كي لا نبالغ أو نفرط في استعراض مظاهر الفرح والتهليل لمقدم أو استقدام منير الحدادي، باسم «الوطن غفور رحيم»٫ بعدما استجابت الفيفا لمطلب لبكائية اللاعب، ومقترح لقجع الداعم لاستعطافه ومنحته فرصة توثيق شهادة ميلاد دولية جديدة بهوية أطلسية هذه المرة، علينا أن نتحلى بالحكمة والهدوء والرزانة في تلقف التعديل الجديد لقانون مزدوجو الجنسية من لاعبينا أبناء المهجر ...
 ولئن كان إيماننا كبيرا وقويا، أن الحدادي يستحق كل التعب والعرق المبذول ظاهرا وفي الكواليس من أجل تغيير لون «لاروخا» الأحمر القاني للون أحمر الدم المغربي، فإنه يجدر بنا مقابل كل هذا الترحيب أن نضيف له شروطا ...
 فليس كل لاعب من لاعبي المهجر ممن حملوا ألوان منتخبات أوروبية سابقا، إن بالتغرير أو بأشكال أخرى يستحق منا فتح الباب وجعله مشرعا على مصراعيه كي يلج ودون استئذان، لأنه بهذا المنطق سنكون قد حملنا أيدينا ترحيبا باسم العدل للوافدين من خلف الضفة، وسحبناها ظلما لعناصر أخرى إما في البطولة وقد صار صعبا عليها حتى قبل «قتنون الحدادي» الجديد أن تجد لها موطئ قدم في صفوف الأسود من عناصر أخري تمارس في رقعة أخرى غير أوروبا وهي مرات مصاعفة من منير وغيره وأعني حديدا بالإسم والوشم عبد الرزاق حمد الله.
لذلك عنونت هذا العمود «لكن» الشرطية، التي لا تفرض على منير وتلزمه بأن يدرك يقينا أنه فرق بين اليوم والأمس، فرق بين الحدادي 2014 المنطلق بسرعة الصاورخ ويومها كان الفريق الوطني في طور التجديد مع الزاكي، الحدادي اليوم وقد إنحدر وتدنى مستواه بحاضرة الأندلس عن نسخة الحدادي لاماسيا البارصا، إضافة لما صار يضمه العرين الأطلسي من عيارات لا تقل عنه جودة في المردود...
 لكن قصدت بها أيضا أنه لا الحدادي ولا أنور غازي ولا إحطارين وغيرهم من الأسماء المعنية بالإستقطاب مستقبلا، عليها أن تدرك أن الفريق الوطني اليوم مع وحيد لا يقل جودة عن لاروخا لويس إنريكي... عليهم أن يدركوا أن مزايا تمثيل الفريق الوطني ومكاسبه على الأمدين القريب والبعيد أفضل بكثير مما كان متاحا أمامهم في بلدان المهجر...
 على الحدادي أن يستحضر نماذج سفيان أمرابط وحكيم زياش و قد رفضا شرب البرتقال الهولندي، واختاروا في ظرف صعب كان الفريق الوطني يجتازه قطران الأسود على عسل حدائق الأراضي المنخفضة...
 على الحدادي أن يستحضر نموذجا كان على مقربة منه وكان أعلى منه قيمة وهو أشرف حكيمي، ابن «لافابريكا» بالفالديبيباس بمدريد والذي آثر تمثيل بلاده على حساب الماطادور، وحين أدل منير الحدادي على هذه الأسماء الثلاثة فله أن يقارن بين ارتقائها في السوق قيمة مالية ورياضية، فهذا الثلاثي اليوم يعادل 100 مليار سنتم 40 مليار كلفتا حكيمي وحكيم في انتقالهما صوب الأنتر وتشيلسي و20 مليار التي قادت أمرابط للفيولا بفيورنتينا قادما من فيرونا...
 على الحدادي أن يدرك أن اختيار هذه الأسماء الفريق الوطني، ضمن لها فرصا كبيرة للعب وهوامش واسعة للتطور وتسويق أسمائها، والمشاركة في الكان والمونديال، مقابل اختيار الحدادي إغراء إسبانيا والساعة الملغومة التي قدمها له ديلبوسكي وبعدها اختفى وذاب كما يذوب السكر في فنجان قهوى مر...
ما جنح له زياش وحكيمي وأمرابط في مدلولنا الدارج هو «قليل ومداوم ولا كثير ومقطوع» وقد أنتجت هذه القلة ثمارها التي قطفوها مقابل وصلة العذاب النفسي الذي تحمله الحدادي جراء اختياره الأول الخاطئ والذي يليق به» لا ديدي ولا حب الملوك»
 لذلك لا يعني هذا القانون أن يصبح باب الفريق الوطني بلا بواب، يدخله اللاعبون من أبناء المهجر لا لشيء سوىلأنجوازهم أحمر وليس أخضرا، إطلاقا لن نقبل بهذا وما على الحدادي كما قال سوى أن يشمر العزم ليكافئنا على دعمنا له وتجاوزنا عنه، وبدل أن يتلقى هدية بئيسة من ديلبوسكي أن يهدينا هو معزوفة من معزوفاته التي عودنا عليها في الليغا مرحبا إذن...
نعم للحدادي مع الفيزا.. فيزا الكفاءة  والإضافة..