وأخيرا سيكون لجامعة لقجع ناطق رسمي يعفي رئيسها من مشقة الرد على 100 مكالمة في اليوم، ويترك أمامه فرصة التفرغ للقطاع الذي يوظفه ويمنحه أجرا، وهو المتطوع لخدمة الكرة المفشوشة بالمجان.
تأفف لقجع وهو يتعايش مع صحفيين يقتحمون عليه خلوته كلما داهمته رنة هاتف تنشد معلومة أو تسعى خلف الخبر المقدس،لذلك حرص في ندواته الصحفية الكثيرة التي عقدها على «تجبيد» أذن الرفاق وتذكيرهم بأن المقاربة التشاركية لا تعني بالضرورة أن يشاركوه أوقات الخلوة والراحة.
ظل المدرس بـ «القاضي عياض» سابقا  وابن «الواد الناشف» بوجدة، يتعقب كل مؤتمرات لقجع ويتنقل بين أبراج دبي وفنادق العاصمة الرباط، حين كان رجل الميزانية يصمم ويهندس لمعادلات تفك شفرات الكرسي الذي يتيح أمامه تعويض الفهري، تاركا المجال لتأويلات تتحدث عن تغطية الرجل لجديد الجامعة وتعريته لواقع جمعها العام الذي أقام الدنيا ولم يقعدها.
قدمت الوقائع اللاحقة ما يفند طرح التغطية، ولنؤكد أن لاعب كرة اليد السابق ما كان يغطي، وإنما يقوم بحركات إحماء جعلته يدخل الأجواء قبل اكتمال الشوط الأول للجامعة ومباراتها الساخنة مع الإعلاميين، والتي ما إن تخمذ جدوتها حتى تشتعل من جديد بسبب ما تراكم من رواسب جعلت كل طرف ينظر للآخر على أنه خصما وليس شريكا.
إنتداب مقروف جاء ليضع النقاط على الحروف داخل جامعة كرة ظلت تدير ظهرها لأدبيات التواصل، وتعلق الخط في كثير من المرات لتترك باب الشائعة مفتوحا على مصراعيه.
قد لا تكون هناك عبارات أدق من «الرجل المناسب بالمكان المناسب» هي من يعكس طبيعة التعيين، ويلخص مكر الإختيار الذي به سيتخلص لقجع من وجع وصداع الرأس الذي سبب لمن سبقه «الشقيقة»، وفرض على الفهري أن يعترف في جمع الوداع بقوله أن أكثر ورش فشل في تدبيره هو «التواصل».
الإختلاف هذه المرة أن الرجل الذي جذبنا خلال أولى فترات تعلقنا بالمذياع حين كان لهذا البوق حرمة، بعبارته الشهيرة «ألو وجدة.. كاين الجديد»، هو كون مقروف سيلبس أكثر من قبعة وسيتلون بأكثر من لون ولو أن المطلوب منه هو أن يحافظ على «صباغته» التي أكسبته تقدير الجميع خلوقا مسالما ومهادنا ولبقا أيضا.
تعرفت على مقروف قبل 10 سنوات بالتمام والكمال، مد لي خلالها اليد وهو يعمل مديرا لمكتب «أرتي» الشهير، وازداد احترامي له خلال تغطية كأس إفريقيا للأمم بغانا 2008، حيث عمل على نقل وقائع هذا «الكان»، وانتصارا لمبدأ «أنصر أخاك ظالما أو مظلوما» وجدته حريصا على تقديم يد العون ونحن نعتصم أمام طابور طويل بهذا البلد لحيازة اعتماد الدورة، والذي كان يوزعه المنظمون كما كان الرومان يوزعون «صكوك غفرانهم» ذات زمن بعيد.
اكتشفت في مقروف يومها ابن البلد، بشهامة «أولاد الشرق» وأنفتهم بعد أن ساهم في تذليل صعاب واجهت باقي الرفاق على مستوى ضبط إقامة تحفظ الكرامة ويشهد على هذه الوقائع عدد من الزملاء الذين رافقونا يومها ومن بينهم رفيقه بميكروفون الإذاعة عادل العلوي والعزيز عادل بنمالك والزميل بلمكي..
مقروف ليس بحاجة لهذه النوسطالجية الطللية لتقديمه، طالما أنه قدم أوراق اعتماد الكفاءة بعصامية ناذرة في مشرق لم يكن يفتح أذرعه لإعلاميين مغاربة إلا بعد غربلة وافتحاص دقيقين، لكنه سرد لوقائع تعكس أن انتداب هذه الخامة المميزة وللمواقع التي اختارها له لقجع تحديدا، فيه الكثير من الحكمة والدهاء وبشارات الخير على مستقبل واعد بين جامعة الكرة التي ظلت تسيج نفسها بأسلاك ناسفة وكأنها تخصب «اليورانيوم»، و بين صحفيين يحملون الكثير من الود والتقدير لابن وجدة.
مهمة لا تبدو سهلة ومشي على الأشواك يتطلب من مقروف الكثير من الصبر، فهو سيرافق لقجع بالليل مستشارا يطبخ معه في فرن الجامعة وعلى نار أكثر من هادئة قرارات قد توصف بالهامة، وبعد أن يتخلى عن عباءة المستشار في الليل عليه أن يلبس في الصباح جلباب الناطق الرسمي الذي يذيع ما طبخ في الليل جهارا، على أن يرتدي بعدها «كوسطار» المكلف بالتواصل مع قبيلة الإعلاميين ويقرر بشأنه طريقة عرض البضاعة وبأخف الأضرار الممكنة.
ألا يجعل كل هذا من الرجل مفردا بصيغة الجمع؟
مع خالص التوفيق..