تتأهب سنة 2019 لإسدال ستارها بعشرات أفراحها وأتراحها الرياضية، ومئات مواعيدها وأحداثها الرائعة والتي تركت وشما عالقا للأبد، وآلاف أبطالها في مختلف الرياضات وطنيا، قاريا، دوليا.
قبل أيام قليلة من وضع نقطة نهاية العام الذي شهد ما شهده من نجاحات وإخفاقات، إتضحت صورة المتوجين بالجوائز الفردية والجماعية للكثيرين، حيث العادة السنوية للترشيحات ومكافأة الأفضل خاصة في ملاعب كرة القدم، من طرف الهيآت والمؤسسات المسؤولة والمتداخلة، والمنابر الإعلامية المختصة.
شخصيا وفي حفل تتويجي وفوق منصتي الرمزية، سأوشح البعض ممن رأيتهم في قمة القمم خلال 2019 حيث غردوا خارج السرب، وهربوا بمسافات بعيدة عن المتنافسين، وخلقوا لأنفسهم قالبا خاصا يصعب تقليده، سواء بالألقاب المحققة أو الظواهر اللافتة أو الأرقام القياسية، والتي بوأتهم الصدارة والتحليق فوق الجميع.
وإن كان من لاعبٍ للسنة على الصعيد المغربي فهو حكيم زياش عندليب الأسود وأجاكس الهولندي، والذي لا يتفوق عليه قاريا سوى السفاح السينغالي ساديو ماني أحسن لاعبي إفريقيا، بينما يتصدر المنتخب الجزائري ومدربه جمال بلماضي لائحة الأفضل في المنتخبات والمدربين الأفارقة.
ومحليا يستحق الإتحاد البيضاوي وسام السمو كفريق العام بإمتياز، والوداد البيضاوي بطل المغرب والجالس على عرش الكرة الوطنية، ومنير الجعواني أفضل مدرب، ولابا كودجو أجود محترف أجنبي ووليد الكرتي أحسن اللاعبين المحليين، ورضوان جيد كرقم 1 في قائمة الحكام المغاربة.
ويستحق هدف وليد الكرتي برادس ضد الترجي التونسي أن يكون هدف العام ليس قاريا فقط وإنما دوليا بعدما هز صداه العالم، كما تُرفع القبعات لجماهير الرجاء والوداد لتنال الميدالية الذهبية في مونديال المشجعين، وأضع أيضا بفخر وإعتزاز الديربي العربي الأخير بين الغريمين في الصفوف الأولى لأكثر المباريات تشويقا وإثارة ومتعة عالميا خلال سنة 2019، هذه الأخيرة التي إبتسمت أيضا للمغرب لتهديه إنجاز العام عربيا وقاريا وعالميا بعيدا عن حلبات المنافسة، والمتمثل في ولادة تحفة مركب محمد السادس لكرة القدم.
وعلى نفس القدر من الإرتفاع والسمو تأتي هوّة الإنحدار والرسوب، لتحكم على آخرين بالفشل الذريع والإنتحار الطوعي أو الإجباري، في سنةٍ كانت كارثية وسيئة على جميع المقاييس.
أسوء محترف مغربي أضع المغبون والفقاعة هاشم مستور الذي لم يلعب ولا دقيقة بعدما توقف قبل أن ينطلق، ومحليا يقف العشرات في صف واحد لكن أتعسهم الموهوب أنس الأصباحي الذي خسر كل شيء وتراجع خطوات للوراء في عز الشباب والمشوار، ويأتي الرجاوي كوليبالي والودادي وليام جيبور كأفشل الأجانب، فيما يستحق ناديا الكوكب المراكشي وشباب الريف الحسيمي مناصفة وسام العار رياضيا وتسييريا، وبطبيعة الحال فريق الفتح الرباطي كعادته جماهيريا، مع توبيخه تقنيا.
أما أسوء المباريات فهناك العشرات محليا والتي تستحق أن تكون وصفة فعالة لأطباء التخدير ومسكنا محفزا على النوم، وعالميا يمكن إعتبار نيمار أسوء النجوم فرديا رغم فوزه بأكثر من لقب جماعيا، ونادي كروزيرو البرازيلي العريق ضحية العام بنزوله التاريخي واللافت للدرجة الثانية، وإيمري وغارسيا، غاتوزو، كومباني ضمن الأضعف في خانة المدربين..
وفي ختام حفلتي المجازية هاته وبعد الثناء على المتوجين ورثاء الراسبين، أمنح وساما خاصا وتكريما فريدا لمبارك بوصوفة المعتزل دوليا، والذي كان مثالا نظيفا ونموذجيا للعميد والأسد والقائد داخل وخارج الميدان طيلة 13 سنة من العطاء والسخاء.