ما الداعي إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يومه الإثنين في وقت نعيش على هذا الطارئ قبيل أيام من استفحال أزمة أو وباء كورونا واتخذت بعده كافة الإجراءات من موقعها السيادي .؟ ولست ادري كيف سيجرى هذا الإجتماع بحضور ما يقارب خمسين شخصا للتفاعل مع رواسب هذا الداء وإن كان الأمور الإستباقية قد إتخذت تدريجيا من خلال تعليق كافة الأنشطة الرياضية بنفس الإيقاع الذي إتخذته معظم الدول الأوروبية مثلما لا يمكن عقد الإجتماع بما يفوق العدد الذي طالبت به وزارة الداخلية وفق بلاغاتها المسترسلة، ثم كيف سنحلل طارئ هذا الإجتماع من دون أن يكون البلاغ حاملا لجدول الأعمال حتى نعرف حيثيات الإجتماع ولا نحلل على هوانا واجتهادنا الخاص من مؤدى وباء كورونا كأقوى طارئ عالمي ؟
 ولماذا لم تبادر الجامعة إلى عقد الإجتماع مباشرة بعد يوم من نشر البلاغ لربح المسافة الزمنية ما دام الداء يزحف بقوة بالنظر إلى إرتفاع الإصابات إلى 17 حالة يوم السبت الماضي ولا يتأخر ذلك إلى يومه الإثنين ما دام الطارئ قد استعجل باتخاذه من طرف المصالح العليا وانصاع بسرعة فائقة في عملية التحسيس، مثلما أضحى لزاما تعليق كل الأنشطة الرياضية كما هو معمول به في أوروبا، والحالة هاته أن السيد سعيد وهبي الناطق الرسمي باسم الرجاء البيضاوي أكد أن نادي الرجاء اتخذ كافة الإجراءات الإحترازية بتعليق أنشطته الكاملة من القمة الى القاعدة وإغلاق مركز تكوينه إلى وقت لاحق وامتثالًا لما نص عليه تعميم وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية، والقاضي بحجب المنافسات الرياضية إلى أجل غير مسمى.
 وهو ما يعني أن إجتماع الجامعة سيناقش هذه النقطة إلى جانب نقاط اخرى تتعلق باتخاذ موقف حازم حول مشاركة المنتخب المحلي من عدمها بكأس إفريقيا بالكامرون ، ولو أن السياقات العامة للإجتماع تنصب حول هذه النقطة بالذات إلى جانب نقاط كنا أجدر لمعرفتها على الأقل لترسيخ ثقافة المعلومة وتأسيس سبل التعاون لتحسيس كافة الأندية بمخاطر هذا الوباء وما يمكن أن يترتب عنه من عواقب نحن في غنى عنها كما حدث بعدة اندية أوروبية .؟
صحيح أن الكونفدرالية لكرة القدم استقرت على موقع تأجيل مسابقات عصبة الأبطال والكاف وحتى الجولتين الثالثة والرابعة من إقصائيات كأس إفريقيا 2021 من منطلق زمني كانت ستجرى فيه هذه الأحداث إلى آواخر هذا الشهر، ولكن الحاجة تفرض إلى مناقشة تداعيات نهائيات الشان التي ستجرى من 4 الى 25 من الشهر القادم وهو ما يفرض أوتوماتيكيا تحضيرا مسبقا لكافة المنتخبات بين التحضير اليومي وحتى الودي بين المنتخبات وهو ما يتعارض جملة وتفصيلا من خلال إتخاد القرارات السيادية للدول الإفريقية ان هي حفظت الدرس الوبائي والوقائي. ولذلك من المفترض أن يكون قرار الجامعة الملكية المغربية ملائما للضرورة والحاجة إلى عدم المشاركة وتسريح الدوليين المحليين الذين إستدعاهم الحسين عموتا لمعسكر تحضيري لهذا الحدث، كما كان لا بد ان يتخذ مسبقا من دون الإنتظار إلى يومه الإثنين. 
أعجبني فعلا ما إتخذته الجامعة الإسبانية لكرة القدم من خلال حملته التوعوية تحت شعار «ابق في منزلك» المكرس لثقافة أمن وسلامة المواطنين مثلما سلكت كافة الأندية الإسبانية وغيرها نفس درجة التعبئة الشاملة ليس للتخويف والتهويل ولكن لضمان الحماية الكاملة  بالشروط اللازمة، كما دعم الإتحاد هذه الحملة بفيديو تلقائي وتحسيس من مدربين وحكام لكافة المواطنين الإسبان للحفاظ على صحتهم والبقاء في منازلهم. وهو ما يمكن أن يكون دافعا لنا للخروج استعجالا بكل الطرق التحسيسية للمغاربة بكل الأطياف بما فيها الرياضيين لملازمة بيوتهم ورعاية أسرهم.
 وما لم يعجبني قط من هذ الإحتراس الأخلاقي لهذا الوباء هو التعامل السخيف مع الفتنة التي عمت معارك الدكاكين والأسواق التجارية والنزعة الشوفينية للتغدية وكأننا في مجاعة عالمية، بينما واقع المغرب حتى وإن أقفل عليه أبواب أوروبا، فله اكتفاء ذاتي من كل شيء في سوق الخضر ... ولكن لغاية الأسف الفتنة إشد من الجهل وليس القتل، والمضاربون التجار في سوق الخضر هم الداء بهذا المعنى ـ وإلا كيف يمكن للرياضي أن يشتري قفته العادية من مائة درهم العادية إلى مائتي درهم مضاعفة في ظل كورونا التي اعتلت سقف التجارة العالمية وليس صحة الإنسان .