من حقك أن تبكي هذه الفرحة الغالية يا هشام لأنك كنت فعلا أبا لأسود القاعة الأشاوس، ومن حقك أن تقول أنك تستحق هذه الكأس لا (واش نستحقوا هَاذْ الكأسْ) لأنك فعلا كنا بطلا بكل الاوصاف الهجومية والدفاعية والمتعة التي فجر المسكوت عن كرة قدم أخرى مفروض أن يكون لها وزن قوي في دائرة الفروع الرياضية القارية والعالمية. وإذا كان تواضع هشام الدكيك الرجل الذي قدم للمغاربة لقبا ثانيا بمعية أسود هيأت كل سبل المتعة والإثارة والجسارة بمدينة العيون الغالية، ينم عن قناعة ما يتحلى به من مواصفات حب القميص وإرادة الفوز التي تعلق بها أمام كل الاقوياء، فإن هشام وثق رمزية الحدث القاري على أنه حدث ذو وزن ثقيل وليس حدثا فرجويا، بل حدث عالمي أوصل جيل من إحتضن الكأس الى العالمية بدولة ليتوانيا. وأعرف حثما أن هشام أرسل الكثير من الدلالات المشفرة إلى رجال الرقعة وحتى لا أسميهم بالواحد لأنهم كانوا فعلا سلاطين المتعة الكروية، بل وأدرك جيدا أن عمل السنتين لا يمكن الا أن يكون توثيقا للإنجاز القاري السابق حتى ولو خسر أمام مصر، ولكنه رفع ذروة الحضانة الذهنية والفنية ليفوز مرتين أولا باللقب الثاني على التوالي وثانيا الفوز على مصر لرد الصاع، وهو ما حدث من جسارة هذا المدرب الأصيل بثقافة احتراف كرة القاعة .
 وزنكم ثقيل فعلا رجال القاعة التي خلدت حمولة جيل كروي من الطراز الرفيع، ووزنكم أثقل عندما تلامسون أرض ليتوانيا بمخطط استراتيجي يفرض قراءة خاصة لعملة كروية تفوق سلطة قوتكم بالعيون. وأعرف حثما أن تدبير مرحلة التحضيرات تستلزم توافقا متينا بين ادارة المنتخب التقنية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وسيكون هذا المخطط مبنيا على قراءات جوهرية للوديات مع أرقى المنتخبات العالمية في هذا الإختصاص بين دول أوروبا الشرقية أو أمريكا اللاتينية، وأعرف أن الناخب هشام ومن معه في سرب الانجاز التقني يدركون أفضل مني  أن التحضير الجيد ومن المستوى الرفيع سيعطي الاضافة الحاضرة في القوة الاوروبية واللاتينية، ومنتخبنا يملك فعلا هذه الهوية لأنه يلعب بنفس الانموذج العالمي . 
حقا،  تابعنا جل لقاءات أسود القاعة مهاريا وتقنيا وتكتيكيا وذهنيا، وتوقفنا في العديد من مراحل المباريات على أن الاسود هم الأقوى في كل شيء، والأرقام التي سجلها المنتخب المغربي على مستوى الخط الهجومي والدفاعي، تؤكد أن عمل السنتين كان مبنيا على هذا النحو من التحضير التكتيكي والذهني أيا كانت التوليفات الخاصة بالتبديلات التي ساهم فيها الكل بنفس الإيقاع والحضور الذهني. وهذا الإنطباع يضع الفريق الوطني في خانة أقوى منتخبات القارة السمراء كونه أولا حامل اللقب مرتين على التوالي، وخبير بكأس العالم لثلاث مرة، وسيؤكد من خلال هذه القراءة تمكين رجال القاعة من سطوة العالمية على أنها حدث ببطارية مضاعفة عن إنجاز العيون. وهو ما نأمله جميعا في رحاب الإنتظارات. 
 وفي سياقات ما شكلته ردود فعل كرة القدم داخل القاعة بغزالة العيون، وفي هودج التنمية الشاملة التي عرفتها المدينة، تشبُّث العقل الصحراوي بشساعة الرقي الرياضي في وزنه الكبير وإعمال صوت الحق الرياضي من خلال تعزيز البنية الرياضية بإنشاء اكاديمية جهوية  لكرة القدم من المستوى العالي والدولي تعبأت لها الأطراف المعنية بالإتفاقية في أفق جعل هذه المعلمة أنموذجا حداثيا ونقلة نوعية تنضاف لسجل البنيات التحتية التي تزخر بها المدينة أو تلك التي سترى النور قريبا وستستفيد منها ساكنتها إسوة بعموم أقاليمنا الجنوبية .
 وعندما تطل مدينة العيون، التي كرست دور القيادة التنظيمية من المستوى العالي، من منارة خط بداية التنمية الشاملة  والزاحفة نحو مدارات أقاليمنا العزيزة، تؤكد بالملموس مدى قوة المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها دونما التقيد بالأنظمة السياسية الطاغية التي تجبرت على منتخباتها من أجل افشال النهائيات منها من اعترض على الحضور، ومنها من تضامن رغم أنه غير معني بالتأهل ومع ذلك ينبح كالكلب المسعور، وفي النهاية نجح كل شيء وظل عبيد السعار في مراتع الكراهية، وانتهى الحدث بحدث عملاق نظمته صحراء المغرب الغالية بأوزان عالمية رغما عن أنوف أعداء وحدتنا الترابية. 
شكرا لعيوننا الغالية، وشكرا لأسودنا الاشاوس وشكرا لهشام الدكيك صانع  ملحمة العيون الكروية.