي الأكثر أهمية من جمع المصادقة.

أن يؤكدوا حقيقة ما يروج حول تصميم لوائح على المقاس تذكر بحكاية صراع لائحتي لقجع وأكرم ومهزلة ليلة 11 نونبر بالصخيرات وكيف ضحكت  علينا الفيفا بعدها ونشرت غسيلنا المتسخ بباهيا البرازيلية ووعدتنا في المرة القادمة بـ «الكارط روج».