ولو أنه اجتهاد يلزم صاحبه٫ إلا أنه اجتهاد مبني  على «القياس» الذي شرعه الإسلام وأصبح قاعدة فقهية وقضائية شائعة لاحقا، فما يقود لمهلكة فهو مكروه أو حرام ومباح كل ما يفضي لمنفعة.
اليوم وفي خضم التجاذب المسيطر على المشهد الكروي ببلادنا، بين مدافع عن طرح عودة الكرة للدوران من جديد لبطولة كسيحة لم يعرف لها رأس من مفاصل هذا الموسم، فلا هي عثرت على محتضن ولا هي انتظمت في برمجتها ولا هي قدمت لوحيد لاعبا مؤهلا لدرجة أن وحيد قال فيها ما لم يقله جرير في الفرزدق، فكان أول من تجرأ على لاعبيها وقال أنهم يلعبون رياضة أخرى غير كرة القدم.
وبين من يرى أن الحكمة وعين العقل يفرضان فرضا، فعل ما فعلته الخالة فرنسا «أجمع و اطوي» وتحرير اللاعبين من حجر نفسي تحول لعذاب نفسي يحتاج مصاحبة علمية مستقبلا كي يتخلص اللاعبون من تداعياته الجانبية. 
الإجتهاد الملزم لصاحبه والمستند على القياس، عاد بي لاستحضار حكاية ‘‘إيبولا’’ التي مثلت للمغرب قرارا سياديا قبل 5 سنوات استماتت الدولة يومها عبر حكومتها، في التصدي لـ«فيطو» حياتو الذي أصر على تنظيم الـ‘‘كان’’ في موعده و تحجج المغرب يومها ببداية تفشي الفيروس قاريا و لو أن بلادنا لم يصلها لا يومها و لا بعدها٫و في نهاية المطاف باسم سيادية القرار والوقاية التي هي خير من ألف علاج قال المغرب» لا، لن أنظم الكان ولنذهب للطاس لوضع البيضة هناك».
اليوم كورونا هي أشد مضاضة، هي أكثر فتكا وتوحشا وقد خنقت شريان الكرة الأرضية وليس كرة القدم فحسب، هي أشد وطئا وقد سجنت أكثر من ثلثي ساكنة العالم ورهنتهم في حجر صحي للتاريخ.
كورونا اليوم هي وباء عالمي وليس إقليميا٫ هي بيننا وحوالينا وأكثر خطورة من ‘‘إيبولا’’ وقد راح ضحيتها المئات نسأل الله لهم فسيح الجنان، ويجهل جهابذة علماء الأوبئة  كيف وأين ومتى يتحرك فيروسها التاجي ...
لذلك، فإن نحن سايرنا ما كان بالأمس قوة قاهرة فرضت على المغرب أن ينسحب و ينتصر لسلامة مواطنيه من تنظيم الكان، فكيف يقرأ كل هذا الحماس لإستكمال بطولة هناك أكثر من صيغة لطي ملفها وصفحتها، ويكفي الله الفرق واللاعبين و عائلاتهم شر التوجس والقلق ...
ولأني سمعت مرارا عن مصطلح «المقاربة التشاركية» لصياغة ورسم خارطة طريق  القرارات الكبيرة، فقد كنت أتمنى إشراك اللاعبين فيما يشبه الإستفتاء والإستقصاء، لمعرفة موقفهم من العودة، وخاصة إشراك الإعلام الرياضي الذي وعلى عكس ما اعتقده كثيرون، واصل اشتغاله في الحجر الصحي ولربما بوتيرة أكبر من فترة ما قبل زمن ‘‘كورونا’’. 
لأنه في تقديري المتواضع، و بغض النظر عن المقارنة التي لا يقبل معها قياس بين «إيبولا الظريفة» و«كورونا المتوحشة» فإن المسألة تبدو أشبه بعملية انتحارية بخندقة 16 فريقا في مدار جغرافي مغلق٫ ولنا أن نتخيل الصيف وليالي الصيف وباقي التوابل الأخرى المحيطة بهذا التقارب في زمن تحث فيه منظمة الصحة على التباعد.
وخندقة إعلاميين في تعقب دورة كل 3 أيام بتقديم مبارياتها ورصد تحاليلها وتحليل نتائجها عن بعد وفي إيقاع جهنمي سيزداد إشتعالا مع حمأة صيف يأمل منه وفيه من أضناهم الإعتقال المنزلي أن يتنفسوا قليلا أوكسيجيين نقيا بعيدا عن ضغوطات المرحلة وما ترتب عنها...
وحين ينضاف لهذه المقارنة بين‘‘إيبولا’’ و‘‘كورونا’’، التقديرات الجزافية لتكلفة العودة بملايير أجدر وأنفع لو تستثمر في قطاعات أخرى أصابها الشلل واحتبست، فهنا يكبر حجم الغموض بشأن كل هذا الحماس لعودة بطولة ستبتلع ملايير السنتميات وفي نهاية المطاف طلب زهرك واش تقدر تكمل...عيدكم مبارك سعيد