نفس مشاعر التقدير التي حملتها وهو حارسا وحاميا لعرين الفراعنة بسرواله الأسود الطويل والشهير، هي حاضرة اليوم للزميل العزيز أحمد شوبير منشطا رياضيا في بلاطوهات فضائيات مصرية، تجتهد كل موسم لاستعارته لجودة مضمون ما يقدمه وكذا للتجويد المميز لحواراته. ولعلي تابعت أقواها على الإطلاق زمن الحجر الصحي وهو يستضيف المهاجم الرائع المعتزل حسام حسن بكل الأسرار القوية التي فاض بها النقاش.
 وفي خضم هذا التقدير لشوبير وهو نفسه التقدير المكفول لباقي الزملاء الأفاضل في الشقيقة مصر، ولو مع اختلافنا الشاسع والذي لا يفسد للود قضايا، في كيفية معالجة مقاربة المواضيع، بين حماسهم واندفاعهم الزائد عن اللزوم أحيانا والمحمول على أحكام قيمة أغلبها نسبي خاطئ ومغلوط، وبين ما نتصف به هنا داخل المغرب ولا أنزه البقية بل أتحدث عن جريدة  «المنتخب» بروادها السيد بدر الدين الإدريسي وعرابها السيد مصطفى بدري والعبد لله وهذا نهج ومبدأ نهلنا منها وتربينا عليه واخترناه «ديدنا ومذهبا» لنا...
 قد تكون الطبيعة والجغرافيا وحتى النشأة، لها دور في هذا الإختلاف الذي لا يعوز ولا يحتاج متتبع لبيب، الكثير من الذكاء، ليلمسه حتى في أسلوب ونهج منتخب الفراعنة في كل مبارياته التي واجه فيها أسود الأطلس، فخسر معظمها ولعل انتصاره في 3 منها على امتداد 5 عقود لدليل على أن هذا الحماس المحمول على المبالغة ينتج أضرارا أكثر مما يفضي لنتائج محمودة...
 لذلك تابعت منذ عام تقريبا التعاطي المحمول على هذه الإنفعالات لعديد من الزملاء في مصر، دون أن أتحدث عن القنبوعي وباقي رفاقه في تونس، لأن ما حرك هؤلاء هي نعرة وتصفية حسابات مختلفة في العزيزة قرطاج.
وطيلة تتبعي لهذا المشهد السوريالي، لخرجات شوبير سواء التلفزيونية أو التويترية أو تلك المنقولة عنه فيسبوكيا، أمكنني أن أشفق أكثر مما أغبط وأن أكتم ضحكتي أكثر مما أسخر وحاشى لله من ذلك، من هذه الكيفية التي فيها من المغالطات الشيء الكثير، مغالطات تحكم المغرب ب«الريموت كونطرول» في قرارات الكاف، ومغالطات تسيير مطبخ أحمد أحمد ببهارات وتوابل مغربية، وخاصة المغالطة التي تهمني كإعلامي الترويج إلى أن استفادتنا من «الريع المعلوماتي» بمبدأ الأفضلية من كل ما له صلة بأخبار الكاف...
وبين قصة «الصاروخ» أو«المكوك الفضائي» التي لخص بها شوبير بملئ شذقيه وفصيح لسانه، دور المغرب المستقبلي داخل الكاف، ولا يجد حرجا في استحضار هذه النبوءة، كلما وجد ناد أو فريق مغربي وسط حمأة، قرار أو مباراة قارية خاصة تلك التي يكون ناد مصري طرفا فيها، يلزم توضيح بعض وليس كل هذه الأشياء لصديقنا شوبير.
 شخصيا منذ وعيت على عشق هذا الأفيون، وهو الجلد المدور لغاية احترافي مهنة الصحافة، لطالما شدني وباستغراب عديد الفتوحات التي كانت تنفرد بها الصحافة المصرية منذ زمن عبد الحليم محمد رئيس الكاف منتصف الثمانينيات لغاية عهد عيسى حياتو، لدرجة كنت أخال معها أن خلية إعلام الكاف مصرية الإنتماء ويحق لها هذا السبق، وما هاجمنا في يوم من الأيام اتحاد الكرة المصري ولا من نتاقسم معهم الإنتماء لقبيلة الصحافة بأرض الكنانة، لإيماننا المطلق أنه في هذا السبق يتنافس المتنافسون وهو حق مكفول كأول بديهيات احتراف هذه المهنة، التي أصبحت اليوم محمولة على سرعة أكبر لا تتيح للطرف أن يرتد دون تقديم المعلومة لشعب الكرة.
 ردي أيضا على شوبير، وقبله قمت بالرد على عبد المنعم شطة وعلى الدكتور علاء الذي كان أكثر تطرفا كي لا أقول افتراء، علينا وعلى نوادينا وحكامنا من قصة استهدافه الشهيرة باطلا لعبد الرحيم العرجون لغاية رضوان جيد، هو أنه في مصر وغيرها تعودوا في السابق على أن الكرسي الفارغ هو مرادف للحضور المغربي داخل هذا الرواق الكافاوي. فاختلف الوضع اليوم ومعهم اختلفت نظرتهم ونظارتهم للأمور؟
اليوم عزيزي شوبير، تغير الوضع بتواجد لقجع نائبا ثانيا لأحمد ومؤتمنا على مالية الجهاز، وبتواجد عبد المنعم باه سكرتيرا و قبله معاذ حجي وقبلهما هشام العمراني دون إغفال لباقي الكوادر التي وجدت لها طريقا، لهذه المحمية التي ظلت حصينة لسنوات بتواجد فيالق مصرية تونسية تتحكم في زمامها ولجامها...
 اليوم زميلي شوبير، وكي تنام قرير العين مرتاح الخاطر ولو مع أننا لسنا مطالبين بتقديم كشف حساب المصادر والنوايا، كن علي يقين أننا لا نأخذ أكثر من نصيبنا ولا نحمي أكثر من حقنا...ولا وجود لا لتسلط ولا لتحكم ولا لتوجيه وأنت سيد العاقلين.
 ما غاب عن شوبير وهو يعلمه علم اليقين هي أنه للمغرب فعلا صواريخ إفريقية، خبرها شوبير وقبله إكرامي وبعدهما ناذر السيد، صاروخ محمد التيمومي شافاه الله وعافاه، وصلاح الدين بصير بالصحة الله رعاه، ومصطفى حجي بالأكروباتية من الله عليه بالذهب وبالأفضل إفريقيا حباه؟؟؟