وأخيرا إتفق مدربو جهة الغرب أن يتفقوا،وحدوا الكلمة وأخلصوا النية وجعلوا من رمضان منطلقا لثورة تتصدى لتقسيم تركة المنتخبات الوطنية بمنطق المقربون أولى..
فبعد أن انتهت الجامعة من ديربي التعيينات عملا بمبدأ المناصفة، إكتشف مدربو الغرب أم المقاربة التشاركية التي ظل يهلل لها لقجع مجرد تسمية ومانشيط عريض تكرر في ندواته،ليقرروا تغيير المنكر برفع الصوت في وجه ودادية رزق الله.
ألبست الجامعة البوشحاتي قبعة رئاسة لجنة المنتخبات، فرمت للمسكين جمرة لم يكن يعلم أنها ستحرقه،لذلك هام حائرا بين الخصام مع الزاكي تارة،و أحيانا أخرى وجد نفسه آخر من يعلم بحكاية تاعرابت،وفي الثالثة إضطر إلى أن يلبس الفريق الوطني اللون الأزرق السماوي لون شباب الحسيمة.
تفرقت تركة المنتخبات الوطنية بين أبناء الوداد والرجاء،واكتفى باقي أتباع رزق الله بالحوقلة ،فنال الزاكي وبودربالة من الوداد شرف قيادة المنتخب الأول،و تولى فاخر و الشادلي و عبد الصادق من الرجاء مهمة المحليين،ولولا فيطو البوشحاتي لحل بوعري والبوصيري بنفس الفريق وهم أبناء الرجاء.
ولأنها تزن الأمور بميزان العدل سارت الجامعة على هدي الديربي وهي تلطف الأجواء مع بنعبيشة حتى في ظل معارضة أبرون فنال هو ولخويل لجام الأولمبي فعاد الوداد لينتصر، قبل أن تقرر الجامعة تعديل الكفة فمنحت لجريندو الرجاوي والجيناني فرصة تعلم القيادة في حافلة الفتيان.
لسوء حظ مديح أنه محسوب على حزام الدار البيضاء، غير أنه لا يحمل لون الوداد والرجاء لذلك إستبعد في آخر لحظة بفعل أكثر من فاعل.
وكي تكتمل فصول التركة العادلة على الجامعة أن تفكر في العربي كورة، بعد أن قررت منح قيادة التكوين لحرمة الله تفاديا للقسمة الضيزى.
يومير واللوزاني والخياطي والإدريسي والعامري والطوسي و الخيدر..، ممنوعون من الصرف وكل من ثبت أنه خارج مدار بوزنيقة فهو من المقصيين.
هكذا فكر مدربو جهة الغرب،وحين عادوا بذاكرتهم لإحصاء عدد المرات التي دربوا فيها بالدار البيضاء، أصيبوا بهلع كشف لهم أن ديبلومات ألف التي باركتها الجامعة وهندست لها الودادية، مجرد كرطون أبيض لا ينفع لليوم الأسود.
أحس مدربو الغرب بالحكرة، وخمنوا أن مخططا خبيثا وكواليس تحاك سرا تحاربهم،وحتى حين اقترب الخياطي من مرافقة توشاك داخل الوداد، إرتفعت أصوات عارضت الفكرة و طالبت بنكث الإتفاق وحولت ما دار بين الناصيري والخياطي للغو،ومن لغا في «مارينا» فلا اتفاق له.
المسألة تثير حقا الكثير من التوجس،لماذا يدرب أبناء الدار البيضاء في الرباط وباقي المدن، ولا ينال أبناء الرباط والغرب نفس شرف غزو حاضرة الدارالبيضاء؟
درب فاخر وجمال ومديح والميلاني الجيش الملكي، واستعصى على يومير والخياطي والعامري أن يتخطوا مدار بوزنيقة، وكلما فكروا في عبور الطريق السيار، صادفتهم إشارات التشوير الطرقي وعلامات المنع التي عكرت صفو ما خططوا له وحلموا به؟
اليوم قرر أبناء الغرب التصدي لمؤامرة «الحكرة»، فلم يجدوا غير المسكين ماندوزا الذي ظل يقاوم ويناضل ويهتف كل مرة بمبدأ المساواة ولا فرق بين أتباعه إلا بالتقوى والولاء؟
يومير وباقي من يقود الحملة، يطالبون بتغيير إسم الودادية،ويطعنون في براءة الإسم بعد أن لمسوا أن الود مجرد دعاية كاذبة وسط أكوام الخبث المرافقة للتعيينات.
ينظر أبناء الغرب إلى أن إسم الودادية مشتق من الوداد،الفريق البيضاوي وليس الوداد المفروض أن يسود بين أبناء نفس القبيلة.
وبعد مخطط رص الصفوف بالرباط، داهم أبناء الغرب ماندوزا بالدار البيضاء وهو الذي اطمأن لتعيين بالمكتب الفيدرالي للجامعة مطالبين بعقد جمع عام يعيد تفصيل جلباب الكيان.
كلما إنضاف إسم جديد من أبناء الدار البيضاء لخانة المؤطرين، تضاعفت وثيرة القلق عند مدربي الغرب، وارتفع مؤشر البطالة والعطالة عندهم،لذلك قرر الخياطي ويومير والخيدر ولمريني أن يصدحوا بأعلى الصوت «عاودوا العزلة».