ن تختار الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم الدولي المغربي أشرف حكيمي للمرة الثانية على التوالي كأفضل لاعب صاعد متفوقا على كل من النيجيريين صامويل شوكويزي لاعب فياريال الإسباني، وفيكتور أوسيمين لاعب ليل الفرنسي، ليس أمرا عاديا ولا محاباة ولا هم يحزنون، بل واقع أحدث بالفعل رجة كبرى بألمانيا عندما تولى حكيمي قيادة قطار بروسيا دورتموند في كثير من المواقع الإستراتيجية على مستوى البطولة لدرجة إحتضانه حب الأنصار بشكل جنوني وصل حد مطالبة الفريق بالتعاقد معه نهائيا وخلعه من جلباب الريال الملكي، وأيضا عندما تغلغل أوروبيا في حضن عصبة أبطال أوروبا  ورسخ الأرقام الهلامية لتألقه، ويحصل بعدها على قبعات الإحترام العالمية . 
وأن يشخص حكيمي نفسه في محراب السكانير الكروي على هذا النحو القيادي لأفضل ظهير عالمي وبكل الأدوار الحديثة، فلم يأت ذاك عبثا من نجم أراد بكل تلقائية  تمثيل القناعة الأدائية لنجوم الدفاع وترسيخ وتغليب مفهوم أقوى الأظهرة على طاولة النقاش الإفريقية والعالمية  لفك سيطرة نجوم الخط الامامي من هدافين وصناع اللعب. وحكيمي بهذه السطوة الثانية على التوالي، إنما وضع قانونا خاصا بهذا الدور الذي إمتلكه شخصيا ليكون لاحقا هو المعمول به في صك أفضل نجوم إفريقيا والعالم. 
 ولا نشك أبدا في أن حكيمي أحدث ثورة كروية ببروسيا دورتموند لأنه لعب في سياقات أكثر من القمم التي توهج فيها وأضحى عملة لا محيد عنها في تشكيل المدرب السويسري فافر، ولعب أدوارا وصلت حد الأربعة في طرفي اليسار واليمين ثم دور الجناح الايمن وصانع الأحداث، ثم دور رجل الرواق بأكمله وفق شاكلة الإعتماد على الأطراف. وهذا العمل الجبار، لم يكن وليد الصدفة، بل من إيحاء المدرب فافر الذي دفع بحكيمي للتناغم مع الأدوار بكل حرية ويجعل منه مفتاحا وحلا يستدرك به وجوها أخرى وقت الضرورة، ويقوده كذلك إلى جعل الأدوار الدفاعية حول الأشخاص تلعب على وضعية حكيمي. وهذا الشكل من التوظيف هو من أعطى لحكيمي هذا الوزن العالمي.
 وإن كنا سعداء نحن كمغاربة بهذا النجم المغربي المتوج إفريقيا لثاني مرة، وأكثر سعادة لأنه من تكوين فريق ملكي ألحق كنموذج لألمانيا على شكل إعارة فجر فيها كل الدلالات القطعية على أنه أفضل لاعب واعد وصاعد، فإن ما يحز في النفس على أن الكرة المغربية في بوثقة أنديتها، لا تتمتع بهذه الشخصية الولادة لأفضل رجال الاظهرة وبنفس التوظيفات المراعى تطبيقها  مع المدربين واو أن الظاهر أن الأندية لا تشتغل مطلقا عبر هذه المفاهيم الإستكشافية للتوظيفات التقنية والتي أضحت اليوم  إنقلابا جديدا في عملة المدربين وفي دفاترهم التقنية . 
 وحكيمي اليوم يعطي الدرس لمدافعي أندية المغرب رغم أن المقارنات واضحة في التكوين بين أوروبا والمغرب حتى لا أقول إفريقيا، ويعطي الإشارة على أن الكرة سهلة تكتيكيا ولا تحتاج الى عجن الكرة، على أن الكرة سهلة وتحتاج إلى لياقة عالية وموزونة في الموهبة، على أن الكرة لا تحتاج إلى إختراق السلبيات خارج الملعب. والمحترف يبقى محترفا في كل شيء. وأعتقد أن من يؤسس لصناعة المدافعين ورجال الوسط والمهاجمين والحراس هو المدرب وقبله الكشاف مبدئيا. وهكذا تعلمنا الكرة في زمن الكشاف الذي يصنعك من رؤية عينه الحصيفة قبل أن يلحقك بالنادي لأنه كان في زمن ما هو الوسيط قبل أن يكون اليوم هو رجل تقني وموظف في الإنتدابات .
حكيمي في النهاية، هو ابننا ونريد أن يكون له ومنه العشرات بالاندية والمنتخبات الصغرى علنا نخرج صنفا موزونا بنقس الذوق أو يفوق ذلك حسب الموهبة والفطرة. وحتى ذلك الزمن، سننتظر هذه الولادة المشعة علينا بأفضل ظهير وأفضل حارس وأفضل وسط وأفضل موزع وافضل هداف في زمن ولت فيه الكرة نحو القعر من دون إنجاب.