لا ترتبط لعنة الفشل المرافقة لهذا الورش «الإدارة التقنية» بالجامعة الحالية فحسب، بل هو الفشل له عروق متجذرة تعود لسنوات إختلفت فيها لغة الخطاب والمقاربات، والنتيجة واحدة فشل ساحق وبلغة رقمية لا تقبل أدنى نقاش. 
ومن يعترض  على كلمة الفشل ويرى أنه مبالغ فيها، فليستحضر نكبات المنتخبالت السنية من الفتيان للشبان مرورا بمنتخب أقل 20 سنة لغاية المنتخب الأولمبي. وما غياب شعلة أولمبيينا عن طوكيو للمرة الثانية تواليا بعد أن كانت لندن آخر فضاء ظهرت فيه، إلا دليل على كلمة الفشل رغم وخزها العميق وهو واقع ينبغي قبوله. 
إلا أنه لا زحد كان يتوقع وأمام ما تم رصده لهذا الورش مع الجامعة الحالية، أن يكون مآله النتيجة إياها التي تحدثنا عنها، ملايير السنتيمات وتقليعات تم تجريبها ووصفات تم استخدامها والإخفاق واحد . 
ولم نكن فعلا بحاجة لصرف نصف مليار سنتم باعتراف عراب الكرة الحالية بنفسه، وهي تكلفة مكتب أبحاث  ودراسات بلجيكي ليعري عن واقع الفشل الذي أفضى بقوة القانون والأهداف لفسخ عقد ناصر الذي لم ينصر  الورش التقني كما أريد له وكما جرى التخطيط له.
رأي أبسط متتبع على ناصية مقهى وطالب شغوف باللعبة لغاية إعلامي مواكب بالرصد الرقمي والإحصائيات، كان كافيا ليجنب الجامعة تلك التكلفة ويقول لها ما قالته اللجنة البلجيكية «لاركيط فشل». 
رحل لاركيط وتطلعما جميعنا لاعترافات جريئة لفوزي لقجع وهو يجهر أن أكثر ما أضناه في فترة تسييره هما أمران  
«الإدارة التقنية والتكوين» ولهما أوجد  عشراتالمناظرات  قصد استجلاء ومعرفة مكمن العلة والداء.
إلا أن المفاجأة كانت صادمة وربياح التغيير التي هبت، فقد هبت بشكل راديكالي اجثت كل شيء من أصول ليقدم لنا وافدا وضيفا إسمه «أوشين» أو أوسيان روبير و هو ويلزي، قبل أنه هو مكتشف رايان غيغز وغاريت بيل وناقل ثورة التغيير في بلاد الغال، ومالنا نحن ومال بلاد الغال؟ 
وبعيدا عن ما تداعى مؤخرا من تسريبات وتصريحات حمل بعضها على الجانب الخصوصي  طعنت في أهلية وجدارة حتى لا أقول كفاءة أوشين هذا، فقد كان كل الذي قيل مطابقا لأعمدة سابقة وتحاليل طابقنا فيها الغطاء الفكري والموروث الكروي للاعبينا و ناشئتنا، وقلت يومها أن اللبوس الذي سيحمله معه أوشين لن يكون ملائما ولا لائقا بنا. 
ويكفي اليوم أن نراقب وعن بعد «غولف غاريت بيل» وعقلية هذا اللاعب الويلزي المريضة والتي أتعبت ريال مدريد طيلة 6 مواسم فشل فيها هذا اللاعب في أن ييدخل الأجواء النادي الملكي، بل رفضل رفضا قاطعا ومن تلقاء النفس والتربية الويلزية المعاندة والمكابرة أن تندمج مع المحيط الجديد ليتأكد لنا أن ترجي الخير من أوشين ميؤوس منه.
وحين ينبرى هذا المشرف ليبهدل المدربين المغاربة تباعا وسيسجل التاريخ بكثير من الأسف والإحباط على كل الذين قبلوا على أنفسهم «كاسطينغ» البهدلة وفاق عددهم 84 مدربا، مع رفع القبعة لمن تحلوا بعزة النفس وفي مقدمتهم رشيد عزوزي الموندياللي مرتين و المتواجد في ألمانيا مشرفا على إحدى الفرق هناك٫ و الذي رفض مقاربة الإختبار المهين للكرامة الذي نهجه أوشين مع مدربين مغاربة لغاية الآسف. 
حضر عدد منهم لمركز المعمورة، وقبلوا على أنفسهم إستنطاقا مهينا وتجشم عدد منهم عناء السفر وأهين في الإختبار التطبيقي الذي لا يجتازه عادة سوى الذين على ظهرهم «بلاكة 90» وفي نهاية المطاف ولا واحد منهم إختاره هذا الويلزي مدربا للمنتخبات السنية ليأتي بنكرات وعاطلين برصيد تخت المتوسط ويسلمهم رؤوس ناشئة المستقبل، وهنا يكبر حجم القلق على مستقبل الأسود لأنها فعلا ليست بين آياد أمينة. 
فهل بيرناس أفضل من هشام الديمعي؟ وهل جواو أفضل من طارق السكتيوي؟ وهل سيموندي أفضل من عبد الهادي السكتيوي؟ ولن أسوق المزيد من الأسماء كي لا أهين من جاء بهم هذا الويلزي وحظي بتصديق رئيس الجامعة قبل أن نلامس اليوم بذرات ندم تنبئ بتغييرات أخرى. 
لهذا قلت أنه ورش ملعون  لكن قبل البكاء والتطير من اللعنات، قالوا قديما «اللي ضرباتو يدو ما يبكي» واللي دارها بيديه يفكها بسنيه وعيدكم مبارك سعيد.