بعيدا عن السخرية اللاذعة التي حبا الله بها أفراد هذا الشعب٬ والتي تمثل زادهم الإستثنائي في التفاعل حتى أكيبر المدلهمات والنوائب التي نسأل الله أن يلطف بنا منها، يعيش مدربو البطولة هذا الموسم أخبث «كورونا» وأخطر ڤيروس ممكن أن ينكل بهم ويضرب جسدهم العليل في مقتل...
 الكيسر الذي أعلن في خطبة عصماء قبل أسبوع صموده في وجه رياح التشويش، معلنا أنه لن يرضخ ولو بقي في جسده عرق واحد ينبض، إنهار أخيرا وأعلن إستسلامه ليلحق بركب أبناء ماندوزا الذين وقعوا مبكرا مغادرتهم الطوعية.
الكيسر لحق بالإسباني بياديرو الذي ترك السانية بعدما أصابها قحط النتائج، وما رحل حتى حلقت الحمامة في سيدي بنور بانتصار أعقب أشهر عجاف.
 بمغادرة هذين المدربين، يكون فيروس «كورونا» المدربين قد ضرب جسد 14 ناديا من 16 المتواجدون بالبطولة: ولم يسلم من رياحه المسمومة سوى بنشيخة المحصن بالشرق وطاليب الذي فرض الإسثناء داخل فريق عسكري تعود كل موسم على إستبدال مدربيه...
 رقم مستفز يفرض على ودادية ماندوزا الجلوس لطاولة الحوار والتناظر لتشريح هذا الوضع، ومن سمح بفرض مرسوم العطالة وحبل المشنقة المسمى ب «قانون المدرب» على أبناء القبيلة.
بطولتنا اليوم من دون ناخبين وطنيين سابقين، من دون فاخر والطوسي والزاكي والعامري وجمال فتحي... ومن دون الركراكي والدميعي والصحابي وهم زبد ما هو متوفر لنا من أصحاب الشواهد المصنفة.
بطولتنا من السكتيوي الكبير ومن دون لمريني ومن دون الميلاني وغيرهم، وحتى الأجانب الذين أصبح إنتدابهم يتطلب موازنة ثقيلة في بداية الزواج، وينتهي بوضع «البيضة فالطاس السويسرية بمؤخر طلاق غليظ هم صف ثاني وربما ثالث، لأن من بينهم توانسة مع كل التقدير والود المكفول لهم، لا يحملون في سجلهم تجارب في بلد قرطاج ولا يجدون حرجا فقي تمرارهم مروره هنا حتى وإن فشلوا غيرما مرة.
 بطولتنا كانت تضم في اليسابق رابح سعدان وعلي ايغيل ومحيي الدين خالف، وكانت تضم حسن شحاتة لغاية المارد البنزرتي ومنها مر وعبر الراحلون فاريا وميشيل وأوسكار وقبلهم باريناغا وكليزو ومولدوفان ويونيون و طاشكوف ويوري لغاية وحيد خليلودزيش وروماو، هاهي اليوم تضع ريوس اليتامي ليجبوا فيها «الحسانة»...
قد تكون صلاحية هذا الجيل الذي استحضرت انتهت، وتعبئة هؤلاء الرواد نفذت ولم تعد تكفي، كما انتهت صلاحية معلم زمان لأني طالما شبهت المدربين بالمعلمين...
ومعلم زمان مثل مدرب زمان كان يحترمه اللاعبون ويتقيدون بتعليماته ويرهبهم اللقاء به صدفة في مقهى أو حتى في الشارع، كما كان حال تلميذ الأمس، أما اليوم فقد تغير الوضع مع الجيل الفيسبوكي للتلاميذ واللاعبين وصار كل هؤلاء المخضرمون بين أمرين لا قالث لهما: إما أن يعيدوا «الروسيكلاج» بما يطابق المرحلة والموضة أو أن يعلقوا الشواهد ويتحولون لكتابة مذكراتهم...
 لذلك لا أجد فضاضة ولا حرجا لأقول أن  الخارطة التقنية لفرق البطولة اليوم تثير الذعر، وتبعث على ارتياب كبير وخوف أكبر بشأن مستقبل الكرة المغربية، لأن أصحاب الشواهد أالف وكاف برو كلهم عاطلون يتسامرون في المقاهي ويراقبون الوضع عن قرب تاركين زمام القيادة للمدربين «برو» المقربون من مول الشكارة المسير...