هاشتاغات قوية لجماهير الفريق الوطني على نطاق واسع في مختلف مواقع التواصل، وهي تدعو لمقاطعة مواجهة الأرجنتين لا لشيء سوى لسببين: الأول موضوعي نقل موضوعيته أكثر من تقني ولاعب سابق آخرهم الأسطورة نور الدين نيبت، والذي استغرب في حوارنا معه اختيار منتخب لاتيني لا يتطابق مع واقع المرحلة وما ينتظر الأسود في «الكان» المقبل في الأسكندرية والنواحي..
 والثاني هو ما راج وانتشر مثل النار في الهشيم بخصوص فرض لونيل ميسي شروط الخزيرات كي يأتي ويطل علينا من طنجة.ومن هذه الشروط ممنوع لمسه أو الإقتراب منه قبل وبعد المباراة من كل الكائنات التي ستتكفل بتغطية النزال، وأن لا يكون محورا لنقاش لا في ندوة ولا في المنطقة المختلطة. وأثناء المباراة لابد وأن يصدر رونار تعليماته لأسوده بأن لا يحتكوا باللاعب أو يدخلوا معه في حوارات ثنائية وأن يغمروه بالحنان اللازم.. وغيرها من الشروط التي رد بها اللاعب الأرجنتيني على شرط حضوره ولعب 70 دقيقة.
 قد نتناقش في مدى جدية هذه الشروط أو كونها مجرد تلفيقات وكلام مقاهي ٫لكن بما تسني لي من مصادر أمكنني أن أصل لحقيقة أن تسعون بالمائة مما أشرت إليه أعلاه بخصوص ما يفرضه البرغوت ليعود للعب مع منتخب بلاده هي حقيقة وواقعوأن حظوره المباراة الودية مشكوك فيه لأنه يملي شروطه على صحافة بلاده كي يعود للعب مع باقي الخشبات، قبل أن يمليها علينا نحن..
 حين استقر رأي رونار على اختيار منتخب الأرجنتين قلت حينها، وبغض النظر عن الكلفة الكبيرة للمواجهة في وقت تشكو في جامعة الكرة خصاصا ماليا لا ينكره إلا مكابر، والمليار الذي سيدفع لميسي وباقي خشبات الأرجنتين توجد مجالات أخرى ليصرف فيها وهي أكثر نفعا بكل تأكيد.
 ومع ما تردد وراج بشأن هذه الشروط والتي فيها نقاش، زاد يقيني بأننا سنندم على التفريط في هذا الموعد الفيفاوي كثيرا،لأنه بدل هذا الإستعراض  المستفز لهكذا شروط من متعهد المباراة وكأننا شعب وأمة نكرة بلا تاريخ في الكرة ،كان بالإمكان أن نواجه مثلا منتخبا سينغاليا عبر مدربه أليو سيسي الذي يأتي باستمرار للمعمورة لنيل دبلوم الكاف برو وعبر مرارا عن رغبته في ملاقاتنا.
 كان سيكون من الرائع لو حضر ساديو ماني وكوليبالي نجم نابولي وباقي أرمادة منتخب الطيرانغا، ليكون عراكا واختبارا مثاليا بين أسودهم وأسودنا قبل الكان ومعها كان سيواجه رنار أصهاره و«بزيرو درهم»  وكان سيرى وجهه في المرآة بلا مساحيق تجميلية.
 كان بالإمكان مواجهة الجزائر بنجمها رياض محرز وياسين إبراهيمي والأخضر الجزائري مع رئيسهم زطشي كان أكثر من بادر في عديد المناسبات لطلب ديربي ودي ينعش الوصال بين المنتخبين الجارين.
 مصر بمحمد صلاح والنيني ومدربها المكسيكي أغيري ظهرمؤخرا في برنامج تلفزيوني مفتخرا بقراره رفض مواجهة الأرجنتين، وقال أغيري «أعرف الأرجنتين حق المعرقة وواجهتها عشرات المرات ولا أرى أنه من المجدي أن نلعب أمامهم قبل الكان، نحتاج منتخبا إفريقيا خلال هذا الموعد».مواجهة الفراعنة بعد حوار الكان بالغابون وصعقة كهربا التي أخرجتنا من ربع النهائي، كانت ستكون بنكهة مميزة لو قبل بها رونار بدل إصراره على هدية الربيع بمواجهة منتخب عالمي.
 قلت في تحليل سابق أن مواجهة الأرجنتين، هي بمثابة الدسم المزروع في الدسم لأنه لو فاز الفريق الوطني على الطانغو سيمثل الأمر بمثابة تصدير مجاني للوهم لعموم الجمهور بشأن قدرة الأسود على التعملق في مصر، ولو خسر بحصة كبيرة لا قدر الله سيكون الأمر أشبه بوخزة إبرة ستتترك في الجسد كل أعراض الطيطانونس المسمومة قبل العرس الإفريقي.
البرغوت معروف بخاصية مص الدماء، ومن قبل باستيراد البرغوت في عز فصل الربيع عليه أن يظهر في الصيف ليقدم لنا كشف حساب الإختيار وأن لا يدرج الفاتورة ضمن «مختلفات».