وجدت أنه من الغرابة، محاولة تصدير البعض لأزمة الـ«كاف» التي تتحمل كجهاز كامل المسؤولية في التخبط الحالي وهي تعجز عن تدبير ملف عصبة الأبطال بالحكامة المفترضة فيها كمؤسسة، ليثيرا فتيل نزاع مفتعل بين جامعتي الكرة بالمغرب ومصر ويسهم آخرون في إضافة بعض توابل الفتنة في هذا «الطاجين»  الذي أساء أحمد مكرر تهييء مقاديره.
وجدت أيضا عديد الزملاء من مصر من محطات وقنوات تلفزيونية، يتصلون في محاولة لفهم ما جرى، وقد صور لهم صناع هذه الفتنة، أن لقجع ممثلا للوداد والرجاء، قبل أن ينبري للدفاع عن مصالح الغريمين، إنما كان هدفه هو كسر عظم أبوريدة قبل انتخابات رئاسة الـ«كاف» المقبلة، ومحاولة إلحاق هزيمة معنوية به قبل الفاصل المحموم المرتقب بنواكشوط الموريتانية ربيع العام المقبل إن شاء الله.
بذلك بدا معيبا، أنه بدل أن يتوجه الجميع صوب القمر ليدققوا فيه ويعاينوا أين يتجلى الكسوف في قطره، إنساق الجميع مع الأصبع الذي يشير لهذا القمر تاركين الجوهر الذي هو رعونة الـ«كاف»، ومتشبثين بالقشور التي هي خلاف يؤجج يوما بعد الآخر البعض سامحهم الله فتيله.
 فلا أحمد عصمان ممثل المصريين في الترافع على قصة احتضان القاهرة لمبارتي نصف نهائي العصبة ولا فوزي لقجع محاميا لمصالح الوداد والرجاء ومعها الكرة المغربية، كان قصدهما لي ذراع بعضهما البعض.
 فالجانب المصري من حقه، وهو الذي تقدم فور إعلان الكامرون تنحيها عن احتضان بقايا هذه المسابقة في خطيئة تساءل عليها الـ«كاف» وقد حملت بلدا لم يقو على احتضان الـ«شان» بسبب فيروس، استشرى أكثر بهذا البلد الإفريقي، قد عادت لتنيط به استقبال موندياليتو مصغر يضم 4 من صفوة  الفرق الأوروبية، دون أن تنتفي العلة التي كانت سببا في انسحاب الكامرون من تنظيم الـ«شان» وهل هناك رعونة وغباء أكثر من هذا تتحمل الـ«كاف» تبعاته.
والمغرب في شخص لقجع، لم تكن غايته إشهار فيطو مجاني بوجه الرغبة المصرية، وأنما ما يجهله المصريون وقد آمنوا به لاحقا، هو أن المسألة أكبر بكثير من لقجع ومواقف لقجع.
 المسألة ترتبط بقوة ضاغطة متجلية في أنصار الوداد والرجاء، واللذان كانا سينهشان جلد فوزي لقجع لو هو قبل بالمقترح المصري باحتضان نصف النهائي والنهائي، لأنه كانا سيتوجهان له باللوم الشديد، كونه حمى  مصالح حسنية أكادير ونهضة بركان في الكونفدرالية، ولم يقم بمثل ذلك مع الوداد  والرجاء في العصبة.
المقترح الذي تقدم به المغرب، فيه من الوجاهة والإنصاف والعدالة الكروية الشيء الكثير، فالذهاب والإياب يبقي للفرق الأربعة على فرصها متساوية .
 والذهاب والإياب قد يكون جاء ليخدم مصالح الأهلي والزمالك أكثر من الوداد والرجاء، كون الإياب سيستقر على ملعب القاهرة وفي حضن قطبي الكرة بأرض الكنانة.
لذلك ما كان هناك من داع لإثارة كل هذا الزخم من الفتنة والترويج إلى أن لقجع وأبوريدة ولو من خلف الستارة، كانا في معركة تهشيم عظام وهو أمر عار من كل صحة.
 في تقديري المتواضع وما لم يعتد عليه البعض سواء داخل الـ«كاف» أو خارجها، هو أن يستميت المسؤولون الكرويون في الدفاع عن مصالح الكرة المغربية في السابق.
 فقد تعودوا على فرض وسَنِّ قوانينهم والتصديق عليها ويتركوا لنا قول «آمين» قبل أن يتغير الوضع مع تموقع لقجع٫ وتجاوز مخلفات وسلبيات الكرسي الفارغ التي فوتت علينا مكاسب لا تعد ولا تحصى في السابق، وكانت تضعنا في صورة الكومبارس الذي يظهر في المشهد فقط ليتلقى الصفعات مكان البطل و نجم الشباك...
هذا هو الذي تغير وعلى ‘‘الكوايرية’’ في إفريقيا أن يقروا به «العزلة تبدلات» منذ انتخابات اثيوبيا ...