خسر السي ناصر لارغيت أول رهان له في مشوار الألف وهو يجبر على عقد ندوة صك البراءة، كي نصدق أنه فعلا كان في زيارة أسرية لفرنسا وليس للزواج دون  شهود ودون موافقة الزوجة الأولى..
في مشهد تعيين لارغيت قطب الإدارة التقنية الوطنية الجديدة، أكبر تجسيد لحكاية الرسم الكاريكاتيري والهرم المقلوب لكرتنا، حيث يشري الراعي العصا قبل الغنم.
لو كان لارغيت وغيره من يمثلون اليوم قطب هذه الإدارة التقنية موجودون بفترة، لاتعضت الجامعة عن استشارة رفاق الدرب الإعلامي، ولأعفيت وجوه إدارية من حرج مخاطبة تقنيين تم استقطابهم سرا لمراكش والرباط للتفاوض، لأن العادة والعرف ظلا يحكمان بقاعدة أن اختيار أي ناخب ما هو من اختصاص  هذا المكون التقني.
جامعة لقجع تبنت الطرح المعكوس فقامت بتسمية مدرب الأسود ومروض المحليين ومؤطر الأولمبيين ومدرس الشبان وفقيه الفتيان، قبل أن تعين لارغيت وحرمة الله وقبل أن تثبت مورلان بمنصبه.
قبل التعيين ظل لارغيت يقدم تصريحات تارة بالمباشر وأخرى بالإيماء على أن أي مدير تقني مسؤول عن المنتخبات ويحترم نفسه، لن يقبل ب «الديكطي» والإملاءات وسيفرض لا محالة إعادة العزلة.
ولأن منتخب الكبار خارج عن الوصاية والمحليون لا يضبطهم رادار الإدارة التقنية، فقد سنحت فرصة من ذهب أمام لارغيت ليوقع بأحرف بارزة وبتوقيع اليد على تعيينات جديدة لمدربي باقي المنتخبات، بما يتيح أمامه تحمل كامل المسؤولية في المنظورين المتوسط والقريب إن شاء الله.
سنحت الفرصة بعد أن مني منتخب عبد الله الإدريسي أكبر المدربين المغاربة المعمرين بمنصبهم منذ فترة طويلة، بخسارة كارثية وفضيحة الإنهيار هنا بالرباط أمام الطوغو بما فضح في الشكل والمضمون محدودية رؤية مدرب قبل بمنطق الضرة ذات يوم لا لشيء سوى ليتفادى غضبات فيربيك.
وسنحت الفرصة أمام لارغيت بعد أن هيأ أمامه القدر إمكانية إصلاح الخطأ المطبعي للجامعة وهي تقلد جريندو غير المجرب، مهمة الإشراف على منتخب فتيان يحتاج لمدرب خبير وقيدوم وعارف بخصوصيات التعامل مع شريحة هي عنوان المستقبل.
عزف السي ناصر على وتر معاكس لمبادئه وتصوراته التي ظل ينادي بها، فقام بدعم الإدريسي الذي من فرط الفرحة خرج أثيريا لينثر زجلا ويقرض شعرا ومديحا بحق لارغيت ويصفه بالصفات التي تليق بخصلة الثقة التي وضعها في شخصه.
كان بإمكان لارغيت أن يقدم صورة تعكس السمعة التي ظل يتحلى بها الرجل وخصال العدل والجرأة والجهر بقولة حق التي لا يخاف فيها لومة لائم، لو أنه طالب بمنحه ما هو من صميم حقه بتعيين من يراهم الأنسب والأكثر  إستجابة لمعايير التواصل معه وتنفيذ توصياته ومشاريعه.
تفاجأ الكثير لمعيار اختيار جريندو مدربا لمنتخب الفتيان، لأن الجامعة تعتقد أن الفتيان إحتكاما لطبيعة سنهم يحتاجون لمدرب شاب لا يتميزون عنه بفارق سني كبير، وهو عكس المنطق وعكس ما تقوله الدراسات التي تؤكد أن الفئات العمرية والسنية الصغيرة هي الأكثر تطلبا وحاجة لمدرب شيخ وخبير وبتجربة رائدة، والنهج الذي سارت به معاهد ومراكز التكوين الفرنسية التي فرخت مواهب قوية مثل ما جسده الخبير غي- رو داخل أوكسير الفرنسي.
أما الإدريسي فتلك حكاية أخرى حيث يواصل هذا المدرب الإشتغال لفترة إضافية وهو الذي جاور وعايش جامعة العسكر والفهري واليوم هو محسوب على مكتب لقجع.
فليتحمل إذن السي ناصر كامل مسؤوليته وهو يدعم ويزكي وجوها رسبت في اختبارات سهلة، لأن تقييم عمل الإدارة التقنية لن يكون بتنقيط الشفوي والمحاضرات التي تلقى بالمدرجات، بل بتنقيط أداء مدربين هو من بصم بالعشرة على استمرارهم وكل الخوف أن يكون المسؤول عن المنتخبات قد دشن خروجه المائل من الخيمة..