لست مطنبا في التفاؤل ولا متطرفا في  رؤية وردية لمستقبل الأسود، إلا لما لمسته وألمسه من تطور كبير في أداء وظهور عدد من محترفينا، وبذراتنا الطيبة التي تزهر في  الحقول الأوروبية وتحول فصول فرقها لربيع. 
وهنا أستحضر ملفا سابقا كنت قد اشتغلت عليه، يضع فريقنا الوطني بأرقام مكاتب مختصة ضمن الأغلى والأعلى من حيث القيمة التسويقية، في لحمته الجماعية وليس فرادى  ليقيننا واعترفنا أن محمد صلاح يمثل اليوم لاعبا بهوية عالمية، وساديو ماني لا يقل كعبه علوا عنه الفرعون المصري، دون أن نتجاهل رياض محرز أو بيير إيميريك أوباميانغ...وحين نتحدث عن القالب الجماعي الذي يطوق اليوم وحيد خليلودزيتش، فلأنه بين كل منتخبات الصفوة الحاضرة اليوم في ريادة الترتيب إفريقيا نحن الأفضل.
أسود من طينة زياش وسايس في إنجلترا، أمرابط وحكيمي في الكالشيو، حارث في ألمانيا ونايف في فرنسا دونأن نتجاهل يوسف العرابي بأرقامه المرعبة في بلاد الفلاسفة والأساطير باليونان أو حمد الله المدهش أسيويا كي لا أقول سعوديا، وبطبيعة الحال حارس عالمي من طينة ياسين بونو شعلتنا في الليغا... 
بهذا التنوع الخصب يكون فريقنا الوطني ممثلا بعيارات ناسفة كلها بجودة عالمية في 5 بطولات أوروبية كبرى، واليوم اخترت نموذجين لما أبلياه ليس في هذه الفترة، بل منذ الموسم المنصرم من بلاء حسن، وهما نايف أكرد رفقة رين المتسيد الحالي للبطولة الفرنسية ترتيبا، كما هو متسيد نجومية الفريق بهدفين وأفضل تنقيط. 
وزشرف حكيمي الذي لا يتأثر بتغيير الألوان، فنفس اللمعان الذيقدمه للعالم بالرداء الأبيض رفقة ريال مدريد، استمر باللون الأصفر الكناري رفقة دورتموند واليوم هو حديث وزراء دفاع إيطاليا بالأزرق رفقة أفاعي إنتر ميلان. 
لا يهمني أن يسجل أكرد كي أشهد له بالنجومية والألمعية، لأنه لا يحاكم بعدد أهدافه، بل بدخوله دون مقدمات أجواء رين ظاهرة الموسم المنصرم، وهو الفريق الذي يرأسه وأحد من أثرى أثرياء العالم صاحب إحدى الماركات العالمية الشهيرة، لذلك لم يتأثر نايف وهو يغادر ديجون ليلبس في اليوم التالي ثوب الرسمية مع رين بل ويسجل له وديا. 
أمام سانت اتيان أكد نايف أنه لا يقل روعة عن ماركينيوس باريس سان جرمان أو تباغو سيلفا الذي غادر صوب تشيلسي أو ندومبيلي وباقي الأسماء الفرنسية الأخرى...
لذلك أتوقع لأكرد ألايطول به المقام داخل رين وهو الفريق الذي يستثمر في لاعبيه، والظاهرة كامافينغا المرشح  للعب للريال وحد منهم، وأرى من الآن ابن القنيطرة الغالية وقد استنسخ تجربة ومعبر نور الدين نيبت بالملم. 
في إيطاليا تابعت حكيمي وهو يقتحم دون دهشة أو خوف قلعة انتر، وديا ويمرر الشهد للهداف الأرجنتيني لاوتارو وبعده الفنان الدانماركي إريكسون، لا أحد توقع أن يكون حكيمي بكل ذاك الألق أمام الفيولا فور دخوله بديلا، ليمرر تمريرات صارت علامة مسجلة باسمه ويغير رسم وتكتيك ونتيجة المباراة بالكامل... 
لاعبان بهذا السن الفتي، وبهذه المقاسات عالية الجودة وبكل هذا الطموح والجرأة وهامش التطور المتاح أمامهما، لا يمكن إلا أن يكون مصدر بهجة وسعادة للناخب الوطني دون شك. 
وهنا أتذكر ما تحمله وحيد وهو يقدم شهادته فور وصوله لتدريب الأسود وقد قال في حق حكيمي، ما لم يقله مالك في الخمر، وقال أنه في واد وكفة وباقي لاعبي البطولة في كفة ثانية بل قال قولته الشهيرة «حكيمي يلعب كرة القدم والبقية رياضة أخرى» لأن وحيد فطن ومن أول نظرة إلى أنه بصدد التعامل مع ظاهرة حقيقية اجتمعت فيها كل المحاسن التي يتمناها مدرب في لاعب ما... 
لذلك وحيد مطالب بأن لا يزيد في العلم وأن يضم نايف مفخرة الصناعة المحلية لبطولتنا، في موقعه الذي يليق به اليوم أساسيا مع رومان سايس، ولا ينازعه اليوم مدافع آخر في هذا الإختيار... 
كما عليه أن ينهي بدعة رونار وقد حرمنا من نسخة حكيكي الحقيقية الأصلية، نسخة أشرف الظهير الظاهرة الطائر في رواقه الأيمن كما يستفيد منه اليوم المدرب كونطي واستفاد منه دورتموند قبله. 
ولو يعود وحيد لآخر إطلالة لحكيمي في بورندي سيلحظ و دونما تعب ما قدمه يومها في بوجمبورا، وقد سجل هدفا وقدم تمريرتي الهدف، بعد أن أناط بالمزراوي مهمة الرواق الأيسر...
نايف فخر الصناعة المحلية وحكيمي الظاهرة بشهادة وزراء دفاع الكالشيو القدامى عنوانان لمنتخب مونديالي بمشيئة الله.