سُئل الإطار الوطني مصطفى حجي في حوار خصته أحد المواقع الكروية حول كيف يسير التواصل مع المحترفين، وكانت الإجابة  على النحو التالي: «المدرب خليلودزيتش يتولى هذا الأمر بنفسه ويقوم بعمله وفق مشروع وبرنامج مدروس وخطة تم إعدادها سلفا، وقبل أي معسكر يكون هناك تواصل، كما تحضر المواكبة المستمرة لأداء الجميع مع أنديتهم».
 طبعا هي إجابة مبهمة وعقيمة ومستهلكة من الدولي مصطفى حجي المفترض أن يخرج من جلباب التدفئة للناخب ويقول أن عملية التواصل والمتابعة الدائمة هي من اختصاص فريق عمل وليس من رجل واحد يتولى هذا الأمر. صحيح أن الإجابة لم تكن بالإحاطة الكاملة، لأن في التواصل مع المحترفين وفي عملية المتابعة  المستديمة ملف ضخم في قراءة الأشياء من لدن من يتولى هذا الأمر. 
 وقلت ذات مرة أن أي مشروع لا يمكن أن ينجز مطلقا ما لم يكن مطروحا في سياق ورقة تقنية وتفاعلية تضع كل الإمكانيات والأهداف ومدة الإنجاز والمتابعة المستديمة لأوراش المشروع، وهو ما ينطبق على ورش المحترفين المفترض أن تكون أضلاعه المتكاملة بين فريق عمل يؤسس لرؤيا الناخب الهادفة للوصول إلى المعطيات الدقيقة. وما أعرفه في سياق ورشنا الإعلامي هو أننا نندمج في هذه الرؤيا التي تمنحنا القدرة على وضع القارئ في سياق المعلومة والمتابعة شبه اليومية بالخبر والتحليل والرصد لكافة أسود أوروبا من مختلف الزوايا التقنية والتوظيفية  للدوليين. وهّذا المشروع لا يتطلب منا أموالا كثيرة ولكن جهدا عمليا يضعنا دائما في صدارة الإحترام وتقدير الإدارة التقنية للفريق الوطني منذ زمن بعيد. 
 المشكلة هي أن حجي لا يفصل الأشياء كما هي وفق التطورات الدائمة للمحترفين المغاربة، وليس بوسع وحيد أن يتفاعل لوحده مع الأسطول الإحترافي بقديمه وجديده، ما دام هناك تقرير شبه أسبوعي يرصد أوضاع الأسود كليا في عرين أنديتهم الأوروبية، وحتى أساليب توظيفهم وطريقة لعبهم التي لا تتوحد أساسا بنفس القراءة. وهذا هو المفيد في الأمر، لأن الإحصائيات الأسبوعية لا تتطلب من فريق عمل الناخب أي جهد ما دام استنساخ ذلك موجودا في كثير من المواقع الرياضية العالمية، ويوضع حثما في التقارير المفترض أن يكون فيها حجي طرفا وليس إلباس وحيد معطف الإنفراد بالمتابعة وإلا كيف نفسر تواجد حجي بالمنتخب وماذا يفعل أصلا ؟
 المشكلة الأساسية في المتابعة ليس هو أن لاعبا ما حضر تنافسيا، أو سجل أو تألق، ولكن الاهم ، هو كيف لعب؟ وبأي توظيف؟ وبأي تجاوب مع المدرب؟ وبأي نفسية يحضر تباعا مع وضعية المقاومة على المركز؟ وفوق ذلك وفي ظل هذه التراكمات، كيف نؤسس للاعب المحترف الأجواء المناسبة وروح المبادرة عندما يأتي إلى المنتخب الوطني؟ وكيف نمنح للمحترف الروح السيكولوجية للتعامل مع الأجواء وطقوس اللعب؟. وبمعنى آخر، هل يتمتع المحترف بحرية الإنفجار على الوضع في الرقعة؟ ولماذا يقيد البعض بوظائف مغايرة عن توظيفاتهم بأنديتهم؟ وهذه الأسئلة هي  المفترض أن يجيب عنها حجي وليس إستهلاك كلام فارغ وكأن وحيد هو من يفوم بكل شيء . 
 وإن كنت مجادلا في الرأي، هل يعرف حجي في أي موقع يلعب نبيل درار مع فنيرباشي؟ طبعا سيكون الجواب في موقع الجناح الأيمن المعتاد بناديه، وقد يكون الجواب معاكسا في دورهجومي أخر، ولكن الحقيقة أن المتابعة أفضت إلى أن الرجل يلعب كظهير أيسر من بداية الموسم وهو ما لم يألفه الرجل، وهناك أمثلة كثيرة في هذا الشق المتعلق بتوظيفات الأسود، وقس عليها  حتى القناع النفسي الذي يربك بعض المحترفين عندما يأتون متوهجين ولكنهم ينظفئون لأسباب مجهولة مثلما هو حال الدولي أسامة الإدريسي الذي لم يستطع تفديم الإضافة للأسود رغم أنه مهاجم من طراز الكبار. ولو أعطي للرجل وزنه النفسي والسيكولوجي لأحدث الرعب الذي نريده جميعا أن يحدث مثل باقي النجوم التي سطعت بالقلب والروح. 
 وهذا هو سياق ما نريد إيصاله للطاقم التقني للمنتخب وليس الإتكال على الناخب ما دام فريق العمل هو المعني بالأمر. ولو قيل لي مثلا أريد منك تقريرا مفصلا عن أسود العالم من الصيف الى اليوم من خلال مديري ورئيس تحرير الجريدة، سأهيئه في ساعة واحدة بكل الرؤى الجدلية لأي لاعب كان قديما أو جديدا.