قبل أكثر من شهر ونحن نتعقب قرار الجامعة المدعوم بطبيعة الحال أو المسنود لقرار الحكومة، بعودة البطولة تطرقنا في أكثر من ملف لمسألة بدت غريبة عنا بل غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم المغربية، وهي إمكانية إنهاء البطولة وفق النسق الإنجليزي الذي جرى اعتماده أي حسم 10 دورات في 32 يوما كما تعهد بذلك فوزي لقجع. 
بدا الرهان كبيرا، وكانت لنا مشروعية السؤال، وهو إن كنا فعلا نملك آليات «البوكسينغ داي» على الطريقة المغربية؟ وكيف  سيكون الوضع لو حدث طارئ ما يغير رسم خارطة الطريق هته؟ 
للأسف لم تحضر الإجابات في حينه كما هو حال عديد الأسئلة التي نطرحها في مجتمعنا وتتكفل الأيام بالإجابة عنها، ومن جملة هذه الإجابات أنني يمكنني وقد وضعت أمامي الجدول المتبقي للمباريات والتواريخ المتاحة، وخلصت إلى أنها مهمة مستحيلة وغير ممكنة أن تنتهي البطولة يوم 13 شتنبر كما قررت الجامعة. 
نعم، مستحيل أن تنتهي بطولة تتوالد وتتراكم فيها المؤجلات يوما بعد يوم على نحو إما أنهم لم يحسبوا لها حساب، أو أن خللا ما شاب بروطوكول العودة وقد تناولت هذا في السابق، إذ لا يعقل وهذا واقع لا يرتفع ولا يمكن تحميله قبول هذا الذي حدث، ولم تعشه أي من بطولات العالم التي اختارت استئناف التباري تحديا لها في زمن كورونا. 
وحين أقول واقع، فإني أحمل فيه المسؤولية بالمقاربة التشاركية التي ظلت تحضر كلازمة في عديد تصريحات لقجع السابقة، للفرق واللاعبين وحتى الجامعة لأنها أبقت على ثغرات فادحة في دليلها الصحي. 
وقد قلت سابقا أن السماح بتأجيل مباريات الفرق بإصابة 20 بالمائة فقط من لاعبيها، سيشرع المجال ويفتح الباب أمام مصراعي  تراكم المؤجلات، لن أقول بالتلاعب بعدد المصابين بالفيروس، بل سيتيح إمكانية أكبر للتهاون والإستهتار قبل أن يظهر الجيش مرجعا  في الإنضباط والإيثار ونكران الذات وهو يعزل لاعبيه في المعمورة وحيدا بين بقية الفرق التي تسمح للاعبيها، بمخالطة الناس في الأسواق والمقاهي والتقاط الصور مع المعجبين بدون كمامات؟؟؟ 
لذلك أعود لأقول أن رهان إكمال البطولة مستحيل في التاريخ المعلن سلفا، إلا إذا تمدد شهر غشت وكانت عدد أيامه أكثر من تلك التي نعرفها؟ سيما وقد شنق الـ«كاف» الجامعة ليقر ويعلن  تواريخ نصف نهائي الكونفدرالية وعصبة الأبطال وبالتالي لن يتيح أي إمكانية لتمديد عمر البطولة بعد 13 شتنبر. 
كيف ستتدبر الجامعة المؤجلات الجديدة؟ وفي أي فسحة ستدرجها وهي التي تبرمج جولة على رأس كل 3 أيام؟ وكيف سيترسخ مبدأ تكافؤ الفرص المعلن شعارا وعنوانا للمرحلة أمام تباين المباريات الملعوبة بين الفرق؟ 
لذلك يراودني شك  على أن البطولة ستنتهي قبل الدورة 30، وقد تنتهي بعد مباراة الديربي بل قد تنتهي في الدورة 26 سيما وأن الجامعة وضعت استباقيا برنامجا لكل الجولات لغاية هذه الدورة وتوقفت. 
ما أحدسه هو أن تتوقف عند هذه الدورة وبعدها تفسح المجال أمام تصفية المؤجلات وأمام ما سيتداعى من نتائج وترتيب قد يعلن الرسم النهائي لخارطة الموسم والله أعلم؟ 
أما وأنا أسمع مرورا وعبورا جافا لمسؤولين يؤكدون أن البطولة ماضية قدما لتنتهي وتكسب التحدي، فرجائي كبير وتطلعي أكبر أن يدلوني على هذه السرية والوصفة السحرية لمصدر ثقتهم ويقينهم هذا وعلى ما يسندونه ويستندون إليه كي نتحرر من كل أسئلة الشك المسيطرة والتي تقودني لأنتهي من حيث بدأت «إنه رهان مستحيل»؟؟؟