قالوا زمان ‘‘واش كتعرف العلم قاليه كنعرف نزيد فيه’’، ودون ادعاء لفهم زائد في كرة القدم فقد خمنت غيرما مرة، أن ضم غاريدو ليكون قبطان سفينة الوداد كان خطأ لإصلاح أخطاء كثيرة قبله.
 قلت صوتا وصورة حتى وهو يعبر نجم الساحل يوم تم التهليل لمقدمه «غاريدو ليس رجل المرحلة»، ولم يكن ما قلته تخمينا 
أو حدسا أو حتى تنجيما، بل استنادا لقانون السببية الذي يربط الأسباب بمسبباتها.
ما جادت به فراستي  تفسيره بسيط قدر بساطة فهمنا لهذه الكرة دون تعقيدات أو علم زائد، وإليكم بعضا من شفرات المعادلة التي قادتني لمعرفة حلها قبل البعض كي لا أقول قبل الجميع.
 بنيت خلاصتي على تجربته السابقة مع الرجاء رغم فوزه بلقبين كان الفصل الكبير فيهما لتركة فاخر الذي ترك له فريقا قويا، ووضعه على سكة كأس الكونفدرالية بعد طول غياب.
 تتويج ساهمت فيه في عز الخصاص الذي عاشته الكتيبة الخضراء على عهد حسبان، غرينطا بنون وعزيمة الحافيظي وشراسة الشاكير وألمعية راحيمي ونجاعة ياجور وتألق بنحليب ودهاء حدراف وصمود الزنيتي.
 وفي خضمه كان غاريدو يرسل إشارات على أنه ليس بذلك المدرب الكبير في سياق ضبطه للأمور التقنية، وحتى تلك المرتبطة بعلاقته مع محيطه ولاعبيه، ويكفي الإستدلال كونه اصطدم مع بنحليب 5 مرات وكل مرة كان يرغمه على تقديم اعتذار يصر على توثيقه بهاتفه النقال.
 أسست انطباعي على ما طبع علاقته بالكروشي والراقي وهو يظهر في ندوة صحفية، قبل مباراة النجم ليؤكد أنهما يدعيان الإصابة ويهيجان المجموعة لتتمرد على التدريبات ولا يوجد مدرب عاقل يقول هذا في لاعبيه.
إستنتجت ذلك تحديدا في قصته قبل مباراة النجم الشهيرة التي أطاحت به في الرباط وهو يدخل تشكيلا هجينا فيه من العلم الزائد والفلسفة ما أثار الشكوك يومها ولم يمهله الزيات طويلا ليعفيه من مهامه وهو في الطريق السيار.
 لكن ماذا عن الوداد؟ غاريدو الوداد قبل الحجر تأهل أمام النجم بنجاعة فردية لنهيري و صمود بطولي للتمناوتي في رادس وحظ عاثر أدار ظهره في مباراة الإياب لأبناء سوسة.
 بعد الحجر الصحي فاجأ غاريدو الجميع وهو يلجز لتقنية «قسمة» بوضع الفتحة على القاف والسين والميم، أي خوض لاعبيه لمباريات ودية فيما بينهم رافضا مواجهة باقي فرق البطولة وديا في أكادير كما في بنجلون، وكأنه باختياره مبدأ التقية هذا بصدد صنع مصل أو لقاح ناذر، لتكون المحصلة أنه وضع لاعبيه في محرقة المباريات الرسمية دون ضبطهم لإيقاع اللعب وديا كما حدث مع بقية الوداد فظهر لاعبو الوداد أشباحا في 4 مباريات التي لعبوها بعد العودة.
 غاريدو أول مدرب في العالم لا يخوض مباراةودية ويلعب مباريات رسمية، أول مدرب في العالم يدخل بدفاع ويغير في شوط 4 مدافعين دفعة واحدة أمام نهضة بركان.
 غاريدو أول مدرب يخدم منافسه أكثر مما يقرأه وقد فعلها أمام الجيش بإخراج لاعبه الأفضل وصاحب هدفين أمام خريبكة والجيش إسماعيل الحداد، ليريح دفاع الفريق العسكري ويتركه يتقدم ليثور عليه.
 السيد غاريدو جاء لمركب بنجلون ووجد كازادي هدافا للفريق، فوضعه في الثلاجة بشكل كبير والوداديون كما الرجاويون يعلمون الأسباب جيدا، وحين ارتفع عليه الضغط وقام بإدخاله رد عليه كازادي بقوة بتسجيل هدفين لتثبت نظرية العلم الزائد وكثرة الفهامة في هذا المدرب.
 نترك كل هذه التقييمات النسبية جانبا، ونتحدث عن المنطق والمنطق يقول أنه ليس رجلا للمرحلة٬ فكيف يكون كذلك وقد أقيل في عام واحد 3 مرات من فرق كبيرة، أقيل من الرجاء الذي تركه خلف الوداد بفارق 18 نقطة تداركها بعده كارطيرون، وقبلها في الموسم السابق ترك الرجاء سادسا في الترتيب.
أقيل من العين الإماراتي الذي بهيلامنه وأرمادة لاعبيه صار يخسر بالخماسيات والسداسيات لما حضر غاريدو لتدريبه، وأقيل من نجم الساحل الذي ورطه في وسط الترتيب كما لم يحدث مع السواحلة.
لكل هذه السوابق، قلت أنه ليس رجل مرحلة ولا يليق بمدرب فاشل بهذه الضربات الموجعة لسجله، أن يستقدمه فريق مثل الوداد فالرجل ليس مدرب بطولات، بل مدرب كؤوس ويراهن على حظ برمجتها للتتويج، غير هذا فالسيد فحضور غاريدر لبنجلون خطأ وأكيد هن خطأ مزدوج بينه وبين من جلبه لأنه الإسباني يسري عليه فاقد الشيء لا يعطيه؟؟؟