«إنها مؤامرة دوبل أحمد»، هكذا عنونت صفحة الترجي ولخصت شهادة رئيس "الكاف" أمام هيأة «طاس» التي عرى عبرها عن قذارة فكر وسلوكيات بعض مسؤولي أولاد السويقة، في نهائي رادس قبل عام حين كشف أمام الجميع ما تعرض له من أبشع أساليب التهديد والترهيب و الوعيد، ليقول أمام قاضي الهيأة «نعم أعترف وأقر أمامكم> حمدي المدب سبني أمام الجميع وهددني باندلاع ثورة في الملعب ما لم أسلمهم الكأس».
فجأة أصبح أحمد «دوبل أحمد» وهم من تغنوا به قبل فترة وقد حظي باستقبال بوشماوي والجريء بعد ذلك النهائي العار، وقدموا له تذكارات وهدايا وهو يرتدي «الفوقية التونسية» يجول بين مرافق الإتحاد.
وبدل أن يتحدث بعض المحسوبون على هذا الفريق عن صحوة ضمير عراب الكاف، وارتكابه خطأ فادحا لما رضخ لضغط التوانسة بالإنسحاب من «كان مصر» إن هو جرد الترجي من لقبه، فلم يحضر للإدلاء بنفس الشهادة أمام لجنتي التأديب والإستئناف التابعة لجهازه قبل أشهر، وهو ما كان سيجنبه لا هو ولا الترجي كل هذا الحرج الذي هم عليه اليوم، ها هم قد ابتكروا جديدا وقد أكدوا أن هذا الشهادة لها مقابل، وهو أن يحظى أحمد أحمد بدعم المغرب لولاية ثانية.
لكن ماذا عن أوماوري وولد يحيي والبنزرتي؟ لنأخذ البنزرتي شيخ المدربين في تونس، وقد أصيب بالسعار في مروره مؤخرا في برامج حوارية تلفزيونية غير بعيدة عن مقر نادي الترجي سوى بمسافة أقدام.
البنزرتي قال وعاد ليقول: «إذا كانت شهادتي بأننا داخل الوداد لم نكن نعلم بعطل الڤار، وأننا لم ننسحب من المباراة كما ادعوا علينا تعني أنني غير وطني، فليكن كذلك فالوطنية ليست أن تشهد الزور ولم أكن يوما كذلك».
وتابع البنزرتي: «لقد مورس علينا تدليس كبير في حكاية "الڤار" وأنا أقر وأشهد بهذا، ومن لم يعجبه الوضع فهو حر».
لذلك هي الرحى التي تدور حول المكشخين، فلا هم استلذوا نشوة وحلاوة التتويج المسروق ولا الوداد مكنهم من إلتقاط الأنفاس، ولا هم أقنعوا العالم أن كأسهم حلال.
وبالعودة لصحوة ضمير صديقنا أحمد، فإن هذه الصحوة قد يكون لها ما عليها، وفي تقديري المتواضع ونصيحة للملغاشي لو يأخذ بها، سيكون قد أراح و ارتاح بأن يحزم حقائبه ويغادر مكتبه بالقاهرة ليسلم العهدة والأمانة لآخر.
فما حدث خلال ذلك النهائي وتداعى بعده، هو من صميم المسؤولية التقصيرية لجهازه ونتيجة لتخبطها الكبير وفشلها الذريع في إعمال مقاربة الفصل في هذه النازلة حتي تشابكت خيوطها وتعقدت.
صحوة ضمير أحمد قد تكلفه منصبه، لأن « الطاس» وقد أيقنت أن هذه الورطة من تصميم وإخراج هذا الجهاز المسوس، قد تعمد لحله  وقد تخدم توجهات إينفانتينو المتوثب والمتأهب للإنقضاض وتحين هذه الهدية ليقطع رأس الملغاشي.
صحوة ضمير أحمد أغضبت وستغضب إينفانتينو، لأن الأخير في كونغرس الفيفا في باريس قبل عام تملكه سعار كبير لما حكمت لجنة طوارئ الكاف بإعادة مباراة الوداد والترجي، ويومها كان قد همس لأحمد بألا يفعل كي لا يربك له مونديال الأندية الذي كان يحتاج لمعرفة ممثل إفريقيا.
واهمون من يعتقدون أن أحمد قدم شهادة باسم «الضمير»، فقد قدمها وهو موقن بمسألتين: إن لم يشهد طوعا فقد كان الوداد سيعرض تصريحاته مسجلة أمام ذات الهيأة وقد جهر بها أحمد لأكثر من منبر اعلامي وحينها كان سيخسر مصداقيته ومعها سيخسر المغرب للأبد.
مرة أخرى أعود لأكرر، ما على أحمد «بيس» سوى أن يترجل عن صهوة الجواد ويتنحي جانبا، ففي عهده خيرات وبركات وبدع وارتجال وتخبط ما عاشته الكرة الأفريقية قط، في عهده بلدان يسحب منها التنظيم وترحيل للمسابقات وأجندات غامضة وشهادة ضمير  تأخرت كثيرا، وكل هذا العجين زادته «كورونا» خلا وحموضة.