شئنا أم أبينا ، لم تمهلنا كورونا لزمن مضبوط حتى نخرج من ضيق الجدران والإحتراق النفسي، بل أعاقتنا لشهر ثان، وكسرت رمضاننا وليال عشره وأعياد صلة الأرحام مع تمديد يزيدنا ضغطا على القلب والدماغ، مع ذلك قبلنا وسنقبل بما يمكن للحياة أن تنتصر في النهاية بحكمة الشعب وقدرة من أمنوا لهذا البلد سياجا روحيا ورجوليا وطبيا وتجاريا واقتصاديا، وهم من يمكنهم أن يتوجوا بالأوسمة لأنهم ناضلوا وقاتلوا وجاهدوا واقفين بلا كلل في سبيل الإنتصار للقضية والإنتصار للحياة، وهؤلاء الرجال والإناث ممن صنعوا الحراسة والعسس والتحسيس والنظام والمقاومة في المخافر والمستشفيات ومواقع القمامات هم من نزكي توسيمهم لأنهم أحاطونا بالرعاية الصادقة. 
لا تهمني السياسة مطلقا ولست من دعاتها، وأكره من يصلها بصوت الشعب ويطغى بجبروتها، ولكن في زمن كورونا، عشنا مع أقوياء المرحلة في القطاعات المعنية باحاطات هذا الوباء، ونجحوا بامتياز في ترسيم جوهر محاصرة الأزمة وإن أبكت الفقراء وأنزلتهم بقوة كبيرة في كل المواقع وبؤر المخالطة في الشوارع والأسواق الشعبية الخاصة بالتبضع لدرجة بدا في الشوارع الفارغة سوى مقاومون للفقر والحاجة وبدرجة غالية نساء في كل العقود السنية. ولا أدري من أين يخرج هؤلاء مع أن الدولة خصصت مراكز الرعاية لأطفال الشوارع والمسنين وغيرهم من الوضعيات الصعبة. ومع ذلك للفقر درجات، هناك من يتسول عادة كشغل قار يدر عليه أجرا يوميا مريحا، وهناك من يتسول للحاجة الضرورية واعالة العائلة المكلومة، وهناك من هو مريض بالتسول، وهناك من يغتني بالتسول. ومع ذلك هم منتصرون للحياة. 
وتهمني الأشياء المسكوت عنها لأنها غول ينخر الأجساد في أوساط التعليم الخصوصي، وكثير من النبهاء والمحللين داسوا على جشع المؤسسات التي لا تعرف الرحمة على جيوب الأباء والأولياء، ولا يملكون حسا للتضامن  في عز أزمة خربت وعطلت حركة وعمل أولياء الأمور ممن لهم شغل قار واضحوا معطلين أمام إستنزاف حقيقي لحرقة النفس والديون وغيرها من أوجاع من داسوا على هذه الواقع بلا شفقة إلا من رحم ربي من المؤسسات النادرة التي عانقت الأسرة بتضامن العظماء، وداخل هذه الزاوية هم من قتلوا الحياة ولم ينتصروا للحياة لأن المال لا يدوم.  
حتى في محراب الكرة، هناك لاعبون يشتكون من فظاعة هذ التعطيل الحركي الذي قادهم إلى العطالة واستنزاف الأموال  المتبقية لأولادهم في نفس المؤسسات الخصوصية، ومعاشهم اليومي، وهناك من انتصر للحياة في هذه المدة لأنه دَبَّرَ كورونا بادخار محصن، وهناك من كسرته كورونا لأته عاش على انتظار مستحقاته حتى قبل الوباء وله دين كبير على المكاتب المسيرة . وهناك من بكى ولا زال بعد ستين يوما وسيزيد من الحجر الصحي من دون أن يجد درهما لإعالة الأسرة ويتدبر الأمور في أصعب مراحل الصراع على الفاقة والحرمان. ومع ذلك ينتصر هذا اللاعب أو ذاك على للحياة لأنه رجل صامد وأبي يشكو ويجد الكرماء من عند الله . 
كل هذه العوامل الإجتماعية الضاغطة تجعل من المغربي والمغربية شخصيات مناضلة ووطنية ويعرفون كيف ينتصرون للمبادئ، وكيف يجمعون الضغط لتفتيته انتصارا للحياة، والفقر كما قلت أولوية تقاس في مثل هذه الطوارئ التي تفضح العيوب، وليس من قال في وقت مضى من الوزراء أن 20 درما يمكنها أن تعيل عائلة في اليوم، وأتمنى أن ينزل أي وزيرأو أي برلماني إلى درجة الفقر ليعيل أسرة بعشرين درهما. ومع ذلك من يعيش بهذا المبلغ فقد انتصر للحياة لأنه رجل. 
نهاية، شدني هذا الموضوع، لأن وقائع كورونا أخرجت الفقراء وكثير من الضعفاء إلى الواجهة، وأحاطتها الدولة بكبير العناية إلا من رفض أن يدخل مراكز الرعاية، كما شدني هذا الإنتصار الرائع لرجال المرحلة في المواقع التي أحاطت بزمام الأمور دون أن تنام مطلقا لشهرين وما يزيد من النضال القومي والأمني والطبي والوقائي والإعلامي والفلاحي والتجاري والمالي في سبيل الإنتصار للحياة والقضية التي يحسد عنها المغرب من الأعداء وعيون من يتفاعل مع التنمية الشاملة بالمغرب بواقع المقارنات مع الشعوب الإفريقية. ومع ذلك، وعند زوال كورونا إن شاء الله، ستعود الحياة الينا بأوجه الإفراج، والى طبيعتنا كدولة سيطرت على الأوضاع بحكمة صانع القرار وموحد البلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده.