سلط برنامج تلفزيوني إسباني الضوء مؤخرا على قصة مؤثرة، تعود فصولها لـ 16 سنة خلت، وذلك باستضافة الرائع والألمعي كلاوديو ماكيليلي الذي قدم رواية أدانت عنصرية پيريز، وكشفت عن وجهه المقيت الذي حاولت «أس» وبعض من سار في فلكها تلميعه مرارا.
 تحدث ماكيليلي بصدق متناهي، مستحضرا بغصة وتنهيدات عميقة، يوم تنكر له بيريز وبتواطؤ مكشوف من الأرجنتيني خورخي فالدانو، ليقرر بيعه بعدما جلب «مستحضر التجميل الإنجليزي» بيكام ليزين به قلادة فريق المجرات أو الغالاكتيكوس أو الأحجار الكريمة وباقي المتلازمات التي رافقت توصيف فريق هذه الحقبة.
 سأختصر لكم بعضا مما قاله ماكيليلي في هذا البرنامج: «لقد وعدني قبل هذا بتحسين عقدي، كان يتودد إلي كثيرا ويعتبرني عنصرا لا يقبل المساس به. خلال إنطلاقة الموسم التالي لتتويجنا بعصبة الأبطال، ذهبت عنده وذكرته بما إتفقنا عليه.
أحالني على فالدانو، الذي سيصدمني بطريقة تعامله المتعجرفة».
 وهنا يتابع ماكيليلي روايته: «بعد تماطل وتسويف أيقنت أن شيئا ما ليس على ما يرام، ذهبت عند ديل بوسكي وأخبرته بما يدور، تدخل ديل بوسكي وكان شهما معي وقال لبيريز: «أتعلم من هذا، إنه مرتكز الفريق، كل النجوم الذين حوله سيصبحون بلا فائدة من دونه، لذلك لا أقبل المساس به».
 ولعلها كانت بداية نهاية ديل بوسكي نفسه مع الريال، إذ تذكرون أن بيريز سيواصل حملة التنكر لمن خدموه وبعد ماكيليلي سيطير برأس المدرب الإسباني الذي حمل له عصبتي أبطال، واحدة في باريس أمام فالنسيا والثانية في غلاسكو أمام ليفركورن في 3 سنوات.
 هنا سيظهر بيريز في الصورة وسيقول لماكيليلي: «يؤسفني أن أقول لك، لم يعد لدينا مال وفير، لقد دفعت كل شيء لضم بيكام»، وبعدها سيأتي شريك الجريمة فالدانو ليخبر اللاعب الفرنسي: «انظر يا هذا، استقدم لنا فريقا ب 15 مليون اورو وسنتركك ترحل».
 ماكيليلي كان صارما ورد برجولة على فالدانو الذي أخبر بيريز أنه سيستقدم لاعبا أسود مكانه بسعر أقل: «أعتقد أنك لا تقدر السود كما ينبغي، لذلك سألقنك درسا وسترى»، وهنا دخلت أكبر فرق العالم من مانشستر وميلان وتشيلسي على الخط  ليقدم الروسي ابراموفتش للريال 37 مليون اورو وليس 15 وطار بالكنز الذي سيتوج معه محليا وأوروبيا وسيرحل ديل بوسكي ليحضر «طوم كروز» البرتغالي كارلوس كيروش ويستكمل بيريز تشكيلته الهوليودية التي حصدت الشيح والريح والخراب ل 3 سنوات عجاف.. وقبل بيكام ترك رونالدينيو يرحل للبارصا بسعر أقل لأنه ليس «فوطو جينيك».
 اليوم الإعلام الذي تهمه مصلحة الريال يذكر بيريز بهذه الذكرى الأليمة، ويخص حكيمي بالذكر ويقولون أن رحيله سيعادل خطيئة رحيل ماكيليلي ورونالدو لاحقا.
 يثيرون أحاسيس بيريز القرش الأبيض كما يسمى، والذي ضحى سابقا بأوزيل وهيغوايين ودي ماريا ورونالدو، عديد النجوم سعيا خلف هامش الربح٬ لأن الكثيرين يعتقدون أن بيريز متخصص في شراء النجوم، ولا يعلمون أنه أكبر سفاح في السوق ببيع اللاعبين بأسعار خيالية آخرها موراطا لتشلسي وكوفاسيتش لنفس الفريق وغيرهم.
 يضعون أمام بيريز موازين الربح والخسارة، ويقولون له أنه يوجد حاليا في العالم لاعبان فقط من يصاقران حكيمي في الجودة والفعالية والإنتاج، وهما الأنجيليزي والكر لاعب السيتي وخاصة أرنولد لاعب ليفربول.
 بل يذكرانه أنه لم يسبق في تاريخ كرة القدم وأن إرتفعت قيمة لاعب ب 12 مرة في غضون عامين، مثلما وقع مع حكيمي الذي انتقل سعره من 5 إلى 66 مليون أورو.
 ومع ذلك لل يثق هذا الإعلام في جشع بيريز، لا يأمنون مكره وطمعه وخاصة نظرته الدونية لكل وافد من خارج محيط الإتحاد الأوروبي، وهذا واقع يستدلون عليه بالتاريخ ومشاهد حية موثقة.
 وحده من بإمكانه أن يحبط مخطط بيريز فلا يسمح بمثل مع ما وقع لمواطنه كلاوديو ماكيليلي ولا ما حدث مع صانع مجده الأوروبي رونالدو، هو زين الدين زيدان العارف بحكيمي كما يعرف نجله إينزو وهو الذي تربى وكبر أمامه بالكاستيا، ما يملكه زيدان ليثني بيريز عن خطيئته هته هو سلاح «الفيطو».