بالتأكيد سيضع ترحيل كأس إفريقيا للأمم إلى يناير 2022 بقرار رسمي من الـ‘‘كاف’’، كافة المنتخبات الإفريقية في موسم أبيض وبلا أجندات رسمية وحتى الودية منها من منطلق تواريخ الفيفا في عز تبعات الجائحة، وحتى ترحيل إقصائيات كأس العالم إلى أوائل أو صيف العام المقبل، سيخلق عطالة دولية طارئة وعطالة تقنية مؤدى عليها بنصف شغل وعن بعد ليس إلا.  وبطالة المنتخب المغربي أساسا ستضع الجمهور المغربي بمعزل عن اللقاءات الدولية والودية، وستؤرق الجامعة في التعامل مع الإستحقاقات المقبلة لإقصائيات كأس إفريقيا المتبقية والمفترض أن تكون في نفس شهر مارس المقبل كما عهد لتنظيمها شهر مارس الماضي وتم الغاؤها لتفشي الجائحة، وبطالة المنتخب ترمي فقط الى نصف بطالة تقنية لطاقم تقني بعضه يشتغل تواصليا عن بعد مع الدوليين والمحليين، وبعضه من المعدين ومدرب الحراس في عطالة دائمة.  
 وخلال هذا الموسم الأبيض، لن ينشغل الأسود بمحطاتهم الدولية مطلقا، بل سينهمكون في ترسيم موسم بطولي مع انديتهم كل من موقع حضوره في البطولات المحلية أو الكؤوس الأوروبية، وسيعززون مواقعهم التداولية في التنافسية كما هو الحال عندما يقاتلون اليوم في منصات البرمجة الإستنزافية، وسيواصلون المسير في ظل جائحة تسري بسريان الإنتظارات للموسم المقبل على وقع عودة الروح الجماهيرية. وبالطبع لن يكون المنتخب الوطني داخل هذه السياقات، لأنه معزول تماما عن الإستحقاقات حتى الربيع المقبل. إلا أن السؤال الكبير الذي يفرض نفسه على واقع الأحداث، هو كيف سيشتغل الناخب الوطني مع مساحات فراغ شهرية ومتداولة الى حين الإعلان عن أجندة المباريات الدولية والودية ؟ وكيف سيؤسس قراءاته الخاصة لهيكل المنتخب الوطني في عز الإنتقادات التي وضع فيها على وقع الإعلان على قائمة موسعة من 49 دوليا في وقت سابق تأهبا لملاقاة منتخب إفريقيا الوسطى؟ 
عطالة الناخب وحيد خليلودزيتش اليوم، ستجيبه فعلا عن هذه الأسئلة وإن وجد خيوطا منها في الحجر الصحي بفرنسا، والإجابة هي أن الرجل أخطأ في التصورات والإختيارات لما هو مستجد من الأسماء التي عبرت لاكثر من مرة عن سلوكات غير وطنية محضة وبعضها يتريث في الإختيار، والبعض الآخر يتردد. وهذه المسلكيات وضعت الرجل في معيار التناقض البديهي لتصريحاته بين قوة الإختيار والضرب من حديد على المترددين، وبين معاودة التواصل والإقناع لفيلق أكد أنه لا زال مترددا في عز الحجر الصحي وكانت أسماؤه موضوعة في اللائحة الموسعة لمباراة إفريقيا الوسطى. وطبعا تتأسس الرؤيا اليوم وغدا على فريق وطني مريح في التعامل معه بكامل الحرص والجدية اللازمة في الإختيارات المقنعة وليست العاطفية بالرغم من أن خيوط الشيخوخة بدت تعلو جبهات بعض الدوليين .  
عطالة الناخب الوطني اليوم ستمنحه مؤشرات عملية داخل الدار المحلية بالتردد على الملاعب الوطنية لاختيار الرعيل اعتبارا الى أن هذا الصيف الحارق وبداية الموسم المقبل يمنح للرجل القدرة على التكيف والمقارنات بين المحترفين باوروبا والمحترفين بالمغرب، والعطالة بلا مباريات تؤهله لوضع صور مبدئية على اللاعب الجاهز محليا وأوروبيا، وإن كان جديد الساحة الأوروبية يعج بأحداث عظيمة للدوليين المغاربة في السوق العالمية، ولكن ما يهم هو أن المنتخب الوطني الذي اختير في مارس الماضي بلائحة موسعة، سيضرب على اختياراته السيئة من الجدد الذين يتهورون في المساس بالقميص الوطني، وسيعاد النظر في الإختيارات الجوهرية لاسماء ستبلغ ما فوق 33 عاما ( العرابي، نور الدين أمرابط ، فؤاد شفيق، نبيل درار، ويونس عبد الحميد مثلا) ولو أن الخبرة لا زالت قائمة في الكرة المعاصرة لنجوم العالم ما فوق 34 عاما، وعلى هذا الأساس سيشتغل وحيد على عناصره المحددة للتوظيف، وسنرى بالفعل فريقا وطنيا مغايرا في العام المقبل بلمسة جديد المرحلة وإن كانت النواة قائمة بالثلثين، وعطالة وجيد، ستضعه أيضا في محك الإشتغال التواصلي مع الدوليين المعتمد عليهم لأنه اعترف بالملموس أنه أخطأ في توسيع القاعدة، وأخطأ في اختيار من وعدوه وأخلوا بعدها بقرار صبياني، وعاد الى صواب أن يختار اللائحة النهائية، مع أن ما سيأتي لا محالة من المباريات الودية، قد يضع الرجل أمام تحولات جديدة في التجريب إن برز نجم في الواجهة أو وجوه بعينها كخلف جديد. ولذلك، فما سيفعله وحيد ليس هو توسيع القاعدة لما فوق الأربعين، ولكن بتحديد 30 لاعبا في أكثر الاحوال للاعتماد عليهم حسب السياقات، هو أمر موافق عليه حتى يضع الرجل كامل اختياراته ل23 لاعبا في المباريات الدولية كما هو معمول في المنتخبات العالمية باختياراتها الأولية. ولذلك، فأمام الرجل مرحلة مهمة في تحضير فريق وطني إلى العام المقبل من خلال أدواته المعروفة بملح ايجاد خلف إضافي للمواقع الشاغرة، وعدم مراعاة من لا يدخل في القوائم التنافسية.