«داخلنا عليكم بالله، واش الوزير ولا المدير ولا السياسي ولا الموظف السامي وغيرو وووو ما تايدربوش وما تايتريضوش؟». 
اذا كان الجواب بلا، فهو النفاق بعينه، وإذا كان الجواب بنعم فأكيد أن هؤلاء يشعرون بالراحة والإسترخاء، لأنهم تدربوا من أجل الصحة والعقل السليم ولو في الطرقات أو الحدائق أو الأرصفة، ولكن هناك شعب رياضي يحترف المهنة ويأكل ويقتات من الكرة والرياضة بأجر شهري ومنح مثلما يتقاضى الوزراء والمدراء والموظفون وغيرهم من الأجراء رواتب شهرية لعملهم اليومي، ويكذب من يقول أن الرياضة ترفيه ومضيعة للوقت لدى أناس أدركوا بعد مرضهم أن الرياضة كانت ملاذا لشفائهم.
طيب، سنأتي عند السؤال الطبيعي لدى الطبيب عندما يكشف على المريض سواء كان من القمة إلى القاعدة، هل تمارس نوعا من الرياضة أو على الأقل تمارس المشي للمساعدة على تحريك كل شيء في الجسم كإحماء جوهري أو «ريجيم سيك بقلة الأكل والرياضة؟ »، طبعا سيكون جوابك مرتبكا أو عفويا لأنك تمارس أو لا تمارس أو تتهاون في الوصفة، ولكن في النهاية أن الطبيب يلزمك بالرياضة لأنها علاج للصحة، صحيح أن الرياضة من هذا الإقناع الطبي تضعك أمام خيار المشي في الطرقات وبلا أجر، ولكن في المنحنى الثاني أصبحت الرياضة استثمارا عالميا، ومنتوجا خرافيا يفوق ميزانيات الدولة، وموردا للعرض والطلب كما هو الشأن في السلع والإقتصاد، ولذلك يبدو الإختلاف واضحا بين ترفيه رياضي للعائلات والشباب وغيرهم ممن يقترنون بالوصفات الطبية، وبين رياضة تضرب عصفورين بحجر واحد هو المال والشهرة، وهذه هي الحقيقة التي يشتهر فيها الرياضيون على الساسة وغيرهم، فأين غاب من قالوا يوما ان الرياضة والكرة هي مجرد مجال ترفيهي؟ بينما واقع حال أقل نجوم العالم يتحصلون على كنوز الدنيا ويبنون القصور في بقاع العالم من غير دولهم لمجرد أن الرياضة أصبحت تنعش اقتصاد الدول من صلب الأندية وصلب الإيرادات في سوق الشركات الكبرى للأندية. 
ألا يعرف السياسيون وأصحاب البرامج السياسية في أحزابهم أنهم أخلوا طريق الإستثمار الحقيقي في مجال الرياضة، وأبدعوا في إعادة الصيغ المملة لحملاتهم البائسة لتقليص الفوارق الإجتماعية ومحاربة الفقر والتشغيل وغيرها من المجالات التي ما زالت تستغيث إلى اليوم بدون حلول منذ زمن بعيد إلى اليوم، بينما الرياضة تطورت منذ زمنها الذهبي إلى اليوم بشكل مقلوب وفي عهد عقول مسيرة لا تؤمن بالإستثمار، ألا نستشعر اليوم أن الفقر تنامى، والتعليم استشهد، والصحة تمادت والبطالة تفاقمت في مغرب أصبح من الدول النامية في السحر الذي راكمته العناية الخاصة لصاحب الجلالة حفظه الله وأدامه لنا جميعا، ألا نستشعر أن هذه الرياضة التي عششت فروعها زكاما دائما لأسيادها، ليس لها مضخات ولا مساعدات ولا موارد في ظل وجود خامات وجواهر قادمة من بؤر الفقر هي بحاجة لفتات أجر شهري وليس لتطويعها بالصبر والمعنويات والهروب من الواقع، أبدا ليست هذه الرياضة التي نأملها بهذا التنكر المفضوح من القاعدة إلى قمة التحكم فيها كقطاع، وليس هذا هو التقدم الذي نريده من صناعة الأجيال التي ماتت من دون خلف.
في زمن كورونا، تعرى واقع الرياضة، وظهر للعيان كيف لا يسند هذا القطاع بدرجة عالية من القيادة الحكومية كما تحلت بها الشعوب الأوروبية الأكثر تضررا من المغرب، ورفعت الستار لتستمر الأندية في سياقاتها البرامجية وببرتوكول صحي غاية في النموذجية، واحتراما للأجندة والتعاقدات وغيرها من الأمور التي تجعل من الرياضة حركية مالية لا تموت، أما نحن في المغرب، فلا نستغرب لحكومة تقرأ كل شيء في الفقر، إلا الفقر الرياضي ليس في مؤسسات الأندية، بل في من يلعب على الأجر لإعالة العائلة،  وهذا هو مربط الفرس عندما يتحدث عن الهشاشة والفقر في برامج الأحزاب السياسية وحتى البرنامج الحكومي إلا الهشاشة والفقر في الأوساط الرياضية المنبوذة، وكورونا التي أوقفت الأنشطة الرياضية، أوقفت بالفعل نظام الأجور مع سبق الأصرار لأنه حتى قبل كورونا إشتدت الأزمات وعانى فقراء اللاعبين من نزيف المستحقات التي تعيلهم، فمنهم من وضع في الحجر الصحي بلا مورد عيش، ومنهم من باغثه مالك المنزل بالإفراغ أو تأدية ديون الكراء، ومنهم من أصبح يضع الصينية لسد لقمة العيش، لكون الرياضة في نهاية المطاف قطاع مشغل وسوق مدبر لازمات التشغيل وليس مضيعة للوقت والترفيه والريجيم في نظر «الكروش الشبعانة». 
كنا وما زلنا ننتظر قرار الحكومة في إطلاق الأنشطة الرياضية تدريجيا وعلى الأقل أندية كرة القدم، ولكن لغاية الأسف، فلا سياسي البرلماني والإستشاري غيور على الرياضة، إلا شعرة واحدة أطلت بهمزة سؤال وزاغ عنه السي سعد الدين العثماني في أروع مراوغة لرونالدو وميسي لا تنسى، وهو ما يعني أن الكرة ولا الرياضة لا يعتد بها في هذه الأرض السعيدة في انتظار مستقبل حزب قادم للسنوات القادمة عله يكون مفتاحا للإعتراف والإستثمار والشغل.