بعد إسدال العقد الأخير لستاره لم تتبق سوى الذكريات الخالدة، الطرائف الغريبة والأحداث السعيدة كما الحزينة، الأرقام القياسية والوقائع الإستثنائية التي إخترقت جدار التاريخ لتبقى عالقة به إلى الأبد.
الملاعب الرياضية الوطنية والعالمية شهدت خلال العشرية المنصرمة مئات الأحداث، البعض منها إيجابي وذهبي والآخر سلبي وكارثي، لكن الأرقام الخرافية والأكثر خيالا وجنونا تظل الأبرز والأحق بإستحضارها اليوم وغدا وحتى بعد سنوات وعقود.
في المغرب هناك عشرات الوقائع التي حدثت ويصعب أن تتكرر لاحقا، ولأن مهازل الأغلبية الساحقة من الرياضات كانت مضاعفة بمرات للإنجازات، فلا بد من فتح 5 صفحات على الخصوص لإلقاء نظرة حسرة وألم على ما جرى عندنا طيلة 10 سنوات.
في صدارة اللائحة الخماسية السوداء تأتي الراحلة ألعاب القوى التي توفيت مغدورة وأصبحت في عداد المفقودين بعدما كانت فخر المغرب لعقود متتالية، وإلى جانبها تحضر كرة السلة المصابة بنوبة قلبية حادة ترقد بسببها في العناية المركزة منذ سنوات، وكرة المضرب التي تشردت برحيل الأب محمد مجيد فرقصت على جثتها عشرات الدول الإفريقية والعربية، بينما أغتيلت أميرة الرياضات في قلب عرسها بطواف المغرب بنيران صديقة، لتأبى الدراجة مواصلة السير أمام بكاء ونواح الأساطير السابقين، في وقت تذيلت فيه أغنى الجامعات وأكثرها شعبية قائمة العشرية المنصرمة، بمجموعة من الجروح والخدوش العميقة، أبرزها إستمرار غياب الأسود عن منصة التتويج الإفريقية رغم توفر جميع الظروف والحوافز، ومرور أزيد من 300 لاعبا بالعرين و10 ناخبين بداية بالتركيبة الرباعية، وعدة نقاط سوداء وصور تسويقية مشوهة أخرى، أهمها الجمع العام المسرحية الذي دام يومين بالصخيرات وأسفر عن صعود الرئيس الحالي فوزي لقجع منصة القيادة.
وبقدر صاعقة الإنكسارات كانت بعض الومضات اللامعة التي أضاءت عتمة الرياضة الوطنية محليا وقاريا وعالميا، لتنقذ العقد المنصرم من طوفان العثرات والسقطات القاتلة، أبرزها نيازك فنون الحرب وخاصة التتويجات العالمية المسترسلة لمنتخب الكراطي وإنتفاضة فرسان التيكواندو، والأوسمة الذهبية لبعض أبطال الملاكمة والفروسية، وعودة أندية كرة القدم لإكتساح القارة بألقاب وحضور بارز في عدد من النهايات، والمشاركة في 3 كؤوس عالمية للفرق و3 للمنتخبات، وتشييد تحفة مركز محمد السادس لكرة القدم، إلى جانب الأرقام القياسية الفلكية والتتويجات الخرافية لعشرات أسود العالم سفراء المغرب فوق العادة.
وعلى الواجهة الدولية خطفت كرة القدم الأنظار في عقدٍ ذهبي حافل بالأحداث والإحصائيات والمعجزات، بجلوس الأسطورة ميسي على عرش الأرقام الفردية التاريخية، وزواج الماكينة رونالدو بجميع كؤوس وألقاب أوروبا أندية ومنتخبات، وإنتحار راقصي الصامبا بهزيمة مذلة تاريخية ضد الألمان في عرسهم المونديالي بماراكانا، وبلوغ سعر أغلى الصفقات 222 مليون أورو، وإعتلاء بعض صغار الأندية منصات تتويج أكبر البطولات الأوروبية لأول مرة كمونبوليي بفرنسا وليستر في إنجلترا، دون إغفال عشرات الأفلام الساحرة بسيناريوهات «الريمونتادا» المجنونة.
هي سلسلة درامية وفكاهية وخيالية عُرضت طيلة عقد كامل في المسارح الكروية والقاعات الرياضية بالمغرب وبقية دول الكرة الأرضية، لتجعل من العشرية المغادرة فصلا من أروع وأغرب فصول التاريخ الرياضي، والذي يصعب أن يتكرر بنفس المشاهد والأرقام والأشخاص الخارقين.