أذكر أنه عندما صمم الدولي الأسبق عادل تاعرابت مغادرة عرين الأسود قبل مباراة الجزائر الحاسمة والتاريخية احتجاجا منه على الناخب الوطني إيريك غيريتس، الذي قرر إدراجه كلاعب إحتياطي في لائحة المباراة التي اكتسحها من دونه صيف 2011 ، وبعدها قرر عدم اللعب مجددا للمنتخب المغربي نظرا للعراقيل التي يواجهها في كل مرة يلبي نداء الوطن مما أثر على حياته العائلية دون أن تصدر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أي إجراء عقابي حول سلوك اللاعب غير المقبول أيا كانت الخلافات والأسباب مع أن تاعرابت إعتبِر بعد ذلك مشاغبا ومثيرا للمشاكل في أكثر من نادي قبل أن ينضج بعد فوات الأوان ومن دون أن يقدم للفريق الوطني أية إضافة لثمان سنوات خلت في أقوى عقاب حاكم به نفسه دون أن تعاقبه الجامعة. 
 وما يثيرني للحديث في هذا الموضوع بالذات هو أنه في مباراة المنتخب المحلي الجزائري بنظيره المغربي عن ذهاب إقصائيات كأس إفريقيا للمحليين التي جرت السبت الماضي بملعب تشاكر هو أن سفيان بوشار، مدافع المنتخب الجزائري للمحليين أصر على مغادرة المعسكر بسبب رغبته في الإطمئنان على والدته التي كانت تعاني المرض، الأمر الذي دفع بالمدرب لودوفيتش باتيلي إلى تدوين تقرير أسود في حقه، مع أن أقوالا أخرى تؤكد أن بوشار غادر المعسكر لعدم إدراج إسمه في التشكيلة، وهو ما يعني وفق التقارير الجزائرية أن بوشار مهددا بعقوبة قاسية، كما تعتزم لجنة الإنضباط التابعة للإتحاد الجزائري لكرة القدم، إستدعاء اللاعب للإستماع إلى أقواله، قبل تسليط العقوبة التي قد تصل إلى حرمانه من المشاركة رفقة المنتخب مدى الحياة، مع إيقافه أربع مباريات في الدوري المحلي، تحت بند السلوك السيئ والإخلال بالنظام الداخلي. 
 هذا المعطى الدلالي الذي يفرضه الواقع الكروي بالجزائر وبالصرامة الملزمة لمثل هذه الحوادث التي تخل بالنظام الداخلي للمنتخب الذي يمثل بلدا أو أمة او شعبا، يؤكد أنه لا رحمة لمن يستهثر بالقميص الوطني على مستوى القرارات الردعية والتي تهدد مستقبل أي لاعب دولي يعتبر نفسه فوق قانون اللعبة. 
 وهذه النازلة أيضا لها ارتباط وثيق بقضية المهاجم الدولي عبد الرزاق حمد الله الذي شكل قضية خطيرة بدون حل ولا مقاضاة من طرف لجنة الإنضباط بالجامعة قبل وبعد كأس إفريقيا عندما غادر معسكر الأسود بتدخلات من اللاعبين وبعض المسؤولين لثنيه عن قراره القاضي بوجود لوبيات تتحكم في العرين، وهو ما أفسد الاجواء وترك الفريق الوطني كمؤسسة لا رقيب عليها، وكان هو من أحد أسباب إقصاء الفريق الوطني أيا كانت الأسباب لأنه ترك الفريق الوطني في عز الحاجة إليه، وترك بنك الإحتياط فارغا ولم تصدر في حقه أية عقوبة ولا طولب إلى الإستماع عليه والإمتثال أمام لجنة الإنضباط كما هو سائد اليوم بالجزائر سيما بعد أن إنتهت أجواء النزال المغاربي تحت غطاء مستور لمغادرة سفيان بوشار المعسكر دون إحداث أي تشويش على الفريق الوطني الجزائري إلى أن فجرت المسألة خلال الندوة الصحفية للناخب الفرنسي باتيلي.
 واليوم تتساقط الأخبار من هنا وهناك حول عودة الدولي حمد الله إلى عرين الأسود لأسباب تظل مجهولة ودون مطالبة حمد الله إلى التحقيق والإستماع إليه قبل وبعد نهائيات جرت كل ألسن الصحف العالمية لتتحدث عن النازلة، ولو كان هذا صحيحا أي بعودة حمد الله إلى العرين، ستكون لجنة الإنضباط بالجامعة أو حتى الجامعة بأكملها عرضة للمساءلة أو السخرية للمقارنات المتواجدة بين جامعة الجزائر الثابتة على قرارات الزجر وإخلال بوشار بالقانون الداخلي، في وقت لا يوجد أي زجر للجامعة الملكية في مثل هذه الوقائع التي ظلت سائدة لزمن طويل وأبزها قضية حمد الله التي يقول عنها أكثر المروجين للفكر الظلامي وأكثر من يحبون خروج حمد الله بالمسكوت عنه هي قضية الساعة سيما بعد أن انجر حمد الله أمام دعوة إنتظار الجمهور فيديو نشر غسيله، بينما هو غسيل لم ولن ينفع اللاعب على الإطلاق في مستقبله الكروي أيا كانت تبريراته لأن اللوبي وغيره من الشكايات هي مشكلة عالمية في كل المنتخبات ولكنها تنمحي باستحضار القانون لمن يخل بالواجب الوطني ولن تخاف أي جامعة من أفعال من يرى نفسه فوق القانون، وحمد الله لغاية الأسف جر نفسه أمام دعوة أو مشكلة مفروض فيها أن يخرج للإعتذار وكفى استهتارا وصبيانية بمعاودة نفس الطيش. وأعتقد أن أي مدرب له الحق في مصادرة أي لاعب خارج القانون الداخلي مثلما فعل مدرب المنتخب الجزائري عندما أقسم أنه لن يستدعي سفيان بوشار إلى المنتخب الجزائري، فهل يفعلها وحيد مجددا مع حمد الله لأنه يعرف كليا تفاصيل واصل مشكلة حمد الله من لدن الجامعة ؟ أم أنه سيرضخ لأمر الجامعة خوفا من التهديدات التي أعلن عنها حمد الله لنشر فيديو الحقائق في واحدة من القضايا الساخنة ؟