غير الأميرة السمراء التي قبض عليها محاربو الجزائر للمرة الثانية مع إبن البلد الألمعي الرائع بلماضي، بعد29 عاما على عناقهم مع اللقب الأول على عهد الشيخ عبد الحميد الكرملي..
وبعيدا عن مطرب الحي الذي أطرب مع الثعالب، ستظل صور بكاء بلماضي وانهمار الدمع من عيون محرز و خاصة الدم المنسكب من وجه بنلعمري وكيف تهمشت وجنة هذا اللاعب وأكمل المباراة قبل «التغراز» ولا تخذير أو بنج.. هي الصور التي حركت مشاعر الملايين عبر العالم، من محبي الجزائر أو غيرهم وأخص بالذكر جماهير الفريق الوطني..
فلم يكن من قبيل الإستيهام ولا الخيال أن نشبه منتخب الجزائري بمنتخب الأسود 2004 لأن كثيرا من الخصال غير التقنية، سيما تلك المرتبطة بالغرينطا وروح الإنتصار حضرت لكليهما.
وبين بكاء الزاكي على ملعب الطيب المهيري وسجوده بعد هزم الجزائر في تلك المباراة الخالدة بصفاقس وتكرار بلماضي لنفس الصور مع محاربيه بعد التتويج، أمكننا أن نستخلص ما ينبغي استخلاصه من دروس وعبر..
اللحم النتن لا يحمله إلا أصحابه كما نقول في مثلنا الدارج، وجلدك لا يحك له إلا ظفرك، وشخصيا قلت وما زلت أن رونار لم يكن متطابقا مع رهان شعب، مع انتظارات جمهور ومع آمال شريحة عريضة حولت عشقها بالتبني للاعبي الجزائر ومدرب الجزائر لأنها وجدت فيهم من لم تجده في لاعبيها..
"الكان" يربح بالدم واسألوا الرائع فرس وما عاشه جيله الفريد بلقبه الوحيد في إثيوبيا قبل نصف قرن، وحكاية عطل محرك الطائرة قبل التنقل لمدينة ديرداوا وإصابة عدد من اللاعبين وكيف قاموا يومها ولعبوا أمام غينيا تحت وقع الألم دون مخذر ولا مسكنات..
"الكان" يربح بالدم  ليس باستعمال الهاتف النقال في المعسكرات والتداريب وحتى قبل ضربة انطلاقة المباريات لتوثيق السطوريات في منصات تويتر وأنستغرام.
يربح "الكان" بالدم والساحقات الماحقات وليس بأغاني «الهيب هوب» كما اعترف بها فيصل فجر حين أقر بلسانه وهو في القاهرة أنه قام بوصلة دعائية لفرقة موسيقية تعرف على هذا اللون الهابط والمنسوب ظلما للفن..
"الكان" يربح بالدم وباحترام مشاعر الجمهور العادي، وتقدير لوعة وغصة أبناء جبال بويبلان وباقي الصغر المتعلقة أفئدتهم بمنتخب بلادهم في المداشر البعيدة، وهو ما قاله بلعمري ومحرز حين أكدا على أن تعليفات الجماهير في الفيسبوك وتويتر وانتقاد البعض، كان هو الوقود والبنزين والمحرك للثأر الكروي، وليس كما صدر عن  يوسف أيت بناصر وهو يقود سيارته بتهور، وفي وضع غير طبيعي ويسبت ويشتم ويرد على الجماهير المكلومة بعبارات لا تليق بلاعب دولي قبل أن يعتذر، ولا كما يفعل بنعطية كل مرة والذي بدل أن يشاطر الجماهير أحزانها وتعاليقها والصحافة انتقاداتها يخرج ليصفهم بالتافهين..
"الكان" يربح بالعدل.. لا أن تستدعي بوطيب بركبة معطوبة وهو الذي لا يقنع حتى في تمام الصحة والعافية، وتترك العليوي والكعبي و ياجور وأزارو ظلما وتجنيا.
وبعد الدم "الكان" لا يربح بالظلم بأن تغالي في العاطفة وتموت مع شيوخك وتترك بذرات المستقبل فترحل دون أن تدع كثيرا مما نذكرك به السي رونار، وأن تتجاهل التازي بن ناصر الذي تفتقت موهبته وتجتهد لتستدعي حمزة منديل في نفس سنه وبلا فريق وتصادر ظهور أشرف لزعر لتتيح أمام منديل بتوصية من لاركيط فرصة ليرعى وينمو.
"الكان" لا يربح بالظلم بأن تتجاهل بانون وداري وتستدعي عبد الحميد في سن 31 سنة فلا هو لعب و لا أنت منحت بارقة أمل للاعبي البطولة ليشموا رائحة "الكان" قبل أن يتنفسوا في حوضه بعد رحيلك..
"الكان" يربح بالدم بلاعبين مقاتلين قادوا الوداد والرجاء وبركان لإسقاط فرق إفريقية، وليس بدرار وباقي لاعبي التقليعات الغريبة والحلاقة التي تثير مشاعر الجماهير وتستفزها وهي التي تحملت فاتورة مقهى ومباراة مشفرة.
لا يربح "الكان" بالظلم بأن تعقب رونار ولاركيط الكندوزي وابراهيم دياز ولا أحد من الإثنين أظهر ولاءه للمغرب وتترك بن ناصر ووالده الذي قاتل ليلعب نجله بالقميص الأحمر وليس الأخضر، وها هو رونار رحل ولم يفعل ما فعله ديلبوسكي مع حدادي يوم قيده بدقائق مع إسبانيا فضعنا في اللاعب.
كان على رونار لو جاء فعلا ليخدم مستقبل الأسود وليس أجندته بالرهان على الشيوخ كما وصفهم، أن يضع معيارين لا غير في معايير اختياره بعيدا عن الكذب والتضليل والديماغوجية الفارغة.. معيار الدم ولا ثم لا للظلم.. 
عطلة سعيدة للجميع..