نحن الآن أمام مشهد كروي سيبدأ اليوم بشعار الرغبة في قتل عجلة الروتين والخوف من العواقب النفسية لوباء كرونا، إذ ليس سهلا أن لا يتجذر الوباء في عمق الأندية إلا بنسب ناذرة الحدوث تأسيسا لمبدأ السيطرة على الوضع والتحكم فيه، بالنظر لما حدث في الآونة الأخيرة بين اتحاد طنجة (حالة واحدة لرجل الأمتعة) وبين المغرب الفاسي (ست حالات موزعة بين ثلاثة مدربين وثلاثة لاعبين) كأحداث هزت الرأي العام الرياضي حول مفعول ونتائج وصول هذه المصيبة لعرين الأندية عبر أشكال المخالطة الفعلية. وإن كانت الدولة والجامعة قد ألحتا بقوة العناية والحرص على الصحة بكافة الوسائل الممكنة والشروط الإحترازية سيما تلك التي لها علاقة بالوسط الرياضي، فإن العودة إلى الميادين أساسا فرضتها ظرفية الإستغاثة المادية لاغلب اللاعبين المنحدرين من وسائط إجتماعية هشة وأجانب يعيشون على سيولة هزيلة تحت وطأة معاش صعب قوتا وكراء وغيرها من الوضعيات المزرية، وفرضتها دخول مسؤولي الأندية إلى صراع المقاومة الذاتية والبحث عن سبل التعايش مع الداء وكيفية تدبير المرحلة المتبقية على مستوى الميزانية المرصودة من بقايا دعم الجامعة وفتات المجالس البلدية. 
 وبمعزل عن هذه الوقائع، لا أعتقد أن الجامعة فرطت قيد أنملة في تحضير هذه المرحلة الدقيقة من عمر البطولة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة للتعامل مع الوباء باحترافية منقولة وبحرفية كافة الدول الأوروبية التي تفاعلت مع قناع الوباء ببروطوكول صحي صارم، وما أعتقد أن ناديا فرط في التوجيهات ووضع نفسه في المحظور إلا باستثناء نادر عجل ذهنيا وحضوريا قيمة هذا التفاعل وردات الخوف داخل الفريق وبين اسرة اللاعبين، وأعتقد أن ما حدث باتحاد طنجة عقب  حالة وباء مسؤول عن إلامتعة  خلخل كل العقول وأحدث رجة فعلية لم تهدأ الا بعد أن تراكمت الفحوصات اليومية ، وباشرت القوى الصحية كل التدخلات العاجلة لمحاصرة تفاعل المخالطة، كما أن هذا التعجيل بقضية تغلغل أو تسلل الوباء بالمغرب الفاسي  بعد ظهور ست حالات ويتعلق الأمر بحالتين في صفوف الجهاز التقني، وثلاث لاعبين وحالة واحدة بإدارة الفريق، إضافة إلى حالتين مشتبه فيهما، أماط اللثام عن كون هذه الإصابات لها مسببات عميقة من المخالطة الفعلية خارج المحيط الكروي قبل أن تستعرض السريان بين المخالطات الثلاثية داخل الفريق، إذ لا يعقل أن يجلب الجهاز التقني الوباء إلا إذا إختلط واحد منهما مع اللاعبين ومسؤول إداري، أو إستشرى بشكل معاكس بين حالة واحدة هي من عانقت أو صافحت أو اختلطت، أو تفشى الداء بين واحد من هذه العناصر ليسري على الجميع، قلت أن هذا التعجيل بتغلغل الداء بالمغرب الفاسي هو عنوان رئيسي لمشكلة يجب تدارسها بقراءات مسبوقة قبل مواصلة عجلة البطولة، وقد تحدث للإستهانة بقيم الحياة داخل أندية أخرى. 
 وهذه المغامرة المحسوبة، هي من يؤديها اللاعبون ومكونات أي فريق مثل هذا الإجراء الذي اتخذ في حق الفريق بعد أن قررت المديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة فاس مكناس، إخضاع المغرب الفاسي بلاعبيه وأطقمه لمدة 14 يوما بالحجر الصحي بالنظر إلى مخالطة المصابين بقية أعضاء الفريق في وقت أعلنت العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية، عن تأجيل مباراة المغرب الفاسي وجمعية سلا،  إلى غاية يوم الأربعاء 29 يوليوز الجاري على الساعة الخامسة، وفق ما أكده بلاغ نُشر على الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. ولكن، يبدو لي أن تأجيل المباراة إلى يوم الأربعاء 29 في وقت أعلن نادي المغرب الفاسي عن حدوث الواقعة أسبوعا فقط أي 22 يوليوز ، هو أمر لا يتطابق مع قرار مراسم النظام الصحي الذي هو 14 يوما، وإلا كيف نرسو على بر القانون الصحي والعصبة تغني على هواها. إنه أمر في غاية الاستغراب الا إذا كان هناك نقاش وازن بين وزارة الصحة والفريق الفاسي حول تجاذبات البروطوكول القائل بأن المصابين لا يوجدون على درجة من الخطورة، وشفاءهم يستلزم اسبوعا واحدا ، ومع ذلك ، ورغم أن هذا الجانب الطبي ليس من اختصاصنا، يبدو النقاش مطروحا في سياقاته المشروعة، لأن صحة اللاعب والمدرب والمسؤول الإداري وإلى أصغر موظف بالنادي، تبقى من مسؤولياتنا كإعلاميين للمؤاخذة حول مثل هذه القضايا الشائكة والمفترض أن تحدث مع أندية أخرى لا قدر الله . 
المغامرة المحسوبة، هي التي نقرأها عامة حول معضلات ما يمكن أن يحدث بعواقب غير مدروسة، ولا أعتقد أن الجامعة ووزارة الصحة قصرا في حق اللعبة، لأن مصيبة تفشي الداء هو تهور اللاعب والمدرب والمسؤول في عدم الإحتياط، ويبقى النادي المسؤول الاول في استجلاب الخطر لأنه لا يتحكم في مكوناته، وبالتالي نرمي كل شيء على الدولة، لأننا جميعا مسؤولون عن صحتنا، والدولة أعطتنا حق العودة إلى الحياة الطبيعية بشعار «أنت مسؤول عن حياتك وإلا القبر ينتظرك».