مثل النحلة التي توزع رحيقها على الجميع والشمعة التي كانت تحترق في طول وعرض النلعب، لتنيز للمهاجمين دهاليز وسراديب مرمي الخصوم، بلمساته الساحرة وسخائه اللا محدود وخاصة بتواضعه الذي قل نظيره، كسب «حمودة» تيمومي حب الجميع وتعاطف الجميع، ونال دعوت الجميع لتستعيد الجوهرة السمراء ألق البسمة التي لا تشبهها باقي الإبتسامات، بعدما إستفاق من غيبوبته الطويلة وتجاوز حرج الخطر الذي داهمه...
ولأني من الجيل السبعيني الذي واكب بدايات تمومي، فأنا لا ولم أحتج لمن يدلني على من هو هذا الأسمراني، وهو في تقدري المتواضع أفضل من حمل الرقم «10» في تاريخ الكرة المغربية، وباقي الروايات التي تتحدث عمن سبقه لنفس القميص لا تلزمني...
 يكفي تيومي فخرا، أنه لعب مع الملك محمد السادس كما روى بلسانه داخل أسوار تواركة في نفس الفريق وقليلون هم من جاوروا الملوك وتملوا بهذا الشرف...
 وكفي حموده فخرا أن ملكا آخر وهو الراحل الحسن الثاني كن يخصه بعطف ناذر، ومن تجليات هذا العطف مواكبة مساره المحزن والمؤلم بلالمتعمد من عبد الله جمال جلاد الزمالك في عز وذروة عطاء حمودة، فكان الحسن الثاني رحمة الله عليه سببا في سرعة جبر ذلك الكسر معنويا بتواصل دائم معه، وفعليا بحرصه على تتبع  تعافيه ليكون حاضرا في مونديال المكسيك وهل يحلو مونديال دون لمسة أو بصمة الأيقونة وقد كان سببا في التأهل بهدفه الصاروخي في مرمى إكرامي حارس منتخب الفراعنة ...
 وسيعود الملك محمد السادس ليرمق حمودة المتخفي والمتواري على عكس العديد من «الحنايكية» الذين لم تصل موهبتهم ربع ما توفرت لتيمومي و مع ذلك يتبنذزون ويتصدرون المشاهد في الواقع والمواقع، قلت رمق محمد السادس يوم افتتح مركز المعمورة مستندا لعكازه، فاستفسره عن وضعه ولأن تيمومي لا يسأل الناس إلحافا فقد تقدم رفاق مونديال المكسيك ليخبروا الملك أن  ركبة تيمومي خذلته وتعاني عجزا ليصدر أمره المشمول بالنفاذ المعجل من أجل خضوعه لجراحة تحت رعايته المولوية السامية...
 وكما كان  على الدوام غادر تيمومي صوب فرنسا في صمت، وخضع للجراحة في صمت ودخل في غيبوبة صامتة أيضا وبعدها استفاق بعناية من الرحمان واستجابة لدعوات محبي هذا المبدع وما أكثرهم...
ولأننا لا نستحضر الكرام والأساطير سوى حين يرقدون علي فراش المرض، أو يستبد بهم سوء أو تطالهم نائبة من نائبات هذا الزمان، فقد حز في نفسي أن تكون كرة ذهبية من كراتنا القليلة المعدودة على رؤوس الأصابع دون أن تحظـى بالتقدير اللائق...
 مخزي أن لا يكون تيمومي قد حظي ب«جيبيلي» يكرمه كما كان يكرم وفادة الحراس ويروي فضول المهاجمين بكرم التمرير ويتوارى هو للخلف ويتركهم يستعرضون فرحتهم ويتغنوا بأهداف كانت من صنعه...وهو الذي جاسيل أفضل عشرات الكرة من مارادونا لبلاتيني مرورا بزيكو البرازيلي وغيرهم...
 مخزي أن يوقف الأمن الخاص في إحدى مباريات الفريق الوطني تيمومي ويمنعه من الولوج، وهو المستند على عكازه ويطلب منه هذا الحارس المراهق وهو من أبناء 20 سنة أن يصعد الدرج ليتقدم البعض ويقدموا تيمومي لهذا الحارس ويخبرونه أنه من أهرامات الكرة في هذا البلد السعيد، لكن صديقنا الحارس معذور لأن الإعلام يسلط أضواءه ويعكسها على «حمزة مون بيبي» وباقي التفاهات ولم يقدم تعريفا  يليق بتيمومي لأبناء الجيل الحالي...
 مخزي ومؤلم أن لا يستفيد فريق الجيش الملكي من تيمومي، ومحبط أن لا تمتد اليد لتيمومي كما امتدت  لغيره من لاعبين جايلوه يقلون عنه قيمة وشأن وعبقرية لا لشيء سوى لأن تيمومي لا ينبطح و لا يمشي على بطنه ولا يجيد السباحة في مستنقعات النفاق والحربائية...
 يكفي تيمومي فخرا عطف الملوك عليه، ولا يؤلمنه أنه في زمن المسخ الإعلامي الموجه صوب التفاهات والرداءة لا يظهر في الساحة ففي زمن الرويبضة  والفسق الأزرق لا يضر حمودة أن يتعافى في غفلة من كاميرات«البوز» ...