في الوقت الذي يعلن فيه السلوفيني رئيسا اليوفا تحديا صريحا لمنظومة الكرة الأوروبية، مؤكدا فيه ومن خلاله أن كأس أوروبا المقبلة ستلعب في تاريخها وفي المدن التي استقر عليها الإختيار، يجد أحمد أحمد نفسه في متاهة كبيرة وهو الذي اختلطت عليه الأمور بين فيروسي كورونا وفيروس التربص به لعزله من منصبه. 
قبل شهرا من الآن ناظر أحمد أحمد، وقدم إفادته لـ«لوموند الفرنسية» ليؤكد لها أنه من السابق لأوانه الحديث عن تنظيم الـ«كان» أو تعديل موعده مضيفا بأنه يثق في أن المسابقة ستلعب في موعدها وفي الكامرون. 
لم يقدم أحمد توضيحات إضافية بشأن هذه القراءة السوريالية لمشهد كرة إفريقية تتناطحها أكثر من عنزة٫وقد أورد مؤخرا سيناريوهات اقترحها على المغرب ومصر تحديدا للنظر فيها والرد عليه بشأن ما بقي من مواعيد العصبة والكونفدرالية، وإن كان صديقنا الملغاشي سيصدم حين يتلقى لا من الغريمين هنا بمعية الحسنية ونهضة بركان ولا من القطبين بمصر الأهلي والزمالك بتحالف مع بيراميذز جنوحهم للسناريو الثاني.
السيناريو الثاني هو الأكثر مطابقة للمنطق، كون فرقنا الوطنية لن تجهز كما ترتضي أهواء من صاغ السيناريو الأول لتلعب متم يوليوز وهي التي احتبست وانقطعت لـ 3 أشهر ونيف عن التدريبات الجماعية، ومستحيل تصور أنها ستذعن لرغبة الكاف كي تنقذ برمجتها على حساب مصالحها.
لذلك هيأ صديقنا أحمد خطة «كورونية»جديدة مستوحاة من قوة الجائحة القهرية، بأن أعلن إلغاء الأدوار التمهيدية لمسابقتي العصبة والكونفدرالية المقبلتين، مع احتمال تأهل الرباعي الذي سيتصدر مجموعاته مباشرة لنصف نهائي المسابقتين وتجاوز دور ربع النهائي كاملا٫وكل هذا لربح تواريخ إضافية امتصتها كورونا. 
لكن بين هذا وذاك، أي مقاربة وأي رؤية وأي توجه للـ«كاف» بشأن الـ«كان»، وقد تبقت 4 جولات ماراطونية في التصفيات ولا إتضاح للصورة بشأن عودة التحليق الجوي في المنظور القريب بين كل بلدان القارة هذا أولا.
ثانيا، يبدو مستحيلا ما لم تحدث معجزة أن تقام المباريات التصفوية المقبلة قبل شهر نونبر إن شاء الله وبعدها إجراء مراسيم قرعة النهائيات ليقام الـ«كان» كما ارتضاه أحمد في الشتاء بعد أن كان هو من حوله للصيف.
وثالثا، وهنا يقف حمار الشيخ في عقبة مدغشقر، موقف الكامرون الغامض والتي ما إن أعلنت تأجيل الشان وتعليق النشاط الكروي بالبلاد وإعلان بطل جديد قبل نهاية الموسم، بسبب تفشي وباء كورونا فيها حتى جمدت كل أشغال الصيانة وتجديد مرافق الملاعب المرشحة لاحتضان الـ«كان» باستثناء الملعب الرئيس جابومي؟ 
وسيكون مدعاة للشفقة على الـ«كاف» أن تعلن وهي التي تحدث رئيسها قبل أشهر بعودة الـ«كان» للشتاء بسبب إستحالة تنظيمه في الكامرون صيفا، أن يبرر لنا ماذا لو قرر إعادته للصيف كما حدث في مصر وياله من تناقض صارخ سيسقط في براثينه؟ رغم أن هناك من لا يثيرهم الأمر ويؤكدون أن هذا الجهاز طالما سقط في أكثر من محظور، وهو الذي غير مواعيد مسابقات وقبل بترحيل ونقل تظاهرات من هذا البلد لذاك ونفى نهايات مثل السوبر للدوحة وهلم شرا، من قطع شطرنج عديدة غير أحمد أحمد تموقعها؟ 
وما يهمنا داخل كل هذه اللخبطة التي تعيشها رزنامة المسابقات محليا وقاريا، أن يدلنا جهاز الكاف على موقف رسمي وقار من حدث كبير إسمه الـ«كان» متى وأين سيحط الرحال؟ 
فلا يمكن للـ«كاف» تصور أن تستفيد من مرونة فرق أوروبية وخاصة الأنجليزية، التي تعارض تسريح لاعبيها في تواريخ الفيفا فما بالك فيما يقكر به أحمد، من أن تمكن المنتخبات الإفريقية من محترفيها خارج هذه الأجندة والرزنامة، لذلك يبدو وفي تصوري المتواضع لعنة ربط الكان بالكامرون ستتواصل مرة أخرى.
فقد سحب كان 2017 من الكامرون، وسحب نهائي عصبة الأبطال من الكامرون، وسحب الشان من الكامرون أو تأجل تنظيمه في الكامرون، والـ«كان» المقبل في الكامرون مجهول التاريخ وربما يعلن البلد إنسحابه الطوعي؟ 
فهل يملك أحمد الجرأة ليفعل ما تسرب من دائرته الضيقة باعتماد ترتيب الـ«فيفا» لإعلان المؤهلين وكفى الله المنتخبات شر المباريات في التصفيات ؟؟؟