سرق المقاتل الرائع بدر هاري الأضواء سهرة السبت من كل البطولات الأوروبية الكبيرة، ليكون محط متابعة عالمية في نزال على عرش حزام «الغلوري» في مواجهة الوحش الرائع والوديع وأقول وديع لأن هذا البطل الهولندي أرحم ألف مرة في أخلاقه من بعض المغاربة أنفسهم وسأكشف كيف ذلك؟
لا تهم الخسارة التي كانت متوقعة، لأنه من لم يلبس يوما ما قفاز الرياضات الحربية ولا هو إرتدى «الكيمونو» لن يفهم فيما أقوله، وتفسيره البسيط المبسط كي يتلاشى الغموض، هو أن ريكو كان أكثر تنافسية طيلة عامين ونصف قضاهما في المعارك الرسمية فوق ركح الحلبات في وقت كان بدر هاري يعاني في السجن والملاحقة القضائية الشهيرة في هولندا، وهناك فرق وبون شاسع بين من يلعب وبين من يتدرب...
 ففي الكيغ بوكسينغ والفول كونتاكت والتايكواندو والملاكمة، ولنا في الأسطورة طايزون الذي بدوره مر من نفس معاناة السجن وخسر من هوليفيد عبرة...هذه الرياضات الحربية مثلها مثل كرة القدم التنافسية تعلو ولا يعلى عليها، إضافة لدورة العمر والسن وتقدم بدر في العمر على ريكو ب 5 سنوات وكل شيء مذكور في التنزيل الحكيم، عن وهن العظم والشيب كلما تقدم المرد في مسير العمر...ما علينا سنعود لصلب الموضوع...
 فبعيدا عن خسارة بدر، كانت ردود أفعال مجتمع أو بعض منه كافية لتخلص وتختزل حجم «السكيزوفريني» التي تغلق واقعنا الموبوء، واقع لغاية الأسف طبع بالحقد وتغلف بالنفس الأمارة بالسوء والحسد والغيرة منكل من هو ناجح...لدرجة أن هناك من سار على درب العلم ليفتي في كل شيء وهو لا يفقه أي شيء...
 تحدثوا بشمتة عن خسارة بطل مغربي يصر في كل نزالاته على التدثر بالعلم المغربي، وتابعه العالم في القارات الخمس حين نطق السبيكور والمعلق بانتمائه المغربي...
 تحدثوا عن تواطؤ بدر مع مكاتب القمار والمراهنات ليخرج كما خرج في النزال السابق قبل إكتمال المباراة، وليقسم غلة وغنيمة المعركة، وعلى أن كل ما تابعناه كانت مسرحية محبوكة الإخراج ومتفق عليها...
تحدثوا عن سلوكيات هاري وسوابقه واجتهدوا في إضفاء توابل الإثارة والفتنة والفسق عليها، ليصيبوا الناس بجهالة٫ ومنهم من قال أن البطل راح ضحية «تقواس» المغاربة عليه، ولأول مرة أتابع كيف يتطير المغاربة من بعضهم وكيف يتهمون بعضهم البعض بإصابة الناس بالسوء وحشرهم ضمن خندق «ويل لمن أشارت إليه الإصابع»...
ومن أغرب ما عادت بي ذاكرتي شخصسا باسم هذه السكيزوفرينيا المتطيرة أنه في كل المواعيد الكبيرة، التي نتحلق فيها جميعما لنتابع بطلا يمثلنا بالإنتماء لا نفرح ولا نسعد، ونتعرض لصدمات متكررة...
تابعنا ذات فجر في أطلنطا الأمريكية الكروج ف» زلق» وخسر سباقه أمام الجزائري المورسلي...ولما حرصنا على البقاء بالملايين خلف الشاشة 2004 عادت الكرة لتنزلق من بين قفازات فوهامي ليهدي التوانسة لقب الكان...ولما وقفنا على عتبة مونديال خامس سجل قرقوري في مرماه أمام تونس في رادس فأقيل الزاكي...و حين اقتربنا  منلقب أفريقي ثاني أطل علينا وزير  «إيبولا» ليحرمنا من التنظيم قبل أن تحرمه «الكراطة» من كرسيه الوزاري الوثير...
وحين عدنا لنحلم بذات اللقب الإفريقي، سيطل علينا زياش ليرسل كرته للعارضة ورددنا جميعنا «كون غير خلالها لبوصوفة»... ربيعي فاز في كل مبارياته بعيدا عن العيون ولما نقلت مباراته أصيب فخسر...وبدر هاري فاز بما يقارب 100 مباراة مستورا محصنا، وحين تم التشهسر بنزالاته كسر مرتين وزيد وزيد...
أنا لست من المتطيرين، بل من الناقمين على الحاقدين، من الذين يخوضون في ذمم خلق الله بالباطل ومنهم الرائع بدر هاري...أنا من الذين يلعنون هؤلاء المغلفة قلوبهم بالسواء والذين بدل إشهار فخرهم باقتسام الإنتماء مع هذا البطل العصامي، تحولوا لفقهاء في زمن كثر فيه الرقاة غير الشرعيون ... زمن الرويبضات والعياذ بالله.