الأمر طبعا لا يتعلق بالمنظومة الإحترافية في الإعلام مع أنه واقع تعدى الخطوط الحمراء في زمن العولمة، وأضحى الذباب الإلكتروني يجثم على كل القنوات التواصلية بلا مهنة ولا احترام لصاحبة الكلمة المقدسة ، بينما الأمر يخترق باب الكرة والرياضة في زمن حجر صحي أفرغ الكثير من المحتويات اللسانية، وخرجت علنا لتدافع عن مشروع إلغاء البطولة، ولم تدافع عن الاستئناف المشروع لأسباب غير منطقية ولا موضوعية. بينما واقع الأحداث يؤرخ لاستعداد كافة الأندية وعلى لسان مسؤوليها في ترجمة إستئناف النهاية الحثمية لفصول البطولة المتبقية.  
حثما سأضع أسئلة متعددة  على من اختار طريق الالغاء لكون لاعبي البطولة ليسو على استعداد لمواصلة المشوار لأنهم تغيبوا عن الممارسة لثلاثة أشهر. طيب، ما الفارق بين البطولات الأوروبية بكل تصنيفاتها من القمة إلى القاعدة، وبين بطولتنا المغربية بنفس الروزنامة والوباء والحجر ؟ هم رجال ونحن ماذا ؟ ما الفارق بين حجر صحي إنفرادي وفق برنامج خاص بأوروبا للاعبين يملكون كل السبل المريحة للتدريب، وبين المغرب حتى ولو قيل أن المحترف المغربي يتمرن في صالة أو سطح منزل أو منتزه إقامة أو في فضاءات مجاورة ؟ وما الفرق بين نفسية اللاعب الأوروبي وبين نفسية اللاعب المغربي ولو أن هناك فوارق نسبية في الأجور والإستقرار ؟ وما الفراق بين لاعب يتفاعل أو تفاعل مع برنامج الحجر أوروبيا وبين لاعب مغربي كسول ولا أعتقد أن يكون كذلك في حجره الصحي؟ وكيف تفاعل المدربون مع الوباء تدريجيا بالأنظمة التقنية والغدائية والخروج التدريجي إلى المران الجماعي ومن دون لقاءات ودية ؟ وكيف انسجم مسؤولو الكرة بالمغرب مع تفاعلات الوباء داخل قنوات الأشتغال مع اللاعبين طبيا ونفسيا وتقنيا ومعنويا ؟  
أعرف أنه من غير المعقول أن نختفي وراء الوباء والحجر لنقول أن لاعبي البطولة لا يمكنهم الدخول في التباري إلا بعد أربعين يوما لاسترداد اللياقة البدنية، والعكس هو الصحيح لأن أندية بعينها دخلت المرحلة الثالثة في التحضيرات، وأندية أخرى تقول من الآن أنها مستعدة للعب وقت الإشارة إلى ذلك، وأندية أخرى بها ترددات ومع ذلك مستعدة لإعادة الإنطلاق. أما وأن نرمي بالكلام هنا وهناك لغياب المعلومة، فسنحكم على لاعبينا بالكسالى والمحترفون المزيفون، والظاهر أن أنديتنا تقارع بطولات أوروبية من أصناف متعددة في الأداء والهوية والندية وبقدرات تفوق الريادة الإفريقية. ولا أعتقد أن يوسيفية برشيد ولا نهضة الزمامرة ولا سريع وادي زم سيقولون أنهم من كوكب آخر ما دامو اليوم في قسم محترف من الدرجة الأولى، ومدربوهم على درجة من الوعي الإحترافي في الكرة وليس المال.
لا أعتقد مطلقا أن أنديتنا لا تريد الإستئناف، ولا حتى الجامعة تريد الألغاء لكونها منشغلة بالرد الإفريقي للأندية المؤهلة لذلك، ولكن ما هو بديهي أن استفتاء اللاعبين إن طرح على الأرض وقالوا أنهم لا يريدون الإستئناف، فهم أصلا غير مؤهلين لأن يكونوا محترفين ولا دوليين، ولكن في إعتقادي أن هذا المنحى غير موجود على الإطلاق لدى فكر وعقلية اللاعبين، أولا من منظور حوافز اللاعبين لاسترداد ما ضاع لهم من منح، وما استنزف منهم للعودة الشرعية، وأكثرهم يتلهفون للعودة (توحشوا الكرة)، وثانيا من قناعات السطوة على الأحداث والعودة إلى الميادين بأقصى سرعة، وثالثا للتفاعل مع الأهداف المطروحة لدى النادي خلال موسم لا يمكن أن يتوقف عنوة ؟ ورابعا لاستكمال مشاكل المؤجلات التي قد تكون فوضوية إن أعلن عن الإلغاء ؟ 
إن كان من يقول أن اللاعب المغربي ما زال يعيش على صحن (البطاطا والمرقة) بعد التداريب، فهو خاطئ، أو تفاعل مع نظامه الغدائي في الحجر الصحي بنفس الوصفة، هو خاطئ، لأن جيل الكرة اليوم يعيش على أصناف متعددة من الأنظمة الغدائية السريعة حتى مع أسرهم أو عائلاتهم، ولا يعقل أن يكون لاعب الحجر الصحي قد أخل بالنظام التدريبي والغدائي لأنه كان مراقبا في منزله تواصليا مع مدربه، ثم دخل المراحل المتقدمة من التدريبات لنقص الوزن. فلذلك، علينا أن ننظر إلى هذه الامور كلية وليس إلى جزئيات قليلة قد تضع اللاعب في محراب السؤال الكبير، لماذا خان النادي بالتهاون في برنامجه الصحي ؟  
في النهاية، حز في نفسي أن يتجاهل الوزير الأول قطاعا رياضيا به آلاف الرياضيين من يعيلون أسرهم من ذوي الفئات الهشة والفقيرة وحتى المتوسطة، وغض الطرف عن رياضة شعبية تعتبر استثمارا للبلاد لا منتجعا ترفيهيا عساه أن يعجل بقرار استئناف البطولة من خلال التفاعل مع الجمهور المغربي، والحالة هاته أن الرياضة لا تدخل في حزب العدالة والتنمية ولا في برنامجه الحكومي إلا رياضة المشي في الطرقات. 
وفي النهاية، نريد ردا من وزير الشباب والرياضة الجديد، وسؤالا من نواب الأمة لرئيس الحكومة.