لو كان الأمر بيدي لفعلت مثل ما فعل رئيس الجامعة الإسبانية في عز المونديال لما استقل أول طائرة صوب سان بطرسبورغ ليقيل المدرب لوبيتيغي فور علمه باتفاقه مع ريال مدريد ليتولى تعويض زين الدين زيدان.
لم يفكر رويبيلاس يومها مرتين،و لم يقل نحن في المونديال وينبغي التريث لما بعد انتهاء السوق الروسي، فكر فقدر ثم قرر وانتهى الأمر بالتعاقد مع فيرناندو هيرو.
يومها أيضا رأى رئيس الجامعة الإسبانية أن ما قام به لوبيتيغي خطأ جسيم يوجب الطلاق ولو من جانب واحد حتى بحضور كبير الفيفا جياني وباقي قضاة «الطاس» لأن كبرياء الماطادور قد مس.
لذلك أنا لست فوزي لقجع ولقجع ليس رويبيلاس، ومع ذلك هو موقف تحركه الغيرة على كرة هذا البلد ومنتخب هذا البلد وأتمنى صادقا ألا يكون لقجع قد أهدر الفرصة مرتين في رد خاتم الخطبة لوحيد، لأننا فعلا في فترة خطوبة لم يرق بها اللقاء الرسمي الوحيد البئيس أمام موريتانيا لقدسية الزواج ورباطه السرمدي الوثيق.
المرة الأولى لما أهان وحيد منتوج البطولة، الذي صرف عليه لقجع ملايير السنتيمات كي يسوقه حق التسويق واليوم هو بلا محتضن ولا مستشهر، وضاعف هذا الموسم ملايير إضافية بالتعاقد مع «الڤار» الإسباني في شخص شركة «ميديا برو» بتكلفتها الكبيرة والباهظة، فجاء وحيد ليقدم نظريته الشهيرة في هذه البطولة التي «يمارس لاعبوها رياضة أخرى»، ولو تقدم لقجع يومها من طنجة، حيث أطلق ذلك التصريح وفك معه الإرتباط فلا أحد كان سيلومه ولا حتى البوسني كان سيطالب بتعويض باسم إهانة المنتوج وضرب قيمته التسويقية، لكن بدل وضع اليد على «الضبرة» حضرت الإجتهادات التي إلتمست للسيد وحيد أعذارا ونابت عنه في الترجمة بألف تصرف.
ودون أن أتحدث عن حكاية طعنه في لياقة الكرتي ووزنه الزائد ومحدودية الحداد، مرورا بغاراته المتكررة في حق حمد الله وانتهاء بإهانة أمين حارث التي رد عليها مسؤولو شالك بالطريقة القوية إياها، نأتي لواقعة الإهانة التي صوبها هذه المرة للمحترفين وليس المحليين، حين انتهى من تعادله البئيس أمام المرابطون ويقول «ليس لديكم ميسي لتنتصروا، ولو كان لاستدعيته».
فعلا ليس لدينا ميسي، ولو كان لدينا ميسي ما فكرنا أصلا في التعاقد معك، وبما أنك ترى أن أي مدرب يحتاج ميسي ليأتي بالحلول فالأجدر أن تضع سيرتك عند اتحاد الأرجنتين تأهبا لتعويض سكالوني لتدرب ميسي، أي هراء أكثر من هذا؟ وأي هواية أكثر من هذه التي أدمنها السيد وحيد؟
وهم في مقر إقامتهم في الصخيرات، علم لاعبو الفريق الوطني بما نبست به شفاه وحيد، تناولوا فيما بينهم، حيث يتواجد كل واحد في غرفته مستغلا التصريح الذي انتشر في منصات التواصل، وتفاعل جميعهم بسلبية وهو ما علمته من عدد هام منهم مع إهانة مروضهم الأول.
قبل شهر من الآن أطل علينا الكابيتانو المعتزل من الدوحة ليخبرنا باستحالة تتويجنا القاري، لأنه لم يكن لدينا مثل الجزائر رياض محرز يحمل أثقال المجموعة على كتفيه، فغضب رفاق المهدي وهناك من لامه، بل منهم من قاطع حسابه.
اليوم مروض الأسود الذي يفترض أن يعلي هامة لاعبيه ويرمم ما انهار من معنويات جراء التعادل المخيب، يقصفهم حتى قبل أن يجف عرقهم ويهينهم بمقارنة لا تقبل القياس لوجود عديد الفوارق.
ولست أدري من أين نهل وحيد هذه الأدبيات التي تجر عليه الوبال كله، بالأمس قارن حكيمي بلاعبي البطولة واليوم يقارن المحترفين بميسي، فهل يخرج أحد ليقنعنا مرة أخرى أن السي وحيد لم يقصد ما قصده...؟؟؟
لا و ألف لا، وحيد قصد إهانة لاعبي البطولة وبعد أسبوعين فقط اكتشفنا معه أن بانون وجبران رائعان ومتميزان دون أن يخبرنا ما الذي استجد في هذه الفترة لتتغير قناعته، علما أن ذات الفترة شهدت أسوأ نسخة لبانون وخرج جبران مطرودا في مباراة وموقوفا في أخرى.
وحيد قصد أن يهين حارث وقال عنه ما لا ينبغي قوله بأنه لاعب محدود ولم يقدم أي إضافة للفريق الوطني ولا يرى فيه البروفيل المثالي للأسود، بل ألمح لتقصيره واستهتاره بروح المسؤولية كلما حضر معسكرا للأسود، وأنه يترك نسخته الأصلية في ألمانيا...والتصريح موجود...