في حجره الصحي بضيعته بمسقط رأسه «أنتاناناريفو» يعيش أحمد أحمد حيرة ما بعدها حيرة، وقد تقاذفته الأمواج فلم يعد يعرف رأسه من أخمص قدميه، بسبب ما فعلته كورونا وهو الذي لم يتردد في كل خرجاته، ليبوح بفداحة مخلفاتها  التي أربكت مذكراته، فلا هو عثر على رأس خيط الكان ولا هو ضبط شعرة الشان ولا حتى تخلص من وجع تسريبات «الميريكان»...
إلا أن كورونا أكبر وأخطر من هذا الفيروس تلك التي تهدد أحمد، فلا ينفع معها تعقيم ولا تباعد ولا حجر ما لم يحضر لطف الله الخفي، وهي كورونا «ويكيليكس» زملائنا في مصر وتونس اللذان يمارسان بريستنغ ضاغط ومبكر على المسؤول الملغاشي، تطلب منه أكثر من مرة الخروج من جحره وليس حجره الصحي ليرد عليهم عبر «تويتر».
من أقصى الجنوب حيث يتواجد رئيس الكاف، يراقب باهتمام وحذر ما يتم التخطيط له في أقصى الشمال، ويدرك أن الشمال الذي حمله لكرسي حياتو، هو نفسه الشمال القادر على أن يجر من تحته الحصيرة هذه المرة.
بين تونس ومصر، لغاية لوزان وربما حتى بلاد «العم سام» التي يرى المصريون أنها وإن كانت في قارة بعيدة إلا أن يدها طويلة وسيكون لها دخل في خلطة  الإنتخابات المقبلة، بدليل الأرقام التي سربتها «نيويورك تايمز» ومن والاها قبل شهرين، سرعان ما قام إينفانتينو بترجمتها على السريع واختزلها في كلمتين «فساد الكاف» خلال إطلالته في بودابيست في مؤتمر إعلاميي العالم و قد كان ذكيا، كونه أيقن أنه في حضرة صاحبة الجلالة الكروية برمتها «ليضرب الطر لأحمد» ويقول فيه وعنه ما قاله وتوعده بالمتابعة.
في تونس أيضا، وبعد تنحي بوشماوي من لجنة المسابقات التابعة للكاف قبل أشهر، وتأكيد الأخير رفقة وديع الجريء على أن أحمد صار «كارطا محروقا»، بدأت إحماءاتهم المبكرة للضغط على أحمد الذي يروا فيه حليفا لبلد واحد وهو المغرب أو هكذا سوقوا صورته داخل القارة.
 هكذا تدور الرحى إذن حول أحمد، فخلافا لتجربته الأولى التي ولجها مغمورا ولم يكن لديه مايخسره، وبحسب ما ردده بوشماوي وحتى أبوريدة فكان كان انتخابه عقابا لسلفه وليس اقتناعا به كبروفيل، وبالتالي صلاحيته انتهت أو بتعبير أدق دوره انتهى كأي كومبارس يتم اللجوء لخدماته في بعض المشاهد التي يتعفف عنها نجم الشباك الأول. وهذه المرة فقد تذوق حلاوة الكرسي وسلطان المنصب الذي تلتصق به مؤخرات الرؤساء فلا يغادورنه إلا وقد حرقهم.
 جياني يرى أيضا أن أحمد تمرد عليه، لما اصطف مع المغرب وشق عليه الطاعة بتصويت الكاف كتلة واحدة لأمريكا التي سال لها العرق البارد قبل أن تفوز بتنظـيم المونديال.
 بل أن إينفانتينو لن ينسى  لأحمدما حدث بالمغرب قبل أشهر، لما التمس منه منح ساعي بريده ومرسول الحب فاطمة سامورا  حق خوض شوط ثالث داخل الكاف، فرد عليه أحمد ببرقية من 7 أسطر مختصرها غير المفيد «الرقم الذي تطلبون غير موجود ويتعذر عليه الرد على مكالمتكم».
 في مصر يقولون أن هناك وصية ينبغي تنفيذها لصوت جهر وصدح في وجه أحمد وعدد سوءاته وهو صوت الراحل عمرو فهمي، وصية إعادة كرسي الكاف للمصريين منذ إعتلاه عبد الحليم محمد قبل 30 عاما.
 وحين يتحالف التوانسة مع المصريين، أبوريدة وبوشماوي في انتظار معرفة موقف خير الدين زطشي الجزائري وما إن كان سينضم لحلفهما ويثأر لخسارة راورارة بالكاو في اثيوبيا، واستمالة أصوات نيجيريا في شخص أماجو بينيك النائب الذي أطاح به أحمد وعوضه بأوماوري كونستان، وبطبيعة الحال صوت الكامرون مضمون دون الخوض في تفاصيل كل هذا، فإن حجر أحمد الصحي بكل تأكيد محمول على هموم وغموم كان الله في عونه ليتحملها.
 حلف الشمال يشير بالبنان لأحمد في الظاهر لكن الخفي الأعظم أن المقصود هو فوزي لقجع وهذا غير خفي على العارفين بشؤون هذه العلبة ذات المصالح المتشعبة، وبكل تأكيد هم واثقون أنهم من سيركب مع أحمد في قاربه المثقوب سيغرق معه لا محالة، لذلك سيواصلون تشديد الخناق عليه اليوم بمناورات دعائية وفور اقتراب الإنتخابات سيفتحون ملفاته مع القضائين المصري والفرنسي...
لذلك وفي تقديري المتواضع، وكما كان يحدث فقي سباقات الكروج والمورسلي ويخرج بيرنار لاغات أو نغيني نوا أو الإسباني بيتر كوتش من رواق غير متوقع، فإني أتوقع هذه المرة خروج العداء السينغالي سانغور ليظفر بالجائزة مستفيدا من أرنب سباق ماهر اسمه فاطمة سامورا.