لن أسبح في بحر المقارنات، ولن أتناول ما لا يصلح معه قياس لوجود هول الفوارق، وأعني المحطات التلفزيونية أو الإذاعية المدعومة والمطبوعات المسنودة ب«مونوبول» إشهاري لا ينضب معه معين، وسأكتفي بخبز الدار «صحيفة المنتخب» التي إختارت إيثارا على نفسها مع وجود الخصاصة، لتبقي القارئ الكريم والمتتبع للمشهد الرياضي بذاكرة منتعشة تنتشله من وعثاء كورونا وعوالمها المظلمة. لتحيي في دواخله أمل انبلاج فلق صبح قريب، بإذن الله تعود معه الكرة لتتدحرج والقاعات ليعمها الدفء والمدرجات ليغلفها الصخب وكاليغرافيا الإيداع.
وحيدة زمانها هنا بالمغرب في مجال تخصصها، تختلف اختلافا كليا عن باقي المطبوعات التي تغرف من محبرة السياسة وباقي الظواهر الإجتماعية لغاية الفن وما دونه.
 لذلك، سيسجل التاريخ كما سجله أيام حرب الخليج وأيام فضيحة الكوميسير ثابت الشهيرة إلى غيرها من المدلهمات التي أثرت على توازن الكون، فاهتز القطاع الرياضي برمته بل احتبس وطاله جمود رهيب. سيسجل التاريخ أنه في زمن «كورونا» الذي عز فيه الخبر الرياضي ونضب فيه معين المعلومة وشح فيه النشاط، ظلت «المنتخب» تقاوم» وتشتعل بدينامية ولربما أكثر من الفترة السابقة لتبقي قارئا تعاقدت معه قبل 34 سنة مرتبطا بالوجدان والعشق بكرته .
اشتغال يتطلب مجهودا خارقا كما قد لا يتصوره البعض، إشتغال على ملفات تلامس الشغف وتلامس الذاكرة وتغوص في  نهر قضايا حالت فتن الأيام الخوالي وجري الوحوش الذي واكب سيرورة الكون، في تجاهلها أو غض النظر عن سبر أغوارها. فشاء السميع العليم أن تحمل كورونا قراء «المنتخب» ليكتشفوها بالمجان.
ومجهود مالي على عكس باقي الصحف الأخرى، لأن «المنتخب» رياضية المذهب والهوى والسيرة، فلا هي تقتات من أحزان المكلومين بسبب الفيروس وتمشي على جتثهم ، ولا هي تتغذى ب«البوز» المجاني الفاضح بمواكبة رجال السلطة في سيتكومات  محمولة على السخرية السوداء، والآن آيقنا فعلا حقيقة تردي نسبة هائلة من هذا المجتمع وتجذر الجهل فيه تجذرا عميقا، إذ بدل الغوص في استبيان حقيقة تأخر القطاع الصحي ومواكبة المرضى ومن اعتل جسدهم بالفيروس،أصبحت القايدة حوريا ومن يدور في فلكها مادة يومية يتطلع إليها الجميع مثل السيتكومات الرمضانية.
 نحن هنا لا نمارس وصاية على أحد، لا نقوم بالتنظير لأي كان... لكن من منطلق نصرة واقعنا الإستثنائي، كصحيفة رياضية تكابد وتعاني لتنجز عددا كامل الأوصاف يحمل بالمجان لكل قارئ في بيته، يحق لنا أن نرفع صوت الألم وأنين النزيف ومعاناة الحاجة لنقول «نحن بالفعل قطاع هش».
 وحين نتحدث عن هشاشة الصحافة الرياضية ، فالقصد هو أن أكبر أنماط الصحف تأثرا بهذه الظواهر الكونية «حروبا كانت أم أوبئة» هي التي تشتغل على الرياضة من «ألف الأولى» لغاية واو الصحفة الأخيرة.
قطاع هش لأنه يعتصر كي يحيى، ويعاني كي يصمد وكم هو مثير للإشمئزاز، أن نواكب مقابل كل هذا ارتفاع أصوات قطاعات خاصة، يقودها نهم الجشع لتصنف نفسها ضمن الفئة «الهشة» المعنية» بكل أشكال الدعم الممكنة.
اليوم نحن لا نستجدي حسنة من أحد، بل نحن مثل المريض الذي يملك حقا دستوريا في أن يئن وبصوت مرتفع، في أن يوثق للتاريخ هذه اللحظة المفصلية بمغالبة ظروف الحجر و حالة الطوارئ وكافة أشكال الغلق التي مورست في حق مصادر الرياضة والأخبار، لنبقي رأس مالنا الأول والأكبر «القارئ» مرتبطا بالوجدان مع مطبوعته.
يقيننا في الله سبحانه تعالى، أن حلقاتها ستفرج بعد شدة وأن  الليل قد آذن بالبلج وباسم المواطنة الحقة والجهر بالحقيقة نعلن هشاشة هذا القطاع، لكنها هشاشة تشبة أنياب الليث الذي قد يتوهم البعض أنه بإظهارها فهو يبتسم..