انتظر جواد الزيات تتويجه بالسوبر لتنفك معه عقد لسانه ويكشف معها حسه الساخر بالإستعارات اللاذعة٬ التي كان أقواها على الإطلاق رفضه للمقاربة الستالينية كما وصفها بنفسه لتوزيع كعكة النقل التلفزيوني لمباريات البطولة.
الزيات أظهر ميولاته الرأسمالية رافضا مبادئ الإشتراكية التي تقوم على المناصفة في توزيع الثروة٬فكان أن وجه رسالة قوية للجامعة بقوله: «اليوم يجب على الجامعة أن تعتمد مقاربة جديدة في توزيع المنح السنوية على الفرق٬لانقبل أن نتساوى مع فرق تقل تاريخا وألقابا وشعبية عن الرجاء.منطق ستالين لم يعد قائما والمساواة بين الفرق بدورها لا ترضينا وسنثيرها قريبا».
رئيس الرجاء المنتشي بسوبر الدوحة وملايير القميص٬واصل تقديم الفتاوي لتوزيع تركة النقل التلفزيوني باستحضار دائم للنموذج الستاليني بقوله» في مصر لا يتم تطبيق نظريات ستالين حين يتعلق الأمربالأهلي والزمالك ومستحيل أن تتم مساواة هذين الناديين في الإستفادة من تسويق مبارتيهما مع الفرق الأخرى».
 هنا يكون الزيات قد أشاح عن توجهاته الرأس مالية الرافضة لمساواته مع وادي زم والحسيمة وحتى بركان والحسنية والمولودية واتحاد طنج وغيرها..لكنه لم ينته عند هذا الحد فقد تجاوز نظرية التقسيم ليعلن رفضه لقيمة الدعم.
 رئيس الرجاء وصف ما يتم تقديمه بالمنتوج الفرجوي٬والفرجة التي يقدمها الرجاء قال أنها لا تكافأ كما ينبغي لأنه ينبغي تعويضه بأكثر من 600 مليون التي تقدمها الجامعة بقوله «كيف يعقل أن السيتكومات الباسلة التي يصرف عليها الملايير يتقاضي أصحابها أكثر مما تقدمه الرجاء وخاصة جمهورها من فرجة. أرى أنه حان الوقت لإعادة النظر في قيمة الدعم الهزيل».
 خلال حفل تقديم القميص فهم الأذكياء ممن واكبوا هذا العرض لماذا قلص الزيات في عام واحد جزءا كبيرا من مدوينية فريقه٬فالرجل أظهر من البراغاماتية الشيء الكثير٬أظهر أن رأس ماله ليس «الشكارة» كما قال وإنما أفكار ومقاربات يحملها معه ويريد فرضها على شركائه وهنا ربح الرهان برفع قيمة الإستفادة من الرعاة والمحتضنين لأكثر من 3 مليار سنتم٬ كما يريد فرضها على الجامعة نفسها بالتلويح لمنح فريقه حرية تسويق مبارياته بمفرده أو مكافأته أكثر من الآخرين.
وهذا طرح ليس وليد اليوم فقد أثير على عهد جامعة بنسليمان وقوبل بالرفض الشديد.
لكن ما نسيه الزيات وهو ينتقد التوجه الستاليني كما عبر عنه٬ أن الجامعة لا تقدم للرجاء 600 مليون سنتم فقط كل موسم. الجامعة تتحول من التقسيم الستاليني لكعكة النقل التلفزيوني٬لداعم استثنائي للرجاء وهو ما لم تفعله مع المغرب التطواني في حكايته مع لوبيرا الذي هدد الحمامة بالفيفا ولم تعامل به المغرب الفاسي الذي خصمت له الفيفا 3 نقاط من رصيده الموسم المنصرم بسبب نزاع خسره مع أحد لاعبيه السابقين.
الجامعة عاملت الزيات تحديدا معاملة استثنائية في واقعة التونسي خالد القربي ومؤخرا قضية ناتالي أساموا وسددت بدله حكم «الفيفا» كي لا تتعرض صورة الرجاء للخدش و تخصم نقاطه.
الجامعة سددت للإمارات الإماراتي فاتورة حسن الطير ورود كرول وغيرها من القضايا التي خسرها الفريق الأخضر٬وجنبته حرج الخصم الذي لا يليق بعالميته..
 بل أن الجامعة وفرت للرجاء طائرة خاصة في رحلة النهائي وتسدد له عن كل مباراة إفريقية فاتورة 25 تذكرة وإقامة وكافأته ب 300 مليون بعد لقب الكاف و 200 مليون بعد لقب السوبر..وغيرها من التسهيلات الأخرى التي تعوض القسمة الستالينية المتساوية بين كل الفرق في حكاية إيرادات التلفزيون ويرفضها الزيات..
 من حق الزيات أن يكون له طموح جارف يقوده لمضاهاة ميزانية الفرق التونسية كما قال، ومن حقه أن لا يبايع المذهب الستاليني في توزيع الثروات بالتساوي٬لكن ما ليس من حقه أن لا يقدم لي شخصيا جوابا على سؤال معلق ومهم توجهت له به داخل قاعة التقديم وأكرره له اليوم لأنه قضية رأي عام أججت غضب الغريم و صعيد الناصيري تحديدا:من حقك السي الزيات أن لا تحب ستالين وأفكاره٬ لكن ما ليس من حقك هو أن تصبح ستالين نفسه حين ترفض الكشف عن قيمة دعم وزارة الداخلية ؟