ماذا يفهم من الخرجات الجديدة لبعض الدوليين الشباب الذين شكلوا جديد المرحلة لرعيل أسود الأطلس في المستقبل القريب، عندما استغلوا ظرفية كورونا بنشر تصريحات تناقض توجه الناخب الوطني وحيد خليلودزيتش، وأعلنوا تلقائيا عدم اتخاذ قرارهم كل من زاويته الخاصة ؟ ولماذا خرج رفيق زخنيني الممارس بهولندا وياسين بنرحو بفرنسا بتصريحات مستفزة ولا تقبل الجدل ولا النقاش في قضية التطاول على المنتخب الوطني على أنه أخر ما يتم التفكير فيه لدى اللاعبين، وهما من وضع اسمهما من طواعية الناخب الوطني صاحب الرأي القوي والصرامة في التعامل مع هذه النوعية من اللاعبين في لائحة الأسود الموسعة لمباراة إفريقيا الوسطى؟  
قال الدولي الأول رفيق زخنيني «لا أشعر الآن برغبة في اتخاذ قرار ما إذا كنت سألعب للمغرب أو النرويج، ولم أحدد وجهتي بعد وكل شيء رهين بأوانه، الفكرة حاضرة في ذهني والكلمة الأخيرة أكيد أنها ستكون لي. وقال الدولي الثاني: «لم أقرر بعد أي شيء، وإلى غاية اللحظة تم استدعائي في القائمة الأولية، وعندما يحين وقت إستدعائي للمنتخب الأول بشكل نهائي، سأقرر في مصيري، على أي حال، إنه شرف وفخر لي. لقد لعبت بالفعل مع المغرب وسارت الأمور على ما يرام، ولكن سنرى هذا الأمر لاحقا. وعلى كل حال اضع الفريق الوطني في اعتباري .» 
طبعا الفارق بين الدوليين في التعامل مع الفريق الوطني بهذه الصورة يعطي الإنطباع على، أن الدولي الأول أي رفيق متردد حتى مع نفسه في إتخاذ القرار، ولا يعرف أي سكة يختارها نحو طريق الدولية مع أن الناخب وضع إسمه في القائمة السابقة قبل أن يقفل الوباء موضوع المنافسات القارية، ومعنى أن يضعه الناخب في اللائحة، يؤكد أن تواصلا بهذا الأمر كان قد حصل بينهما، أما والحال أن يخرج اللاعب في هذا الوقت بالذات بعد مرور ما يزيد عن الشهرين بتصريح يناقض شخصية وحيد، فيعني أن الناخب كذاب في التعامل مع الرافضين بالصرامة الملزمة، أما الدولي الثاني ياسين بنرحو ومن خلال ما يستشف من تصريحه، أنه يزيغ  نحو الكبرياء والتعالي وينظر إلى الأمور بصيغة أن ينادى عليه رسميا وليس في اللائحة الموسعة وبعدها سيقرر، وهذا ما لا نقبله منه أو من أي لاعب يرى نفسه موضوع نقاش ويجب أن يبعد نهائيا من الأجندة الأساسية، لأن هذا السلوك وإن احترم اختياريا على مستوى تقرير المصير، فيعني في المقام الأول، أن تسيبا إعلاميا للاعب الذي خرج عنوة وبلا سبب، سيحدث رجة قوية في الاوساط المغربية، وثانيا سيضع الناخب في خانة المنقلب عليه، وثالثا سيحكم الناخب لإتخاذ قرار منع أي لاعب كيفما كان نوعه للتخاذل واسترخاص قميص دولة. 
ما أعرفه أن والد ياسين بنرحو كال المديح لإبنه وأكد أنه سيحمل قميص الأسود إذا نودي عليه رسميا في الفريق الأول أي بنفس توجه اللاعب ذاته في التأكيد على الحضور رسميا وربما الإلحاح على اللعب في التشكيلة الرسمية، لكن هذه الأمور لا تناقش بهذا الشكل لأنها تعتبر أمرا مرفوضا جملة وتفصيلا، والمنتخب الوطني منتخب أمة وشعب ولا يساوم فيه أي كان محترفا محليا أو محترفا بأوروبا. ولذلك فإن ردة فعل رفيق وخنيني وياسين بنرحو  والخروج بمثل هذه الدلالات الشخصية لهما تخصهما بمطلق العبارة، وسينظر إلى هذا الموضوع بصرامة الإبعاد الكلي عن أي لاعب يرى نفسه فوق الجميع.  
وما أعرفه، أن هذين اللاعبين وبقية الأسماء الأخرى التي كانت قد أعلنت اختيارها لدول أخرى وتراجعت مثل أيمن برقوق الغائب عن التنافسية المطلقة مع دوسلدورف الألماني، وعبد الحميد صبيري مع باديربورن الألماني ونسيم بوجلاب مع شالك الألماني، لا يمكن الوثوق بهم جميعا إلا من خلال قياس درجات الإختبار النفسي والوطني في قادم الايام باستثناء بنرحو وزخنيني اللذين أشعلا فتيل الإنطلاق القوي للتارجح في القرار تمهيدا لدخول البعض نفس الدوامة دون أن يتعلم هؤلاء مقدار وقيمة زياش وحكيمي وأمرابط وأكثرهم تألقا اليوم في أقوى الأندية العالمية. ومع ذلك إحتضنوا قميص وطنهم بشرف العظماء، مع أن هذا الرعيل الصغير لا يوجد مطلقا وبنفس الأعمار في أشهر الأندية العالمية.   
طبعا تبقى الفوارق مختلقة والعقول شاردة والتأثير الأسري مغيب وحاضر بين الإقناع ، وترك حرية الإختيار، والحقيقة هي ما ترمى اليوم في مزابل تصريحات غير مبررة لشباب غير ناضج في التعامل مع المستقبل الدولي ، وبالتالي ، لا يمكن أن يتعامل مع مقاصد المترددين إلا بالرد الصارم والتجاهل المطلق، ولا يهمنا لا بنرحو ولا زخنيني ولا غيرهم إلا من رحم ربي من نبلاء الكرة الوطنيين  ببصمة المغربي الحر.  
ترى ماذا سيفعل وحيد مع هذا الجديد الذي إنقلب ضده؟
عــيدكم مـبــارك سـعيــد