أن ينتهي مخاض ثلاث بطولات أوروبية بهولندا وفرنسا وبلجيكا بقرار سيادي جراء استمرار نزيف وباء كورونا في بؤر تقل بكثير عما أصاب إيطاليا  وإنجلترا من هول الإصابات والوفيات، فلا يعني ذلك أن أمور تلك البلدان تسير نحو الأفضل، بل تدرك أن شفاء الشعوب يقتضي التضحية الكبرى بكل شيء في سبيل العيش الكريم والعودة إلى روح التعايش والإيمان بمغزى وعواقب الداء كيف ولماذا أتى عنوة في مدينة ووهان الصينية  واضحى قبل شهرين ظاهرة وبائية عالمية لا حد لها ومن دون دواء إلا الله. طبعا لا أريد أن أدخل في عمق ما يشاع تواصليا حول الظاهرة سياسيا أو دينيا أو بداية حرب لحرب كبرى، ولكن أومن من أن ما نعيشه اليوم هو دمار صحي ونفسي ومادي واقتصادي وغيرها من سلوكات التوقف اللإعتيادي للحياة.  
طبعا ، لن أزيغ عن المضمون الرياضي لكون أن تنتهي بعض البطولات الأوروبية التي يلعب لها ثلاثة عشر دوليا من أسطول المنتخب المغربي، بالطريقة التدريجية والوقتية بين دولة وأخرى مع أن هولندا وبلجيكا ليستا أكبر متضرر من الوباء مقارنة مع فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها، وتوقف هذه البطولات يعني مبدئيا حل لقضية كبرى في الملاعب التي تجمع الآلاف من المناصرين، وحل يغني عن المخاطرة والمخالطة حتى بين أركان الملعب ولو بدون جمهور، لأنه حتى بتواجد ما يقارب عن أربعمائة شخص من موظفين واداريين وفرق ومعلنين وصحفيين بكل مشاربهم واذاعيين وتلفزيون، سيشكل ضربة أخرى لتزايد أعداد الإصابات، ولن يعطي ذلك أي حل للتقليل من فرص انتشار الوباء.
إلا أنه داخل هذا التوقف العلني للبطولات، أكيد أن الأندية المعنية بهذا القرار، ستكون أكبر متضرر في عملية دراسة المرحلة القادمة المجهولة تدبيرها مع زمن الوباء إن استمر على حاله في الانتشار ولم يتوقف نزيفه حتى بأقوى حالات الطوارئ، وسيكون لتعطيل حركتها بشكل نهائي في غياب الموارد المالية أثرا كبيرا قد يجرها إلى الإفلاس أو بيع نجومها لسداد الديون، صحيح أن الأندية العالمية الكبرى مهما تضررت كثيرا جراء الوباء، حريصة على احترام عقود شركائها العالميين، وحريصة على تأدية أجور عامليها الإداريين ولا أقول اللاعبين، لأنهم وإن تضرروا نسبيا فخزائنهم لا تعد ولا تحصى في المشاريع الكبرى، ولكن من سيتكسر دراعه هي الأندية المتوسطة وأقل منها على كل المستويات سيما بالأندية الفرنسية المعروفة بالإسم وكذا البلجيكية الأقل شهرة من فرنسا، وقس عليها أندية هولندا الهشة أي تحت رباعي أجاكس وايندوفن وفاينورد. 
وداخل هذا التوقف أساسا، أجبر اللاعبون ومن ضمنهم 13 أسدا دوليا في البطولات الثلاث التي توقفت عن الحركة، على الدخول في عطلة سنوية مبكرة لن تكون أصلا عطلة معنوية من خمسة نجوم، ولكنها عطلة من نسيج الخروج من بؤرة الندم والحجر المنزلي إلى عطلة شخصية لا يتحكم فيها النادي على أمور اللاعب، ما يعني أن فرص إسترجاع اللاعب لمقوماته الذهنية والمعنوية ستكون لها إنعكاسات سلبية بعد العودة إلى الميادين على وقع انتظار ما إذا كان الوباء قد زال أو استمر في نهش الأرواح. وهنا تكمن القضية الكبرى ليس على أسود المغرب المتواجدين في عطلة ولكن على سائر لاعبي أندية البطولات الثلاث، إذ عطلة السنة، لن تمر بخير على الإطلاق مادامت السفريات ملغية، والمطارات مقفلة والموانئ معطلة وحركة التنقل في مدن البلدان أيضا لها معاييرها النفسية الضاغطة، فكيف للاعبين جملة وتفصيلا أن يعيشوا عطلة سعيدة للعودة إلى الميادين بروح معنوية، وواقع الحال يقول أن الندم سيتوارث في الحجر المنزلي أو المحلي نسبيا في أسوإ سنة تاريخية يعيشها سكان العالم؟ بل لن تكون عودة اللاعبين محمودة لدوافع قد تسبب الإكتئاب والرجات النفسية لما يشاهدونه ويتعايشون معه تلقائيا مع الإصابات والموتى والخوف من العدوى.  
وتفاعليا مع سفرائنا بفرنسا وهولندا وبلجيكا، هل يدرك الناخب الوطني ما معنى أن يعيش أسود الأطلس هذا الغبن المنهجي لعطلة ندم فوق الندم، وبالتالي من المفروض على الناخب الوطني أن يقرأ عودة الدوليين إلى المران  بعد انقضاء عطلتهم بميزان التواصل والتحذير من المخاطر سيما وأن الوباء سيستشري إلى ما بعد الخريف القادم على مستوى التبعات والإنتظارات والتخوفات. ولذلك يبقى على اللاعبين 13 أن يكونوا على حذر تام من أن العطلة ليست هي عطلة العمر التي قضوها في السنوات الماضية، بل هي عطلة حبسية  ونفسية مهزومة ستعيدهم الى الشغل تحت عوامل أخرى لا ندري عواقبها على مستوى الأزمات الإقتصادية، قبل أن تكون دوليتهم بالمنتخب الوطني سؤالا كبيرا يجب وضعه من الأن على الناخب لإحاطة الجميع بما يمكن أن تقدمه الج امعة الملكية المغربية من دعم معنوي ومادي لمناقشة فصول الإقصائيات المفترض أن تستهل في الخريف القادم .