لن أجاري اليوم الزمرة التي نصبت نفسها باسم شريعة مجهولة، وصية على إدانة أفراد و تبرئة آخرين من خلال تنصيب مقصلة في ساحة عامة لمحاكمة من أذن بعودة الكرة للدوران، وتوزيع صكوك الإدانة على من رخص بهذا التشريع، وهم يستحضرون توحش الفيروس وبلوغ الجائحة ولغاية الأسف، ذروتها في بلادنا في فترة تزامنت مع استئناف اللعب وخوض مباريات البطولات بجميع  تصنيفاتها.
وسيزيد تفشي الفيروس بين لاعبي أكثر من فريق٫ وفرض العزل على فرق عديدة تنوع توزيعها الجغرافي بين سايس والشمال ثم الدار البيضاء وبني ملال.. من حمأة ونعرة هذه الفئة لتحاسب ودون موجب شرع أو مسوغ قانوني الجامعة  باعتبارها هي من أعلن عودة «البالون» مجددا...
ما خفي عن هذه الفئة، كون الجامعة ما ركبت صهوة هذا القرار، إلا بعد لقاء أو لنقل خرجة شهيرة للوزير فردوس وظهوره في البرلمان باسم الجهاز التنفيذي «الحكومة» ليعلن هذه العودة...
وبعيدا عن سجال وتجاذب رمي الإتهامات جزافا على من تحملوا مشقة اتخاذ قرار بهذه القوة والهالة، حري بنا أن نتوجه للحلول عوض الغوص في البوليميك الفارغ... حري بنا أيضا أن نقدم مقاربات أو مقترحات نصحح به ما اختل في ميزان بروطوكول العودة والدليل الصحي الذي نأكد بما لا يدع للشك مجالا، أنه لم ولا يحترم بالشكل الكافي.
بروطوكول لم يكن واضحا أو لنقل كان مرنا بعض الشيء، حين حدد كوطة المصابين بين 15 و20 من المصابين داخل كل فريق، موجبا لتأجيل مباراة الفريق المتضرر...
وبرتوكول أخطأ حين ترك الحبل على الغارب و هو يحدد الممنوعات دون تحديد العقوبات الزجرية للمخالفين.. ولنا أن نستحضر اليوم النموذج الأوروبي ولطالما شكلت أوروبا المرجع والملهم لنا في تشريعات تجاوزت قطاع الكرة.
في أوروبا أعملوا جانب الصرامة، ليلزموا كل الفرق التي فيها إصابات باللعب ما لم يصل العدد 15 مصابا ولأنه لكل تشريع مقاصد فغايته هنا ليس إنهاك الفرق أو تحجيم ظهورها في المباريات، بل لفرض التشدد داخل هذه الأندية كي تتقيد بالتحذيرات والإجراءات الإحترازية والوقائية، فتكون أكثر حذرا كي لا يتسلل الفيروس التاجي لصفوفها.
وقد تابعنا كيف أن روستوف الروسي لعب مبارتين بالرديف في بطولة روسيا بعدما دخل 21 من لاعبيه الحجر الصحي، و تم رفض تأجيل مباراته، وبعدها سيعود روستوف ليواصل التباري وقد أصبح أكثر حذرا ويقظة مستفيدا من درس البروطوكول الروسي، ومؤمنا أنه لا مجال للتهاون طلبا للتأجيل.
البرتوكول أيضا فيه مقال، لأنه داخل المغرب الفاسي أصيب 5 من أفراد الفريق بينهم المدرب الجعواني، وتمت برمجة مباراة الفريق أمام جمعية سلا حتى قبل تعافي  نمور فاس، مقابل مرونتها مع النادي القنيطري والإتحاد البيضاوي ورجاء بني ملال وهي تفرض تأجيلا لمباراته أمام الفتح بعد إصابة لاعبين لا غير...
البروطوكول فيه مقال، لأن هذا التأجيل لم يطل المغرب التطواني وقد تعرض لاعبان من صفوفه وهما محمد كمال وحمزة الموساوي يوما قبل مباراة الرجاء للإصابة بالفيروس وتم فرض إجراء المباراة أمام الرجاء٫وحين أصيب لاعبان من بني ملال تم التأجيل وعلى الفور.. نحتاج فعلا لتوضيحات؟
وحين يصاب فريق عن بكرة أبيه وهو اتحاد طنجة ويتأخر بلاغ التأجيل 3 أيام بعد الإعلان عن نتائج المسحة الدامية، فهنا يتواصل تقييم هذا البروتوول والمعايير المعمول بها في هكذا ظرفية.
وقد أمكنني وأنا أتجاذب النقاش حول هذا البروطوكول، أن أصل لحقيقة أنه ليس دستورا منزلا لا يطاله التنقيح، وتعديل أوتاره يجري الإشتغال عليه فعلا بعد التطورات الأخيرة التي حدثت.
وداخل هذه المتاهة أتساءل عن مصير المؤجلات، كيف ومتى ستلعب سيما وأنه لا فجوة ولا بارقة فراغ تلوح في برمجة قيدت نفسها بإسدال الستارة يوم 13 شتنبر، وتقيد أكثر بعد إعلان الكاف عن دخول فرسان الأدغال معترك النصف 10 أيام بعد هذا التاريخ؟ هو سؤال شخصيا عاجز عن الإجابة عنه ما لم يجب عليه البروطوكول؟؟؟