يبدو أن الجامعة الحالية مصرة على امتطاء صهوة المقولة الشهيرة «نحن نسافر إذن نحن موجودون»، بعد أن حشدت جيشا عرمرم لغزو بلاد الحبشة قوامه 14 فردا، قبل أن يعدل لقجع عن قراره مكرهاً لا بطلاً، بما يمكنه أن يساهم في ترشيد نفقات هو أدرى الناس بطريقة تدبيرها التدبير الحسن إحتكاما لمعيار التخصص.
أمكنني أن أطلع من صديق نافذ في غياهب «الكاف» على جدول أعمال حياتو وباقي الرفاق طيلة الأيام التي سبقت عمومية «الكاف» وتلتها، ولم أجد ضمن البرنامج ما يبرر سفر الكومندو الموعود ولا ما يجعل مقامهم أهلا وحلولهم سهلا بأديس أبابا.
قبل شهرين من الآن تنقل لقجع وفريق هجين بمعيته لقاهرة المعز، فصاحب معه نوابه العشرة إلا واحدا وأرفقهم بمستشار ظل هو من صقور فريق الفهري الذي لا تقوم قائمة قرار بدواليب الجامعة الحالية في «غيابه»، وأصدقاء من عالمي المال والأعمال أقنع (الكاف) بأدوارهم المستقبلية معه باسم «الكوبطاج» الذي يتيح أمامه إمكانية رفع كوطة مكتبه الفيدرالي كيف ومتى شاء.
«تبوريدة» الوفد الجامعي بالقاهرة كان لها ما يبررها، ووصفها بعض من في قلبهم دخل وسوء نية على أنها هدية الرئيس لحوارييه بزيارة أم الدنيا في أول خروج لهم بعد مطارق «قابلة» الجامعة الدولية لكرة القدم (فيفا) التي أفرزت ولادتهم القيصرية.
اليوم وبعد أن تدوول خبر سفر الرئيس وفيلقه قبل أن تتغير الوقائع والأمور ويستعيد من ركبهم الحماس ونشوة السفر بفوائده السبعة رشدهم، يمكن القول على أن زيارة بلاد الحبشة هي زيارة خارج النص إلا لوجوه تقتات على مناصب بلجان على الهامش بعد أن استفادت من بركة الفهري ودعمه بالسابق.
«الكان» هو في عرف (الكاف) عرس، ومن غير المعقول أن يسافر أصحاب العرس بعيدا عن الديار ليتركوا قاعة العرض دون تأثيثها بدقة وإكمالها بالأكسسوارات التي تزيد من بهاء ورونق الحفل.
من يروج لـ «كان» أنطولوجي حري به أن لا يسافر لعرض النظري والشفوي وأن ينكب على الفعل والتطبيقي هنا بالأرض وبالديار ويستدعي (الكاف) وحياتو ومن يدور في فلكهما كي يطلعوا على «الموني» المتوفر ويجهزوا باقي التفاصيل التي أشار بها وفد (الكاف) على مسؤولي الجامعة في زياراتهم الأخيرة وآخرها ما أومأ به العضو الكامروني لنواب لقجع خلال لقائه بهم قبل شهر من الآن.
كان سيكون من المحرج جدا أن يتنقل وفد بهذا العدد والقوام لإثيوبيا، حيث (الكاف) لا تترك فاصلة ولا حرفا في برنامج عملها دون أن تحصيه، فلا يجد رئيس الجامعة ورجاله حيزا زمنيا يلاقون فيه حياتو أو يعرضون من خلاله أطروحة الشفوي التي لأجلها كانوا سيحلون بأديس أبابا، لذلك كان أجدر بلقجع أو بعض حوارييه ممن يتبنون نظريات إعطاء الدروس أن يطلعوا على برنامج (الكاف) وجدول أعمال عمومية بلاد الحبشة، أو أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون وذلك أضعف الإيمان.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد جذبني نفس الصديق للإطلاع على واحدة من نواذر جامعة كرة القدم المغربية والتي تحاول بعث الموتى، من خلال وضع اسم أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد مفيدا للجهاز في شيء، ضمن خانة المسؤول عن التواصل مع (الكاف) وتلك خطيئة من خطايا جامعتي لقجع والفهري على حد سواء، بتقصيرهما على مستوى الإخبار والإخطار بجديدهما متى دعت الضرورة لذلك.
في مشهد الحضور المغربي كما هو مبروز في جدول أعمال (الكاف)، لا يظهر أثر كبير لوجوه كروية مغربية محسوبة على جهاز الجامعة، حتى أستثني حضور زميلنا مصطفى بدري وهو الحضور الذي أسسه بعصامية وبكسب الثقة من المنبع، وبالقيدومية التي أفلتت من مقاصل وقشور موز الطريق التي يشهد عليها بلخياط..
حضور خجول جدا في شخص غايبي ضمن لجنة تعنى بالرخص وكريم عالم في لجنة «الانتر - كلوب» وحضور بلخياط بجوانب تنظيمية لمسابقات مختلفة..
عدا هذا لا أثر لرفاق لقجع ضمن تمثيليات (الكاف) ولا بصمة لهم، في انتظار بركة تنفيذية المغرب وما قد تسفر عليه من إعادة توزيع للتركة.
حسن فعلت الظروف وهي تكبح جماح وفد بلاد الحبشة، لأنه لا غاية ترجى من زيارة إثيوبيا إلا إذا كان لقجع وبودريقة والبوشحاتي والبقية كانوا بصدد اكتشاف سر تتويج الأسود بإثيوبيا 1976 وأين رمى بابا كرته لاستنساخ التجربة بـ (الكان) القادم.