لم يسبق وأن كان الرجل مرتبكا ومرتعشا، مثل اليوم وطبيعي جدا أن يحدث معه وهو المدرك أنه يرأس جهازا خلخل أركانه السويسري جياني وأصابه الإعلام الأمريكي برجة عنيفة، قبل أن تهب عليه "كوروناّ ساخنة فأتت على ما بقي فيه من زرع  وضرع.
 هذا هو أحمد أحمد صديق المغرب كما ظل يومئ ويلمح بل ويجهر ويصرح مرارا، ولا حرج عليه في ذلك بعد أن إختلطت عليه الأوراق و«العرارم» وهو اليوم مسجون في حجر غير صحي في مسقط رأسه، عاجز تماما عن اللحاق بالقاهرة ليتدبر العالق من الملفات خاصة تلك المحمولة على طابع الإستعجال.
 حملتني 5 دقائق من التواصل مع صاحبنا أحمد، لأجده وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت  ليصاب ب«الدوخة» وقديما قيل «اللي تلف يشد الأرض»، لذلك هو في عزل في بلاده ينتظر مثلنا جميعا إنفراجة تضيء الأفق.
 يستشعر أحمد أخطار داهمة، وقد قال لي بالحرف أنه يحتاج دعما ملموسا وليس بالشعارات، بعدما لمس أن هناك من أخلى به وتركه وحيدا يلقى مصيره مع ما يسربه الإعلام المصري اليوم من تقارير تعود للجنة الإفتحاص الشهيرة، والتي يرفض الإعتراف بشرعيتها ولا شرعية 25 مليار الذي تضمنته رقما مجهولا يستوجب تبريرا لقناة صرفه.
 هموم أحمد تبدو منطقية لأن إفريقيا، لا قدر الله هي القارة التي تعوزها اليوم وبشهادة منظمة الصحة إمكانيات التصدي لفيروس أنهك وأرهق أمريكا والصين وباقي أباطرة أوروبا، فكيف تطيقه قارة معدومة لا حول لها ولا قوة؟
لذلك يتضرع أحمد أحمد لله في منفاه الإختياري حيث يعتكف، كي تزول الغمة قريبا، وأن لا يتوحش الفيروس في بلدان الجنوب كي تعود الكرة للدوران ومعها يتجنب حرجا لا قبل له به.
 ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس اليوفا سيفيرين مسنودا في ذلك من إينفانتينو وحتى دول الكومنيبول، عن استعدادهما لتعديل تواريخ اليورو والكوبا أمريكا، وكيف لا يفعلا والأولمبياد بهيلامنه قد أخر إنارة شعلته بعام كامل، لا يملك أحمد القدرة على مجاهرة ومجابهة الكامرون بحقيقة أنه يصعب إن لم يكن مستحيلا أن تحظى بتنظيم «الكان» شهر يناير المقبل، إلا إذا حدثت معجزة وانجلى الفيروس ليفرض رزنامة وأجندة غير مسبوقة، لأنه سئم حتى أصبح يخجل من الكامرون، فمرة أخبرها بسحب "الكان" منها والثانية بتأجيل "الشان" والثالثة قد لا تحتضن نهائي الأبطال، والرابعة هي التي لا يملك لسانا ولا جرأة ليقول لهم «حتى الكان القادم فيه مقال» أما الخامسة فهي ردة فعل عيسى؟؟؟
 اليوم تواريخ نصف نهائي عصبة الأبطال والكونفدرالية مجهولة، ومبنية لافتراضات لا غير كلها تنتظر مبيانا ينبغي أن يسطح في كل بلدان القارة، كي يعود لينحدر إيذانا بحصر الفيروس وجلائه وهو ما لا يملك لا هو ولا غيره سبيلا، ويرتبط بمعطيات تتجدد وتتغير كل يوم في كل بلدان العالم.
ولن يقنعنا أحمد أحمد وإن إدعى ذلك، أن شهر ماي سيكون موعدا لنصف نهائي عصبة الأبطال وكأس الكاف، لأنه حتى ولو رحلت "كورونا"، فإن الرباعي المغربي سيرفض اللعب، لأنه يستحيل إستحالة مطلقة على الوداد والرجاء مع الحسنية ونهضة بركان، أن يقبلوا بصدر مكشوف بعد نهاية الحجر الصحي لو افترضنا ذلك يوم 20 أبريل إن شاء الله، ليخوضوا طبق النصف كي يرضوه ويرضوا أجندته، لأن هذا الرباعي يحتاج فترة معايشة مع التداريب والتحضيرات تتجاوز 3 أسابيع، ما يعني أن النصف معلق حتى يونيو على أقل تقدير.
 وبعد هذه المواعيد، هناك تصفيات المونديال، وقبلها 4 جولات متبقية في تصفيات "الكان"، قبل أن نلجأ للقرعة، فكيف سيقنعنا بخوض هذه الجولات داخل تواريخ محددة قبل دجنبر، سيما وأن هناك محترفين بأوروبا ولن تقبل فرقهم وقد تهشم ظهرها بسبب "كورونا"، تسريحهم كي يرتاح أحمد ويريح الكامرون.
 أعرف السي أحمد رجلا حكيما، وما عليه سوى أن يقبل بأمر الله ويخبر عيسى حياتو أن هكذا شاء الله وما قدر فعل، فحتى العمرة وفريضة الحج ألغيتا فما بالك ب«الكان»؟؟؟